تمثال الوحدة الذي يصور زعيم الاستقلال الهندي
تمثال الوحدة الذي يصور زعيم الاستقلال الهندي

دشنت تركمانستان تمثالا يصل ارتفاعه إلى 80 مترا، ويعد من أطول التماثيل في العالم، تكريما لأشهر شاعر في هذا البلد المنعزل في آسيا الوسطى والمولع بالإنشاءات الضخمة.

وأقيم هذا النصب البرونزي في جنوب العاصمة عشق أباد على سفوح جبال كوبيت-داغ، تكريما للشاعر ماغتيمجولي بيراجي، والذي يقدّمه النظام على أنه أحد أعمدة الهوية التركمانية.

فما هي أطول تماثيل العالم حاليا وفقا لما أوردته مجلة "BBC Science Focus" البريطانية المهتمة بقضايا العلوم والتكنولوجيا؟

المرتبة العاشرة:

تمثال داي كانون الواقع في متنزه كيتا نو مياكو بمدينة أشيبتسو اليابانية ويبلغ طوله 88 مترا.

التمثال مخصص للإلهة غوانيين، وهي آلهة مهمة في الديانة البوذية مرتبطة بالرحمة والشفقة.

المرتبة التاسعة:

تمثال داي كانون أيضا في مدينة سينداي اليابانية ويبلغ ارتفاعه 92 مترا وجرى بناؤه عام 1991 وأصبح لفترة وجيزة أطول تمثال في العالم.

المرتبة الثامنة:

على ارتفاع 92 مترا أيضا يقبع تمثال بوذا الكبير في دير وات موانغ في مقاطعة أنغ ثونغ في تايلاند. 

لا يعد التمثال مرتفعا فقط، بل هو أيضا واسع بشكل مثير للإعجاب حيث يبلغ عرضه 63 مترا. 

في المجمل، استغرق بناء التمثال 18 عاما وتم الانتهاء من أعمال البناء في عام 2008، وهو مصنوع من الخرسانة ومطلي بالذهب وبلغت كلفته 2.7 مليون دولار جرى جمعها من خلال تبرعات البوذيين المحليين.

المرتبة السابعة:

تمثال "سيدة كلّ آسيا" في مدينة باتانغاس بالفلبين ويبلغ ارتفاعه 98.15 مترا، ويعد أطول تمثال في العالم للسيدة العذراء ويرمز للسلام والوحدة.

جرى الانتهاء من بناء التمثال في عام 2021 ويضم بداخله مصليات ومسارح ومحلات تجارية وقاعات طعام ومساحات سكنية، بالإضافة إلى ضريح البابا يوحنا بولس الثاني.

المرتبة السادسة:

تمثال الإلهة غويشان غوانيين صاحبة الألف يد وعين في مقاطعة خونان الصينية ويبلغ ارتفاعه 99 مترا.

التمثال هو عبارة عن نصب تذكاري برونزي مذهب بتكلفة تبلغ حوالي 35 مليون دولار جرى الانتهاء منه في عام 2009.

المرتبة الخامسة:

تمثال أوشيكو دايبوتسو في اليابان ويعد واحدا من أضخم التماثيل التي أقيمت لبوذا في العالم، إذ يبلغ ارتفاعه 100 متر ووزنه 4000 طن. 

يحيي التمثال البرونزي ذكرى ميلاد شينران، وهو راهب ياباني أسس فرعا من البوذية يُعرف باسم "شين"، ويعد الأكثر ممارسة على نطاق واسع في اليابان.

المرتبة الرابعة:

تمثال فيشواس سواروبام والمعروف أيضا باسم تمثال الإيمان يصور الإله الهندوسي شيفا قرب بلدة راجاستان في الهند ويبلغ ارتفاعه 106 مترا.

تم الانتهاء من هذا التمثال الخرساني المطلي بالنحاس في عام 2020 وافتتح للجمهور في عام 2022.

المرتبة الثالثة:

يعد تمثال لايكيون سيكيا بوذا فى ميانمار أحد المعالم الأثرية الأكثر إثارة للاهتمام ويقع على منصة كبيرة في قرية خاتاكان تاونغ بميانمار. 

احتفظ النصب التذكاري، الذي يبلغ طوله 116 مترا، لفترة وجيزة بالرقم القياسي لأطول تمثال في العالم عند اكتماله في عام 2008.

المرتبة الثانية:

تمثال معبد الربيع لبوذا بمقاطعة خنان شرقي الصين ويصل ارتفاعه لـ128 مترا.

سمي التمثال بهذا لأنه يقع بالقرب من ينبوع حار يشتهر بقدراته العلاجية.، وتم الانتهاء من بنائه عام 2008، وظل أطول تمثال في العالم لمدة عشر سنوات.

المرتبة الأولى:

تمثال الوحدة في ولاية غوجارات شمالي غربي الهند ويبلغ ارتفاعه 182 مترا، ويعد الأطول في العالم.

ويصور التمثال زعيم الاستقلال الهندي فالابهاي باتيل، الذي شغل منصب النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية بعد استقلال الهند عن بريطانيا عام 1947.

تمثال الوحدة الذي يصور زعيم الاستقلال الهندي

مدخل قصر المشور في مدينة تلمسان غرب الجزائر

تعتبر تلمسان من أعرق المدن الجزائرية، وإضافة إلى كونها عاصمة الدولة الزيانية لعدة قرون (1235-1554)، فإن جمالها وتنوع معالمها التاريخية، جعلها تكتسب اسم "الجوهرة" التي أنجبت كوكبة من القادة والزعماء ومشاهير العلوم والأدب والفن في البلاد.

ودفع الكاتب الفرنسي الجزائري، بوعلام صنصال، بتلمسان (غرب) إلى الواجهة عقب إدلائه بتصريحات لقناة فرنسية في أكتوبر الماضي، أشار فيها إلى "مغربية" عدد من مناطق الغرب الجزائري، من بينها "وهران، تلمسان ومعسكر"، وهو ما اعتبرته الجزائر "تجاوزا للخطوط الحمر، ووصفت الكاتب بـ"محترف التزييف" بعد اعتقاله في مطار الجزائر العاصمة في نوفمبر الماضي.

"المنارة" إرث من حصر تلمسان

يقف بومدين بلعطار مسؤول وكالة سياحية ومهتم بتاريخ المدينة، أمام منارة منصورة التاريخية التي بناها السلطان أبو يعقوب المريني عام 1303 خلال حصار قواته لمدينة تلمسان.

ويذكر المتحدث أن تاريخ المدينة "لم يبدأ من هنا، بل يطول إلى العهد الروماني عندما أقام القائد الأمازيغي صيفاكس ملك ماسيسيليا في غرب نوميديا عاصمة مملكته بجوارها خلال الربع الأخير من القرن الثالث قبل الميلاد".

ويشير بومدين إلى أن منارة منصورة "تحولت إلى أيقونة سياحية تبرز ثراء المدينة التي تعرضت لحصار مرير على يد المرينيين".

بدأ حصار المرينيين لمملكة تلمسان سنة 1299 وتواصل إلى غاية 1307، ورغم "ما سخروه من إمكانيات فقد أنهكته مقاومة الزيانيين"، مثلما يقول الباحث في تاريخ الجزائر، محمد بن ترار، الذي أضاف أن "مقتل السلطان يوسف بن يعقوب يوم 3 مايو 1307دفع بالمرينيين إلى رفع الحصار والعودة للديار".

ويوضح بن ترار لـ "الحرة" أن النزاع بين الزيانيين والمرينيين حول النفوذ في المنطقة "تحول إلى صراع مستمر ومتواصل أظهر فيه المرينيون أطماعا للاستيلاء على تلمسان".

عاصمة التعايش

ظلت تلمسان حاضنة لمختلف الطوائف الدينية والإثنية، وترحب بالتنوع الديني والعرقي، ويمثل حي قباسة الأرض التاريخية التي لجأ إليها العديد من اليهود سنة 1392 قادمين من شبه الجزيرة الأيبيرية، يتقدمهم الحاخام أفريم بن كاوا (1359/ 1442)، لاجئا إلى المغرب ثم تلمسان، بعد أن سمح لهم سلطانها بالدخول والاستقرار فيها.

لا زالت معالم الطائفة اليهودية في تلمسان حاضرة، حيث قبر الحاخام إفرايم بن كاوا الذي حج إليه مئات اليهود من مختلف أصقاع العالم سنة 2006 بترخيص حكومي، كما لا زالت أكبر أزقة وسط المدينة تحمل اسم "درب اليهود" إلى يومنا هذا قرب الكنيس التاريخي.

وتُعرف الموسوعة اليهودية، الحاخام بن كاوا، بأنه "الطبيب والحاخام، والكاتب اللاهوتي، ومؤسس الطائفة اليهودية في تلمسان وشمال أفريقيا، وحسب الأسطورة المتداولة، فإنه فر من محاكم التفتيش الإسبانية وهناك فقد والده وأمه".

وفي نفس المدينة يرقد سيدي بومدين الغوث الأندلسي (1126- 1198) أحد أهم أقطاب الصوفية في العالم الإسلامي، الذي تحول ضريحه إلى مزار سنوي لمريديه من داخل الجزائر وخارجها.

معاهدة لالة مغنية

ظلت تلمسان مركزا حضاريا قويا إلى أن ضعف جسمها مع بدء الإسبان هجماتهم على وهران (غرب)، واضطر ملوكها للتحالف معهم ضد العثمانيين، الذين تمكنوا من دخولها سنة 1553 وطرد الإسبان منها، وبعد احتلال الجزائر من قبل الفرنسيين سنة 1830، تعرضت المدينة لعدة هجمات تصدى لها جيش الأمير عبد القادر إلى غاية 1844 تاريخ سقوطها.

ولترتيب بيت مستعمرتها الجديدة لجأت الحكومة الفرنسية إلى إبرام معاهدة على أرض تلمسان في 18 مارس 1845 لترسيم الحدود بين الجزائر المستعمرة والمملكة المغربية، وعرفت منذ ذلك الوقت بـ"معاهدة لالة مغنية" نسبة إلى المدينة الجزائرية المحاذية للمغرب.

كما حملت "مجموعة تلمسان" اسم المدينة، ويشير  أستاذ التاريخ الجزائري، عبد الرحمان قدوري، أنه كان "نسبة لقادة الجيش والثورة الذين قدموا من المغرب عشية الاستقلال، في يوليو 1962، وعقدوا اجتماعهم في تلمسان، قبل الزحف على الجزائر العاصمة وتولي الحكم، عوضا عن الحكومة الجزائرية المؤقتة".

و"لم تتوقف الخلافات بين الجزائر والمغرب بعد الاستقلال، ولم تهدأ مرحلة التوتر إلا بدخول المملكة السعودية على خط المصالحة"، مثلما يذكر قدوري لـ"الحرة"، الذي أضاف أن "الملك فهد بن عبد العزيز تقاربا بين الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد والعاهل المغربي الحسن الثاني في قمة احتضنتها مدينة مغنية بولاية تلمسان على مقربة من الحدود بين البلدين".

نجوم السياسة والطب والأدب والفن

سطعت أسماء لامعة من تلمسان في سماء السياسة بالجزائر، فقد انحدر منها الزعيم الوطني الشهير مصالي الحاج،  وأحمد بن بلة، أحد مفجري الثورة الجزائرية وأول رئيس للبلاد بعد الاستقلال، فضلا عن الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

وكان محمد بن رحال التلمساني أول جزائري حائز على البكالوريا عام 1874. وأنجبت هذه الولاية أشهر الأطباء من بينهم إلياس زرهوني المدير السابق لمعاهد الصحة الطبية الأميركية خلال الفترة ما بين 2002/ 2008.

وفي الأدب يقول المؤلف المسرحي على عبدون لـ"الحرة"": "يعتبر الكاتب الجزائري المعروف محمد ديب والروائي واسيني الأعرج، وأمين الزاوي، وعمار بلحسن، وبلقاسم بن عبد الله، من أبرز ما أنجبت تلمسان".

ويشير المتحدث إلى أن تلمسان اشتهرت أيضا بكونها "عاصمة الموسيقى الأندلسية من خلال كوكبة من الفنانين من أمثال عبد الكريم دالي، والحاج الغفور والعربي بن صاري".

أميرات الأندلس

كانت تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2011، واحتضنت التظاهرة بعد اختيارها من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، باعتبارها أشبه بالمتحف المفتوح، بمعالمها التاريخية البالغ عددها 48 معلما مصنفا ومحميا، أشهرها قصر المشور وأبواب المدينة ومنارة منصورة.

كما اشتهرت تلمسان بلباس أميرات الأندلس المعروف بـ"الشدة التلمسانية"، وفي عام 2012 صنفته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" تراثا غير مادي للإنسانية، لقيمته التاريخية والحضارية والجمالية.

ويتشكل زي الشدة التلمسانية من "اِثنيْ عشر قطعة متناسقة تم تصنيفها جميعا، فيما بينها، ومن بين هذه القطع، نجد: البلوزة، القفطان، الحايك، الشاشية والمجوهرات"، حسب تعريف وزارة الثقافة والفنون له.

أما مطبخ تلمسان فلا يقل شهرة عن ألبستها، فهو يزخر بأطباق الحريرة التلمسانية والحلو (زبيب وبرقوق ولحم بمذاق حلو) وطاجين الزيتون والكسكس، وحلويات المقروط والقرويش والكعك التلمساني.