علماء يكتشفون أن بعض منتجات زيت الأفوكادو تحتوي على زيوت بذور وخضروات رخيصة
علماء يكتشفون أن بعض منتجات زيت الأفوكادو تحتوي على زيوت بذور وخضروات رخيصة (تعبيرية) | Source: Pexels

أصبح زيت الأفوكادو "نجما صاعدا" في عالم الطهي، إذ يُنظر إليه باعتباره زيت صحي للقلب، ويتميز بنكهة خفيفة تجذب المستهلكين المهتمين بالصحة العامة، غير أن علماء اكتشفوا مؤخرا وجود "غش" بالمنتجات المنتشرة على نطاق واسع، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وكشف علماء من جامعة كاليفورنيا دافيس (UC Davis) بعد اختبار عينات من زيت الأفوكادو، أن بعض المنتجات واسعة الانتشار لزيت الأفوكادو، "تحتوي على زيوت بذور وخضروات رخيصة".

وقال العلماء، وفق "واشنطن بوست"، إن "الغش في منتجات زيت الأفوكادو منتشر على نطاق واسع، وأن العديد من الأشخاص الذين يعتقدون بأنهم يشترون زيت الأفوكادو النقي، يتعرضون للتضليل من قبل بعض أكبر سلاسل البيع بالتجزئة".

ووجد العلماء أن ما لا يقل عن 21 من المنتجات التي تحمل علامة زيت الأفوكادو، أي ما يقرب من ثلثي المنتجات الـ36 التي اختبروها، كانت "مغشوشة". وفي بعض الحالات بزيوت أخرى، قد تشكل خطرا على الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه الطعام.

وتستند النتائج التي صدرت حديثا، إلى اختبارات أجريت عام 2021 على زجاجات زيت الأفوكادو من علامات تجارية، تم شراؤها من 19 متجرا كبيرا للبقالة في الولايات المتحدة وكندا.

في المقابل، قال تجار التجزئة الذين فشلت منتجاتهم في الاختبار، إنهم "لا يستطيعون التحقق من النتائج بناء على زجاجات الزيت التي تم اختبارها في عام 2020 أو 2021".

وأكد بعض تجار التجزئة أنهم "لا يقومون بإجراء اختباراتهم الخاصة ويعتمدون بدلا من ذلك على الموردين وخدمات الجهات الخارجية، للتحقق من نقاء الزيت".

"أهداف محتملة للتزييف"

ونقلت "واشنطن بوست" عن العالمة التي قادت البحث، الأستاذة المساعدة لعلوم الأغذية في جامعة كاليفورنيا دافيس، سيلينا وانغ، قولها إن تجار التجزئة "يتحملون مسؤولية التأكد من أن ما هو مكتوب على الملصق يتوافق مع المنتج نفسه".

وفي بيان لها، أقرت إدارة الغذاء والدواء الأميركية بأن "الزيوت عالية القيمة" مثل زيت الأفوكادو "هي أهداف محتملة للتزييف بدوافع اقتصادية".

وقال مسؤول في إدارة الغذاء والدواء، وفق "واشنطن بوست": "لا تعلق إدارة الغذاء والدواء على دراسات محددة، لكنها تقيمها كجزء من مجموعة الأدلة لتعزيز فهمنا لقضية معينة".

ووجد علماء جامعة كاليفورنيا دافيس، أن زيوت الأفوكادو المكررة، "خاصة تلك التي أدرجت إسبانيا كبلد المنشأ، كانت الأكثر عرضة للغش".

واحتوت 19 زجاجة على الأقل من أصل 29 زجاجة من زيت الأفوكادو المكرر التي شملها البحث، على زيوت أخرى. كما تبين أن كل زجاجة من الزجاجات الـ11 التي احتوت على زيت من إسبانيا، كانت "مغشوشة".

"أسرع القطاعات نموا"

ويُعد زيت الأفوكادو أسرع القطاعات نموا في سوق الزيوت الصالحة للأكل، حيث تجاوزت مبيعاته العالمية نصف مليار دولار، وفق "واشنطن بوست".

وتشير أبحاث جامعة كاليفورنيا دافيس إلى أن زيوت الأفوكادو منخفضة السعر "هي الأكثر عرضة للغش"، حيث لا تنتج معظم شركات التجزئة الكبرى زيت الأفوكادو الخاص بها، بل تشتريه من الموردين وتقوم بتعبئته وتضع عليه ملصقات متاجرها.

وأغلب زيت الأفوكادو الذي يبيعه تجار التجزئة "مُكرر"، مما يعني أنه زيت منخفض الجودة وعالي المعالجة، حيث تتم تصفيته وإزالة الروائح الكريهة منه. في المقابل تكون الزيوت البكر والممتازة "غير مكررة"، وعادة ما يتم عصرها من ثمار الأفوكادو عالية الجودة دون استخدام الحرارة أو المواد الكيماوية.

ووانغ جزء من فريق نال اهتماما دوليا في عام 2010، بسبب دراسة كشفت أن معظم زيوت الزيتون المستوردة التي تحمل علامة "بكر ممتاز" لم تكن بكرا ممتازا على الإطلاق، حيث أدت النتائج إلى إنشاء لجنة زيت الزيتون في كاليفورنيا وتبني معايير تصنيف أكثر صرامة.

وقالت وانغ، وفق الصحيفة، إن إدارة الغذاء والدواء الأميركية بحاجة إلى اعتماد "معيار هوية" رسمي لزيت الأفوكادو، الذي من شأنه أن يصف بالتفصيل الخصائص التي يجب أن يتمتع بها الزيت، حتى يتم بيعه كزيت أفوكادو.

ووضعت إدارة الغذاء والدواء هذه المعايير لأكثر من 250 طعاما، بما في ذلك الحليب وزبدة الفول السوداني والكاتشب وشوكولاتة الحليب والخبز والمربى، لكن زيت الأفوكادو ليس لديه معيار بعد.

 عدد الكلاب المُدجّنة في العالم يقدر بحوالي مليار كلب

يقدَّر عدد الكلاب المُدجّنة في العالم بحوالي مليار كلب. معظمها حيوانات مملوكة – حيوانات أليفة، أو رفقاء، أو حيوانات "عاملة" تعيش جنبًا إلى جنب مع البشر.

وتحدثت دراسات عدة على التأثيرات السلية للقطط، سواء كانت مملوكة أو ضالة، على الحياة البرية.

وغالبًا ما يُنظر إلى الكلاب الضالة أيضًا على أنها تهديد للتنوع البيولوجي، رغم أن كلاب الدِنغو (البرية) قد يكون لها دور إيجابي في بعض الأحيان. وعلى النقيض من ذلك، يبدو أن كلابنا الأليفة تحظى بنوع من "المعفى من الحساب".

للأسف، هذا الانطباع قائم على المشاعر أكثر من اعتماده على البيانات. فكلابنا الأليفة المحبوبة تُحدث تأثيرًا أكبر، وأكثر إثارة للقلق على البيئة والحياة البرية مما نرغب في تصديقه.

دراسة جديدة عرضت الأضرار التي تتسبب بها الكلاب الأليفة، وما يمكن فعله حيال ذلك.

الكلاب حيوانات مفترسة، فهي تصطاد أنواعًا عديدة من الكائنات البرية، ويمكن أن تؤذيها أو تقتلها. كما أن رائحتها وبرازها يُرعبان الحيوانات الأصغر حجمًا. ناهيك عن التكلفة البيئية الضخمة لإطعام هذه الحيوانات، والكمية الهائلة من فضلاتها.

حب الناس للكلاب الأليفة، يأتي بتكلفة حقيقية، وتقول الدراسة انه يجب أن نعترف بذلك ونتخذ خطوات لحماية الحياة البرية، كأن نقيد الكلاب أو نمنعها من التجول بحرية.

المفترس في منزلك

الكلاب هي ذئاب مُدجّنة، تم تربيتها لتكون أصغر حجمًا، وأكثر وداعة، وشديدة الاستجابة للبشر. لكنها ما زالت مفترسات.

الكلاب الأليفة مسؤولة عن عدد أكبر من الهجمات المبلّغ عنها على الحياة البرية مقارنة بالقطط، وفقًا لبيانات من مراكز رعاية الحياة البرية، كما أنها تصطاد حيوانات أكبر حجمًا.

الكلاب الأليفة غير المقيّدة هي السبب الرئيس وراء اقتراب مستعمرات البطاريق الصغيرة من الانهيار في تسمانيا.

في نيوزيلندا، يُقدّر أن كلبًا أليفًا واحدًا هرب من صاحبه قد قتل ما يصل إلى 500 طائر كيوي بني من إجمالي عدد السكان البالغ 900، وذلك خلال فترة امتدت خمسة أسابيع.

بمجرد أن تُترك الكلاب بدون قيد، فإنها تحب مطاردة الحيوانات والطيور. قد يبدو هذا غير ضار.

لكن المطاردة يمكن أن تُرهق الطيور المهاجرة المتعبة، مما يُجبرها على استخدام المزيد من الطاقة. يمكن للكلاب أن تقتل صغار الطيور التي تعشش على الشواطئ، بما في ذلك الطيور المهددة بالانقراض مثل طائر الزقزاق المقنع.

مجرد وجود هذه المفترسات يُرعب العديد من الحيوانات والطيور. حتى عندما تكون الكلاب مقيدة، تكون الحياة البرية المحلية في حالة تأهب قصوى. وهذا له آثار سلبية قابلة للقياس على وفرة وتنوع الطيور في مواقع الغابات في شرق أستراليا.

وفي الولايات المتحدة، تكون الغزلان أكثر يقظة وتهرب بشكل أسرع وأبعد إذا رأت إنسانًا مع كلب مقيد مقارنة برؤية إنسان بمفرده.

عدة أنواع من الثدييات في الولايات المتحدة اعتبرت الكلاب المصاحبة للبشر تهديدًا أكبر من القيوط (ذئب البراري).

الكلاب لا تحتاج حتى إلى أن تكون حاضرة لتؤثر سلبًا على الحياة البرية. فهي تترك علامات رائحة على الأشجار والأعمدة من خلال التبول، وتترك فضلاتها في أماكن عديدة.

هذه تُعد بمثابة تحذيرات لأنواع عديدة من الحيوانات. وقد وجد باحثون في الولايات المتحدة أن حيوانات مثل الغزلان، والثعالب، وحتى الوشق الأميركي تجنبت المناطق التي كانت الكلاب تُسير فيها بانتظام، مقارنة بالمناطق التي يُمنع فيها دخول الكلاب، وذلك بسبب الآثار التي تتركها وراءها.

الحفاظ على صحة الكلاب وإطعامها له ثمن

الأدوية التي نستخدمها لتخليص كلابنا الأليفة من البراغيث أو القراد يمكن أن تبقى لأسابيع على الفراء، وتغسل عندما تغوص الكلاب في جدول ماء أو نهر.

لكن بعض هذه الأدوية تحتوي على مكونات سامة للغاية للكائنات اللافقارية المائية، مما يعني أن غطسة سريعة قد تكون مدمّرة.

وقد وجد الباحثون أنه عندما تجمع الطيور مثل القَرقَف الأزرق والقَرقَف الكبير فراء الكلاب المُزال لتبطين أعشاشها، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل عدد البيوض التي تفقس وزيادة عدد الفراخ النافقة.

ثم هناك موضوع الفضلات. في الولايات المتحدة، هناك حوالي 90 مليون كلب أليف، بينما يوجد في المملكة المتحدة 12 مليون، وفي أستراليا 6 ملايين.

ينتج الكلب الواحد في المتوسط حوالي 200 غرام من البراز و400 مل من البول يوميًا.

هذا يُترجم إلى طن متري من البراز و2,000 لتر من البول خلال فترة حياة تمتد 13 عامًا. وإذا ضُرب هذا الرقم في عدد الكلاب، فستحصل على جبل من النفايات.

يمكن أن تُساهم هذه النفايات في تلويث المياه بالنيتروجين، وتغيير تركيبة التربة الكيميائية، بل ونقل الأمراض إلى البشر والحياة البرية الأخرى.

أكثر من 80 بالمئة من مسببات الأمراض التي تُصيب الحيوانات المُدجّنة تُصيب الحياة البرية أيضًا.

الكلاب تأكل في الغالب اللحوم، مما يعني أن ملايين الأبقار والدجاج تُربى فقط لإطعام حيواناتنا الأليفة، ويؤدي إطعام كلاب العالم إلى انبعاثات تعادل ما تنتجه دولة الفلبين.

لا أحد يحب التفكير في هذا

الناس يحبون كلابهم، فهي دائمًا سعيدة برؤيتنا، ورفقتها تجعلنا أكثر صحة، جسديًا ونفسيًا. العديد من المزارع لا يمكنها العمل بدون الكلاب، و نحن لا نريد الاعتراف بأنها يمكن أن تتسبب بالأذى أيضًا.

الكلاب، بالطبع، ليست سيئة. إنها حيوانات، لها غرائز طبيعية، إلى جانب غريزة مُكتسبة لإرضائنا. لكن أعدادها الهائلة تعني أنها تُحدث ضررًا حقيقيًا.

تختم الدراسة بالقول، اختيار امتلاك كلب يأتي بمسؤوليات. فأن تكون مالكًا جيدًا لكلب لا يعني فقط الاعتناء بالحيوان الذي نُحبه، بل أيضًا الاعتناء بباقي العالم الطبيعي.