تعرض مسلسل "معاوية" إلى جدل شديد مع عرضه خلال شهر رمضان الجاري.
و"معاوية" هو مسلسل تاريخي من إنتاج "أم بي سي" ويتناول أحداث "الفتنة الكبرى"، وهي فترة ما بعد مقتل الخليفة الإسلامي، عثمان بن عفان، ثم تولي الخليفة علي بن أبي طالب الخلافة حتى مقتله، وتولي نجله، الحسن، وتنازله عن الخلافة لمعاوية، وما تلى ذلك من أحداث بما فيها تولي يزيد بن معاوية وقتل الإمام الحسين بن علي في كربلاء.
والمسلسل من إخرج طارق العريان وتأليف خالد صلاح، وبطولة لجين إسماعيل، وإياد نصار، وسهير بن عمارة.
وأثار المسلسل حالة من الجدل بسبب الخلافات التاريخية بشأن شخصية معاوية، ولأسباب دينية تتعلق بتجسيد الصحافة والخلفاء.
في حين تحدث الإعلام أحمد الطاهري عن ما اعتبرها "أخطاء" سقط فيها المسلسل بزعمه.
وأعلنت هيئة الإعلام والاتصالات في العراق منع بث المسلسل، مؤكدة في بيان أن "بث أعمال ذات طابع تاريخي جدلي قد يؤدي إلى إثارة السجالات الطائفية، مما يهدد السلم المجتمعي ويؤثر على النسيج الاجتماعي، خاصة خلال الشهر الفضيل".
وأوضحت الهيئة أنها أصدرت "خطاباً رسمياً إلى إدارة قناة أم بي سي العراق بهذا الشأن، مطالبةً إياها بالامتثال للقرار وعدم بث المسلسل، مؤكدةً أنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق أي جهة تخالف الضوابط الإعلامية النافذة في البلاد".
وكان من المفترض أن يتم عرض تلك الدراما التاريخية، التي توصف بأنها أضخم إنتاج تلفزيوني عربي، قبل نحو عامين، ولكن جرى تأجيله بسبب اعتراضات من مراجع شيعية في العديد من دول العالم، وكان أبرزها اعتراض رجل الدين العراقي مقتدى الصدر.
ومع عرضه في موسم رمضان الحالي، تعرض المسلسل لانتقادات حادة من قبل المؤسسات الدينية، مثل الأزهر، الذي رأى أن تجسيد الصحابة في الأعمال الدرامية أمر مرفوض شرعًا.

ولم ينشر الأزهر على موقعه الرسمي أي فتوى بخصوص ذلك المسلسل حتى الآن، ولكن صحيفة "المصري اليوم" المحلية، قالت في تقرير لها إن الأزهر، ممثلا في هيئة كبار العلماء، أكد أن موقفه تجاه تجسيد الصحابة "واضح وثابت" منذ سنوات، إذ سبق له رفض أعمال سابقة تناولت شخصيات تاريخية إسلامية مثل مسلسل "عمر بن الخطاب".
وقال رضا عبد الواجد، عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر، في تصريحات إعلامية، إن مؤسسة الأزهر رأت ضرورة عدم عرض المسلسلات التي تجسد الصحابة والرسل "لأن الأنبياء والصحابة لهم مكانة خاصة لا يمكن لأحد أن يجسد دورهم".
وأضاف أن مسلسل معاوية "يحكي قصة جدلية، هذه القضية لا يمكن تتحدث عن سرد التاريخ في السجال بين الطوائف الإسلامية".
وفي مسلسل معاوية تظهر بعض الشخصيات المبشرة بالجنة حسب الراث السلامي مثل، الخليفة عثمان بن عفان والخليفة الرابع، علي بن أبي طالب.
وفي هذا السياق، ذكر موقع "مصر تايمز" أن المحامي، المستشار هيثم المغربي، أعلن عزمه إقامة دعوى قضائية لمنع عرض المسلسل في مصر، وذلك لتجسيد الفنان الأردني إياد نصار لشخصية علي بن أبي طالب.
أما مؤلف العمل، خالد صلاح، فخرج مدافعا عن المسلسل. وكتب في فيسبوك "معاوية لم يكن مجرد رجل دولة أو قائد عسكري يخوض معاركه بالسيف، بل كان إنسانا صاغته الأيام كما تصوغ النار الحديد، قاسيا حين تستدعي الحاجة، ولينا حين يتطلب الأمر التروي والتدبر".
وأضاف صلاح: "سعينا إلى الاقتراب من معاوية كإنسان وجد نفسه وسط زلزال سياسي لا يهدأ، واضطر إلى أن يكون لاعبا رئيسيا في صراعات لم يخترها بنفسه، بل ألقتها الأقدار بين يديه."