لقطة شاشة من مسلسل "العتاولة" تعرضت فيه البطلة للتهديد بماء النار
لقطة شاشة من مسلسل "العتاولة" تعرضت فيه البطلة للتهديد بماء النار

"سألقي ماء النار على وجهك".. جملة في مسلسل رمضاني مصري أثارت جدلا كبيرا.. كيف لا وهي مرتبطة بتهديد يتحوّل في بعض الأحيان إلى جريمة تهدد المجتمع، وخاصة النساء؟.

المشهد كان في مسلسل "العتاولة"، الذي يقوم ببطولته الفنانون أحمد السقا وطارق لطفي وفيفي عبده وزينة، هدد فيه أحد الممثلين طليقته بإلقاء "ماء النار" الحارق على وجهها، "حتى لا تصلح له أو لغيره".

لماذا طالته الانتقادات؟.. لأن الواقع يعكس بشكل متكرر هذه الجريمة البشعة.

وفي عام 2011، كانت مصرية تتابع التلفاز مع زوجها (حينها)، حيث ظهرت شابة وهي تروي واقعة إلقاء زوجها لماء النار على وجهها وتشويهها، بسبب خلافات بينهما.

الزوجة التي كانت تتابع التلفاز لاقت نفس المصير فيما بعد، بعدما شوه زوجها وجهها بماء النار، وهو الذي هددها خلال متابعة التلفاز بأنها لو حاولت الانفصال عنه ستجد نفسها نسخة ثانية من الضحية في البرنامج التلفزيوني.

فيلم "سمر.. قبل آخر صورة"، وثائقي يجسد معاناة الشابتين ضحيتا ماء النار. ويرصد الفيلم 5 سنوات من رحلة شفا (سمر) النفسي والجسدي، من خلال مساعدة امرأة أخرى تعرضت لهجوم بالحمض (ماء النار)".

"أفكار شريرة" و"أزمة قانونية"

مخرجة العمل الوثائقي، آية الله يوسف، قالت للحرة، إنها حينما تابعت الجدل حول مشهد التهديد في المسلسل الرمضاني، انزعجت بشدة.

وأوضحت: "فيلمي مرتبط جدا بالمشهد الذي عُرض. هذه مشاهد يمكن أن تؤثر على الناس، وتعرض عليهم أفكارا شريرة يمكنهم استخدامها فيما بعد".

وتابعت: "في مثل هذه الحالة، يمكن أن يخرج الشخص المدان بعد 5 سنوات سجن، في حين أن الضحية التي ركزت عليها في فيلمي، تعاني منذ أكثر من 10 سنوات، وفقدت عينها ولم تتحسن حالتها".

مؤسسة تدوين النسوية الحقوقية في مصر، استنكرت المشهد وكتبت: "عندما تعرض الدراما جريمة خطيرة بهذا الشكل وبأسلوب هزلي، فهي لا تتجاهل بشاعتها فقط، بل تساهم في تطبيع العنف ضد النساء بدلًا من محاربته".

وأضافت: "تشويه أجساد النساء بالأسيد (ماء النار) أحد أكثر أشكال العنف قسوة ووحشية، لكنه لا يزال جريمة مسكوت عنها في مجتمعنا".

وفي هذا الصدد، أشارت إلى أن القانون المصري "لا يشمل نصا قانونيا محددا يتناول هجمات الأسيد (حمض الكبريتيك أو المواد الحارقة المشابهة) بشكل خاص، ولا يعترف بها كجريمة مستقلة".

ولا توجد إحصائيات رسمية عن ضحايا الأسيد في مصر، لكن مستشفى "أهل مصر" لعلاج الحروق، يستقبل آلاف الحالات سنويًا، و10 بالمئة من الحروق بين النساء سببها العنف الزوجي، وفق "تدوين".

المحامية ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون، انتصار السعيد، ترى أن مشهد التهديد في "العتاولة" "تم تمريره بشكل عادي في المسلسل، مما يمثل ترويجا للعنف ضد النساء". 

واعتبرت أنه "حتى إن كان جزءا من القصة الدرامية، فإن مثل هذه المشاهد قد تمثل تحفيزا سلوكيا غير مرغوب به، في ظل هيمنة الأفكار الذكورية".

وتابعت: "للأسف التهديد بإلقاء ماء النار على وجوه النساء والفتيات منتشر، خاصة حال عدم الرغبة من جانب النساء في إتمام الخطبة أو إنهاء علاقة".

وأضافت أن هناك مشكلة تتمثل في أنه "لا يوجد نص قانوني خاص بالمشكلة، فيتم التعامل مع الجريمة وفق نصوص جريمة الضرب في قانون العقوبات المصري".

"الاستخفاف بالجسد"

انتقاد آخر برز في رمضان هذا العام، وإن كان أقل حدة، طال مسلسلا كوميديا، متهما إياه بتعزيز صور نمطية سلبية والتنمر، بسبب دور يجسد عاملة منزل نيجيرية، تم الربط بين قوتها الجسدية المفرطة وجنسيتها.

الأزمة كانت من نصيب مسلسل "أشغال شقة جدا"، من بطولة هشام ماجد وأسماء جلال، وبالتحديد بسبب حلقات ظهرت فيها الممثلة السودانية إسلام مبارك، التي جسدت دور عاملة منزل نيجيرية تدعى "مدينة".

الممثلة السودانية قالت في تصريحات تلفزيونية إنها كانت ترتدي أزياء لإظهارها بشكل أضخم، حتى تتماشى مع الشخصية التي تجسدها، والتي تمتلك بنية جسدية ضخمة تجعلها على سبيل المثال قادرة على حمل سيارة في أحد مشاهد المسلسل الكوميدي.

انتقدت بعض الحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي الدور باعتباره يمثل "تنمرا على الممثلة السودانية، بسبب بنيتها الجسدية وتناولها للطعام بشراهة وأصولها الأفريقية وبشرتها السمراء"، فيما دافع آخرون عن الدور باعتبار أنه يعد جزءا من عمل كوميدي.

واعتبر أحد الأشخاص في حسابه على فيسبوك، أن المسلسل تضمن "إساءات بالجملة"، لافتا إلى أنه شمل "كليشيهات مصرية مسيئة.. للأفارقة عبر الدراما".

 

فيما دافع حساب آخر، كتبت صاحبته: "لو في شي أعيبه على صناع العمل هو الـBody Shaming (الاستهزاء بالجسد)، وهذا أمر غير مقبول، ولا يفترض التعامل معه على أساس أنه مضحك أو في سياق الكوميديا".

الناقد الفني محمد عبد الرحمن، دافع عن العمل، وقال: "الممثلة إسلام مبارك من نجمات السينما والدراما في السودان، ولا أظن أنها كانت ستوافق على أداء دور يتنمر على أصحاب البشرة السمراء".

واستطرد: "في تقديري أن التعليقات الناقدة للحلقتين تتكئ على حساسية مبالغ فيها، وتراث من الأعمال الكوميدية المصرية التي سخرت فعلا من أصحاب البشرة الملونة أو قصار القامة مثلا".

واجه المسلسل اتهاما بالتنميط، وهو وفق السعيد، عملية تصوير لأشخاص أو مجموعات بطرق سلبية أو مبسطة، بحيث يتم اختصارهم إلى صفات أو سلوكيات نمطية معينة قد لا تعكس حقيقتهم.

وتابعت للحرة: "في السياقات الثقافية والإعلامية، يشمل التنميط التصوير المبالغ فيه لبعض السمات العرقية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، بحيث يُنظر إلى أفراد تلك الفئات على أنهم يتصرفون بطريقة واحدة ثابتة".

وأضافت: "في حالة العاملة المنزلية النيجيرية في مسلسل (أشغال شقة جدا)، يتم التنميط عندما يُصور دورها بطريقة قد تعزز الصورة النمطية عن العاملات ذوات البشرة السمراء في البيوت. هذا التنميط قد يؤدي إلى تصوير المهاجرات أو العاملات الأجنبيات بشكل غير إنساني أو محدود، مما يساهم في نشر مفاهيم غير دقيقة عنهن".

"المعالجة"؟

ليست هذه المرة الأولى أو الأخيرة التي ستواجه فيها الدراما بشكل عام، أو المصرية التي تشهد نشاطا كبيرا خلال شهر رمضان، مثل هذه الانتقادات، لكن اتفق من تواصل معهم موقع "الحرة" من خبراء بمجال الفن والقانون، أن "المشكلة تكمن في شكل المعالجة، وليس في التناول أو عدمه".

وقال عبد الرحمن للحرة، إن "المسألة مرتبطة بمدى تفهم المؤلفين والمخرجين لتأثير أعمالهم وتقديم الحلول. العمل الدرامي يمكن ألا يحمل رسالة، لكن لا يمكن أن يكون هناك ضحية بسبب هذا العمل".

وأوضح: "هل الشخص الذي هدد واجه عقابا؟ أو كُتب في نهاية المسلسل عقوبة إلقاء ماء النار، أو تم وضع إشارة إلى التأثير النفسي على الضحايا؟".

كيف تناولت الدراما الرمضانية المصرية الأزمة الاقتصادية؟
مع مرور أكثر من نصف شهر رمضان وانتهاء عرض الكثير من الأعمال الدرامية في مصر حيث يشهد العام الحالي اتجاها متزايدا نحو المسلسلات ذات الـ15 حلقة، يدور التساؤل عما إذا كان بعضها تناول الأزمات الاقتصادية في ظل غلاء الأسعار وانخفاض قيمة الجني المصري. 

وبدورها، تؤكد السعيد على أهمية "الرسالة"، وتقول إن "الدراما الرمضانية يمكن أن يكون لها تأثير قوي في تشكيل المفاهيم الاجتماعية، وبالتالي يجب أن تكون أكثر وعيا في تقديم الشخصيات والأحداث".

الدراما، وفق المحامية "ليست فقط وسيلة ترفيهية، بل وسيلة لتوجيه الرسائل الاجتماعية، والمساهمة في بناء أو هدم الصور النمطية".

أما المخرجة الشابة، يوسف، فتعاملت مع واقع تأثير التلفاز على المجتمع، بالقول إنها لا تعارض نقل المشكلات ومناقشتها، "لكن يجب ألا يتم ذلك بشكل يظهر كترويج أو تشجيع أو استخفاف بجريمة".

وقالت للحرة: "هناك أفكار سامة، لا يجب أن تمرر في سياق عابر أو كوميدي دون إبراز خطورتها أو تأثيرها أو عقوباتها. في النهاية لست ضد استعراض المشاكل، لكن الحل في كيفية طرحها على الجمهور".

عقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وأمكن ضبطه وعُثر بمسكنه على 392 قطعة
عقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وأمكن ضبطه وعُثر بمسكنه على 392 قطعة

أعلنت وزارة الداخلية المصرية، الخميس، عن ضبط مواطن بحوزته 392 قطعة أثرية، حصل عليها عبر التنقيب داخل منزله.

وقالت الوزارة في بيان "أكدت معلومات وتحريات قطاع شرطة السياحة والآثار بالاشتراك مع قطاع الأمن العام وأجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن أسيوط قيام مندوب مبيعات – مقيم بدائرة مركز شرطة القوصية - بحيازة قطع أثرية بمسكنه للإتجار بها".

وأوضحت الوزارة "عقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وأمكن ضبطه وعُثر بمسكنه على 392 قطعة".

وأضافت "وبمواجهته اعترف بأنها ناتجة عن أعمال التنقيب غير المشروع عن الآثار بمحل سكنه وحيازته لها بقصد الإتجار".

وأشارت إلى أنه "بعرض المضبوطات على الجهات المختصة أفادت بأن جميع المضبوطات أثرية عدا قطعتي المركب الخشبي الصغير، وتمثال حجري لسيدة بطول 40 سم، وتعود باقي القطع الأثرية لعصور فرعونية مختلفة (المتأخرة – القديمة)، والعصور (اليوناني، الروماني، الإسلامي)".

وأكدت أنه تم "اتخاذ الإجراءات القانونية" بحقه، وتحرير محضر بالواقعة، وإحالته إلى الجهات المختصة.