فينيسيا
فينيسيا تعد من أكثر المدن استقطابا للسياح في العالم

أعرب مسؤولو مدينة فينيسيا (البندقية) في إيطاليا، عن سعادتهم بـ"النجاح" الذي نجم عن فرض رسوم دخول مؤقتة على السياح الراغبين في زيارة تلك البقعة السياحية الشهيرة في العالم، وفقا لما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية.

وهدفت تلك التجربة إلى الحد من أعداد السياح القادمين إلى المدينة، والتحكم بها عن طريق حجز مسبق وفرض رسم يعادل 5 يوروهات (نحو 6 دولارات أميركية).

وبدأت تلك التجربة في 25 أبريل واستمرت في أيام محددة حتى 14 يوليو الجاري، حيث تمكنت المدينة من جباية رسوم بقيمة 2,425,310 يورو (حوالي 2.64 مليون دولار)، وفقًا لرئيس بلدية البندقية لويجي بروجنارو. 

وكان رئيس البلدية قد توقع قبل تطبيق الخطة، أن تجمع المدينة حوالي 700 ألف يورو (نحو 762163 دولارًا).

وبلغ إجمالي عدد الأفراد الذين قاموا بالحجز 3,618,114 فردًا، وتم إعفاء 1,398,084 منهم من الدفع بسبب إقامتهم في الفنادق.

وشملت الإعفاءات الأخرى 651,254 عاملاً سافروا إلى المدينة في الأيام التي كانت فيها الرسوم سارية، بالإضافة إلى 466,819 طالبًا و217,589 مقيمًا لم يُطلب منهم دفع رسوم الدخول.

لقطة من الفيديو المتداول (مواقع التواصل)
بالفيديو.. سياح يقلبون "الغندول" في فينيسيا بسبب الإصرار على "سيلفي"
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا لمجموعة من السياح الصينيين وهم يسقطون في المياه الباردة في مدينة فينسيا بإيطاليا بعد أن انقلب قارب الجندول الذي كانوا يستقلونه أثناء وقوفهم على أقدامهم لالتقاط صور ذاتية "سيلفي". 

بالإضافة إلى ذلك، تم إعفاء 78224 شخصا لارتباطهم بمقيمين، و107146 لأسباب "أخرى" مثل من أن يكون الشخص قد ولد في المدينة، أو من المشاركين في أنشطة دينية أو مناسبات ثقافية.

واستهدفت تلك الضريبة التي أرجئ تنفيذها عدة مرات، فقط السياح الذين يدخلون المدينة القديمة يوميا، بين الساعة 8:30 صباحا والرابعة عصرا بالتوقيت المحلي.

وأوضح بيان صادر عن المدينة، أن المتنزهين النهاريين والسياح يفضلون أيام السبت والأحد، وأنه خلال جميع أيام التجربة الـ 29، لم يتم الوصول إلى يوم ذروة الحضور  المسجل في 30 أبريل عام 2023.

وكانت المدينة الإيطالية التي تعد إحدى أكثر المدن استقطاباً للزوار في العالم بمعدل 24 مليون سائح، قد منعت السفن السياحية العملاقة من الوصول إلى وسطها التاريخي.

استخدم متظاهرون في برشلونة مسدسات مياه ضد بعض السياح.
متظاهرون يرشون سائحين بالمياه في برشلونة احتجاجا على "السياحة المفرطة"
احتشد آلاف المتظاهرين في شوارع برشلونة للتنديد بالسياحة المفرطة، وانعكاساتها السلبية على حياة السكان، مثل زيادة تكلفة المعيشة، وارتفاع أسعار الإيجارات بشكل كبير، وتحول المدينة لتصبح "غير صالحة للعيش".

وفي فترات ذروة الارتياد، يمضي 100 ألف سائح ليلتهم في البندقية، إضافة إلى عشرات آلاف الزائرين الذين يقضون فيها ساعات قصيرة من دون المبيت، حسب وكالة فرانس برس.

في المقابل، لا يتجاوز سكان وسط المدينة 50 ألف نسمة، وهو عدد في تراجع مطرد.

يشار إلى أن رسوم الدخول انتهت في 14 يوليو، لكن مكتب رئيس البلدية قال إنهم سيحددون الآن ما إذا كان ينبغي إعادتها خلال الأوقات المزدحمة من العام.

ولم يتم الإعلان عن موعد رسمي للقيام بذلك بعد.

ووفقا لتقرير سابق نشرته وكالة فرانس برس، فإن الكثير من المدن الأوروبية السياحية مثل فينيسا وفلورنسا في إيطاليا، وبرشلونة الإسبانية، ودبروفنيك الكرواتية، أصبحت تنظر بقلق كبير إلى ازدياد أعداد السياح.

فمنذ عام 1995 حتى 2016، ارتفع عدد المسافرين الدوليين من 525 مليونا إلى أكثر من 1،2 مليار بفضل الشركات الجوية منخفضة التكلفة والزائرين من الأسواق الناشئة في الصين والهند وبلدان الخليج العربي، على سبيل المثال.

 عدد الكلاب المُدجّنة في العالم يقدر بحوالي مليار كلب

يقدَّر عدد الكلاب المُدجّنة في العالم بحوالي مليار كلب. معظمها حيوانات مملوكة – حيوانات أليفة، أو رفقاء، أو حيوانات "عاملة" تعيش جنبًا إلى جنب مع البشر.

وتحدثت دراسات عدة على التأثيرات السلية للقطط، سواء كانت مملوكة أو ضالة، على الحياة البرية.

وغالبًا ما يُنظر إلى الكلاب الضالة أيضًا على أنها تهديد للتنوع البيولوجي، رغم أن كلاب الدِنغو (البرية) قد يكون لها دور إيجابي في بعض الأحيان. وعلى النقيض من ذلك، يبدو أن كلابنا الأليفة تحظى بنوع من "المعفى من الحساب".

للأسف، هذا الانطباع قائم على المشاعر أكثر من اعتماده على البيانات. فكلابنا الأليفة المحبوبة تُحدث تأثيرًا أكبر، وأكثر إثارة للقلق على البيئة والحياة البرية مما نرغب في تصديقه.

دراسة جديدة عرضت الأضرار التي تتسبب بها الكلاب الأليفة، وما يمكن فعله حيال ذلك.

الكلاب حيوانات مفترسة، فهي تصطاد أنواعًا عديدة من الكائنات البرية، ويمكن أن تؤذيها أو تقتلها. كما أن رائحتها وبرازها يُرعبان الحيوانات الأصغر حجمًا. ناهيك عن التكلفة البيئية الضخمة لإطعام هذه الحيوانات، والكمية الهائلة من فضلاتها.

حب الناس للكلاب الأليفة، يأتي بتكلفة حقيقية، وتقول الدراسة انه يجب أن نعترف بذلك ونتخذ خطوات لحماية الحياة البرية، كأن نقيد الكلاب أو نمنعها من التجول بحرية.

المفترس في منزلك

الكلاب هي ذئاب مُدجّنة، تم تربيتها لتكون أصغر حجمًا، وأكثر وداعة، وشديدة الاستجابة للبشر. لكنها ما زالت مفترسات.

الكلاب الأليفة مسؤولة عن عدد أكبر من الهجمات المبلّغ عنها على الحياة البرية مقارنة بالقطط، وفقًا لبيانات من مراكز رعاية الحياة البرية، كما أنها تصطاد حيوانات أكبر حجمًا.

الكلاب الأليفة غير المقيّدة هي السبب الرئيس وراء اقتراب مستعمرات البطاريق الصغيرة من الانهيار في تسمانيا.

في نيوزيلندا، يُقدّر أن كلبًا أليفًا واحدًا هرب من صاحبه قد قتل ما يصل إلى 500 طائر كيوي بني من إجمالي عدد السكان البالغ 900، وذلك خلال فترة امتدت خمسة أسابيع.

بمجرد أن تُترك الكلاب بدون قيد، فإنها تحب مطاردة الحيوانات والطيور. قد يبدو هذا غير ضار.

لكن المطاردة يمكن أن تُرهق الطيور المهاجرة المتعبة، مما يُجبرها على استخدام المزيد من الطاقة. يمكن للكلاب أن تقتل صغار الطيور التي تعشش على الشواطئ، بما في ذلك الطيور المهددة بالانقراض مثل طائر الزقزاق المقنع.

مجرد وجود هذه المفترسات يُرعب العديد من الحيوانات والطيور. حتى عندما تكون الكلاب مقيدة، تكون الحياة البرية المحلية في حالة تأهب قصوى. وهذا له آثار سلبية قابلة للقياس على وفرة وتنوع الطيور في مواقع الغابات في شرق أستراليا.

وفي الولايات المتحدة، تكون الغزلان أكثر يقظة وتهرب بشكل أسرع وأبعد إذا رأت إنسانًا مع كلب مقيد مقارنة برؤية إنسان بمفرده.

عدة أنواع من الثدييات في الولايات المتحدة اعتبرت الكلاب المصاحبة للبشر تهديدًا أكبر من القيوط (ذئب البراري).

الكلاب لا تحتاج حتى إلى أن تكون حاضرة لتؤثر سلبًا على الحياة البرية. فهي تترك علامات رائحة على الأشجار والأعمدة من خلال التبول، وتترك فضلاتها في أماكن عديدة.

هذه تُعد بمثابة تحذيرات لأنواع عديدة من الحيوانات. وقد وجد باحثون في الولايات المتحدة أن حيوانات مثل الغزلان، والثعالب، وحتى الوشق الأميركي تجنبت المناطق التي كانت الكلاب تُسير فيها بانتظام، مقارنة بالمناطق التي يُمنع فيها دخول الكلاب، وذلك بسبب الآثار التي تتركها وراءها.

الحفاظ على صحة الكلاب وإطعامها له ثمن

الأدوية التي نستخدمها لتخليص كلابنا الأليفة من البراغيث أو القراد يمكن أن تبقى لأسابيع على الفراء، وتغسل عندما تغوص الكلاب في جدول ماء أو نهر.

لكن بعض هذه الأدوية تحتوي على مكونات سامة للغاية للكائنات اللافقارية المائية، مما يعني أن غطسة سريعة قد تكون مدمّرة.

وقد وجد الباحثون أنه عندما تجمع الطيور مثل القَرقَف الأزرق والقَرقَف الكبير فراء الكلاب المُزال لتبطين أعشاشها، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل عدد البيوض التي تفقس وزيادة عدد الفراخ النافقة.

ثم هناك موضوع الفضلات. في الولايات المتحدة، هناك حوالي 90 مليون كلب أليف، بينما يوجد في المملكة المتحدة 12 مليون، وفي أستراليا 6 ملايين.

ينتج الكلب الواحد في المتوسط حوالي 200 غرام من البراز و400 مل من البول يوميًا.

هذا يُترجم إلى طن متري من البراز و2,000 لتر من البول خلال فترة حياة تمتد 13 عامًا. وإذا ضُرب هذا الرقم في عدد الكلاب، فستحصل على جبل من النفايات.

يمكن أن تُساهم هذه النفايات في تلويث المياه بالنيتروجين، وتغيير تركيبة التربة الكيميائية، بل ونقل الأمراض إلى البشر والحياة البرية الأخرى.

أكثر من 80 بالمئة من مسببات الأمراض التي تُصيب الحيوانات المُدجّنة تُصيب الحياة البرية أيضًا.

الكلاب تأكل في الغالب اللحوم، مما يعني أن ملايين الأبقار والدجاج تُربى فقط لإطعام حيواناتنا الأليفة، ويؤدي إطعام كلاب العالم إلى انبعاثات تعادل ما تنتجه دولة الفلبين.

لا أحد يحب التفكير في هذا

الناس يحبون كلابهم، فهي دائمًا سعيدة برؤيتنا، ورفقتها تجعلنا أكثر صحة، جسديًا ونفسيًا. العديد من المزارع لا يمكنها العمل بدون الكلاب، و نحن لا نريد الاعتراف بأنها يمكن أن تتسبب بالأذى أيضًا.

الكلاب، بالطبع، ليست سيئة. إنها حيوانات، لها غرائز طبيعية، إلى جانب غريزة مُكتسبة لإرضائنا. لكن أعدادها الهائلة تعني أنها تُحدث ضررًا حقيقيًا.

تختم الدراسة بالقول، اختيار امتلاك كلب يأتي بمسؤوليات. فأن تكون مالكًا جيدًا لكلب لا يعني فقط الاعتناء بالحيوان الذي نُحبه، بل أيضًا الاعتناء بباقي العالم الطبيعي.