عدن.. الانفصاليون يتحدثون عن خطة "اغتيال وتصفية" تستهدفهم
12 أغسطس 2019
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي في خطاب تلفزيوني بث ليلة الأحد إن ما حدث في مدينة عدن يندرج في إطار "الدفاع عن النفس، بينما كان دور الطرف الآخر هو تنفيذ خطة مبنية على اغتيال قياداتنا ثم استفزاز جماهيرنا ثم بعد ذلك تصفية وجودنا".
وبعد اشتباكات عنيفة الأسبوع الماضي، هدأت الأوضاع في مدينة عدن في جنوب اليمن خلال عيد الأضحى مع إعلان زعيم الانفصاليين الجنوبيين "التزامهم" بوقف إطلاق النار والمشاركة في اجتماع دعت إليه السعودية.
ولم تقع أي معارك في الأربع وعشرين ساعة الماضية في عدن، التي شهدت اشتباكات عنيفة منذ الأربعاء الماضي بين الانفصاليين والقوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي على الرغم من أنهما يقاتلان في صفوف التحالف بقيادة السعودية منذ عام 2015.
واندلعت اشتباكات عنيفة منذ الأربعاء الماضي في عدن بين الانفصاليين والقوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي على الرغم من أنهما يقاتلان في صفوف التحالف العسكري بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين منذ عام 2015.
والأحد، شن التحالف في اليمن غارات استهدفت موقعا للانفصاليين الجنوبيين المدعومين من الإمارات، الشريك الأساسي في التحالف العسكري، غداة سيطرتهم على القصر الرئاسي في عدن.
وكان التحالف دعا السبت إلى وقف إطلاق النار بشكل "فوري" في عدن، مؤكّداً أنه سيستخدم "القوة العسكرية" ضدّ من يخالف ذلك.
حليف "وفي وقوي"
وجدد الزبيدي التزام المجلس الانتقالي الجنوبي بوقف إطلاق النار قائلا "نجدد التزامنا بالاستمرار وقف إطلاق النار الذي دعت له قيادة التحالف العربي".
وأشار الزبيدي إلى أن كمية الأسلحة والذخائر التي عثر عليها في معسكرات قوات الحرس الرئاسي "تكفي لقتال العدو الحوثي الايراني في كل جبهات القتال من دون دعم من التحالف لمدة لا تقل عن 12 شهرا كاملة".
وأكد الزبيدي في خطابه استعداد المجلس الانتقالي "لحضور الاجتماع الذي دعت إليه المملكة العربية السعودية بانفتاح كامل إيماناً منّا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز".
وكانت السعودية دعت السبت أطراف النزاع في عدن إلى "اجتماع عاجل" بهدف "مناقشة الخلافات وتغليب الحكمة والحوار".
وأضاف الزبيدي "نجدد ثقتنا في المملكة العربية السعودية" واصفا إياها بحليف "وفي وقوي".
ولم تقع أي معارك في الأربع والعشرين ساعة الماضية في عدن.
وتسارعت الأحداث السبت بعد سيطرة الانفصاليين على ثلاثة معسكرات حكومية وعلى القصر الرئاسي، وعززت من الانقسامات بين الشريكين الهامين في التحالف الداعم للحكومة اليمنية : السعودية والإمارات.
والسبت، حملت وزارة الخارجية اليمنية المجلس الانتقالي الجنوبي ودولة الإمارات "تبعات الانقلاب" في عدن، مطالبة أبو ظبي بوقف دعمها المادي والعسكري فوراً للانفصاليين.
والأحد، التقى الرئيس اليمني المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لبحث مستجدات الأوضاع في اليمن، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.
وأعلنت الأمم المتحدة الأحد عن مقتل نحو 40 شخصا وإصابة 260 في القتال في عدن.
وأكدت منظمة أطباء بلا حدود في بيان أنها قدمت العلاج ل 119 مصابا في أقل من 24 ساعة في مستشفى تديره المنظمة في عدن.
بعد خمس سنوات على اندلاع الحرب، يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، الى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حالياً.
"الحفاظ على الوحدة"
وعدن هي العاصمة الموقتة للحكومة المعترف بها منذ سيطرة المتمردين الحوثيين على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014.
وهذه ليست المرة الأولى التي يشتبك فيها الانفصاليون التابعون للمجلس الانتقالي الجنوبي مع الوحدات الموالية للرئيس هادي.
ففي كانون الثاني/يناير 2018، شهدت عدن قتالا عنيفا بين الانفصاليين والقوات الحكومية أدى إلى مقتل 38 شخصا وإصابة أكثر من 220 آخرين بجروح.
ويقاتل الانفصاليون الجنوبيون وحكومة هادي معا في إطار التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين.
وفي تغريدة، أكد نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان دعم الرياض "للحكومة الشرعية في اليمن" مؤكدا ضرورة "الحفاظ على وحدة واستقرار البلاد".
وحذرت مجموعة الأزمات الدولية في تقرير الجمعة من أن الاشتباكات "تهدد بإدخال جنوب اليمن في حرب أهلية داخل الحرب الأهلية" الدائرة حاليا.
وقالت المجموعة إن أي نزاع مماثل "سيعمق ما هو بالفعل الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم وسيصعب من تحقيق تسوية وطنية سياسية".
الحوثيون.. خدمة المشروع الإيراني بالمنطقة وتحالف دولي بالمرصاد
الحرة تتحرى, جويل الحاج موسى
13 ديسمبر 2024
Share on Facebook
Share on Twitter
Share on WhatsApp
في نوفمبر 2023 نشرت حركة أنصار الله الحوثيين اليمنية الموالية لإيران مقطعا مصورا يظهر هجوما مسلحا جنوبي البحر الأحمر أجبر طاقم السفينة غالاكسي ليدر على الاستسلام.
السفينة التي تشغلها شركة يابانية لصالح أخرى إسرائيلية تم سحبها إلى ميناء الحديدة والاستيلاء على كامل حمولتها، والتي ثبت لاحقا أنها كانت مجرد بداية لفصل جديد من الاعتداءات الحوثية على خطوط الملاحة الدولية في خليج عدن والبحر الأحمر.
برنامج "الحرة تتحرى" فتح ملف هجمات الحوثيين البحرية، والتي يكشف فيها الأسباب الحقيقية وراء تلك الهجمات ومدى ارتباطها بعقيدة الحرب غير التقليدية الإيرانية.
مسؤول في الغرفة الدولية للنقل البحري، دجون ستاوبرت قال إنه منذ عام 2014 ننظر إلى رقم يتراوح بين 120 و130 حادثا في المنطقة، والغالبية العظمى هي نتيجة لعدوان الحوثيين على الشحن التجاري.
نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، العقيد هينو كلينك قال إن "الحوثي منظمة إرهابية، وإذا أضفت إلى ذلك التأثير الشامل والمزعزع للاستقرار لهذه الهجمات ضد الشحن البحري، والدور الذي تلعبه إيران في تمويل وتدريب وتجهيز ودعم تلك الجماعة، فسترى أن القضية لا تقتصر على البحر الأحمر فقط، ولكن لها آثار إقليمية أوسع بكثير أيضا".
وأضاف أن "القاسم المشترك الوحيد في عدم الاستقرار والعنف في المنطقة، هو نظام إيران، وهناك رابط بين الحوثيين وحماس وحزب الله، وباقي الوكلاء من المنظمات في سوريا والعراق، هذا الرابط موجود في طهران".
الأسلحة المستخدمة
خبير الشؤون العسكرية الإيرانية في معهد واشنطن، فريز نديمي قال إنه "بمساعدة إيران، بدأ الحوثيون في إنشاء منطقة عدم مرور، باستخدام طرازات متنوعة من الصواريخ، وخاصة الباليستية المضادة للسفن، كما استخدموا أنواعا مختلفة من الأسلحة في هجماتهم البحرية، ليس فقط خلال هذه المرحلة الأخيرة، فمنذ عامي 2015 و2016، عندما بدأوا في شن هجمات بحرية ضد التحالف الذي تقوده السعودية، استخدموا الألغام البحرية، والقوارب المسيرة المحملة بالمتفجرات".
في ثمانينيات القرن العشرين، وفي خضم حرب طاحنة مع جارتها الغربية، ردت طهران على هجمات سلاح الجو العراقي على مواقع إنتاج النفط الإيراني، والسفن الحاملة له، باستهداف ناقلات البترول المبحرة في الخليج العربي.
قررت إيران حينها مهاجمة السفن المتجهة إلى أو القادمة من موانئ دول الخليج العربية، موسعة النزاع ليشمل سفن الدول المحايدة التي تنقل النفط من منطقة الخليج، وكان الهدف من ذلك تدويل الصراع، آملة في الضغط على دول الخليج للتدخل وإجبار العراق على الاستسلام، بحسب تقرير سابق نشرته مجلة "المجلة" السعودية.
وبعد ثلاثة عقود، نقلت طهران نفس السيناريو إلى الحوثيين، والذي بدأ بنشر ألغام بحرية، في ممرات الملاحة الدولية، في باب المندب وخليج عدن، ثم تطور لقصف واحتجاز سفن تجارية تابعة لدول ما يسمى بالتحالف العربي، بقيادة السعودية، الأمر الذي يبرره بعض الموالين للجماعة اليمنية.
الكاتب والصحفي اليمني، طالب الحسيني قال إنه "منذ عام 2015، تم أيضا استخدام منطقة باب المندب ومنطقة البحر الأحمر من قبل صنعاء، أنصار الله وحلفائهم، في مواجهة خصوم وقادة الحرب على اليمن، عندما تم استهداف سفينة روابي التي تتبع الامارات، وتم سحب سفينة روابي، ولا تزال هذه السفينة موجودة بالقرب من موانئ الحديدة. فإذا استخدام صنعاء لهذه المنطقة الاستراتيجية للضغط على خصومها الإقليميين والدوليين لكسر الحصار عن اليمن".
لكن الهجمات الحوثية على سفن سعودية وإماراتية، توسعت لتشمل، خلال تلك الفترة، سفنا وناقلات نفط دولية.
وبحسب تقرير لموقع لويدز ليست إنتيلجنس البريطاني تم تسجيل 14 حادثة تعرضت فيها السفن للهجوم. والتي يعتقد أن الحوثيين مسؤولون عنها، وأسفرت عن تعرض خمس سفن للاستهداف أو لأضرار جانبية.
ويقول محللون أمنيون، إن الحوثيين انتقائيون للغاية بشأن أهدافهم لأنهم حريصون على أن يعترف بهم المجتمع الدولي، بصفتهم أكثر من مجرد جماعة متمردة غير شرعية.
مع اندلاع الحرب في غزة، خريف عام 2023 تحرك وكلاء إيران في المنطقة، فتح حزب الله جبهة في جنوب لبنان، ليتبعه الحوثيون في اليمن.
ويلفت الحسيني إلى أنه تم تحديد "السفن التي تتبع شركات تتعامل مع كيان العدو الإسرائيلي، الدافع الأساسي هو دافع عقائدي إيماني لأسباب تتعلق بأن الحركة هي حركة دينية، وليست فقط سياسية ووطنية. تم استخدام هذه المنطقة لمنع كيان العدو الإسرائيلي من العبور".
وبعكس ادعاء جماعة الحوثيين، وخلال عام واحد، تمددت الهجمات لتشمل سفنا تجارية من جنسيات مختلفة، تخطى عددها الـ 100.
وفي قراءة للمشهد بحسب تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية "زعم الحوثيون أنهم ينفذون هجمات باسم الفلسطينيين، غير أنهم فعليا يعتدون على طواقم مدنيين لا صلة لهم البتة بأي هدف عسكري معروف، ويحتجزونهم تعسفا، ويعرضونهم للخطر. هذه الهجمات تشكل استهدافا للمدنيين، وهي إذا نفذت عمدا أو بتهور، تعد جريمة حرب".
الباحث اليمني في الشؤون العسكرية والسياسية، العميد عبد الرحمن الربيعي يشير إلى أن "الحوثيين استخدموا وإيران أيضا البروباغندا الدعائية. بإيعاز وتوجيه وتسليح ودعم إيراني. لأغراض الدعاية والكسب للرأي العام الداخلي والعربي ليس إلا. لكن إسرائيل لم تتضرر، ولم يستفد أهل غزه من كل ما قام به الحوثيون على الإطلاق في البحر الأحمر، تضرر العرب واليمنيين فقط، ولذلك إيران مشروعها تدمير الوطن العربي وليس إسرائيل".
مقارنة لمنظومة صواريخ إيرانية وحوثية بحسب تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي قال في تصريحات سابقة "بينما يتم إطلاق تلك الصواريخ من قبل الحوثيين، فإننا لدينا بالتأكيد كل الأسباب للاعتقاد في أن إيران، هي التي تمكنهم من ذلك، يضغط الحوثيون على الزناد، وتوفر إيران الأسلحة".
ووجه المجتمع الدولي أصابع الاتهام نحو إيران، التي انكرت علاقتها بتلك الهجمات.
وكرر ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية التصريحات بأن "حركات المقاومة في المنطقة تتصرف بشكل مستقل، ومن تلقاء نفسها، بناء على مصالحها، ومصالح شعوبها".
لكن عدة تقارير دولية أكدت الدور الرئيسي لإيران في الأزمة، اعتمادا على تاريخ، وسلوك طهران.
وتثير ترسانة الحوثيين الكبيرة من الصواريخ البحرية تساؤلات حول استراتيجية إيران الأوسع في المنطقة. وعلى الرغم من أن الحوثيين ربطوا حملتهم بالقتال الدائر بين إسرائيل وحماس، إلا أن طهران كانت توفر هذه الأسلحة قبل وقت طويل. ما يشير إلى تركيز قوي وطويل الأمد على تعزيز قدرات الحوثيين المضادة للسفن، ومحاولة محتملة لتصدير نموذج العدوان البحري من الخليج الفارسي ومضيق هرمز، إلى البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ذي الأهمية الجيوسياسية، على ما يؤكد تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
ويشير الخبير العسكري الأميركي، كلينك إلى أنه "لطالما كانت إيران داعمة للحوثيين، ليس فقط من الناحية الأيديولوجية، ولكن من الناحية المادية أيضا، حيث زودتهم بالأسلحة والتمويل والتدريب، أرى تلك المنطقة في الأساس، مسرح عمليات للإيرانيين، تمكنهم من التعامل مع خصومهم الإقليميين، من دون أن يكونوا متورطين بشكل مباشر".
"تكنولوجيا متقدمة"
مقارنة للصواريخ الباليستية الإيرانية والحوثية بحسب تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية
منتصف سبتمبر 2024 زعمت جماعة أنصار الله الحوثيين اليمنية، إطلاق صاروخ فرط صوتي نحو إسرائيل، بسرعة بلغت تسعة أضعاف سرعة الصوت.
ودعا تقرير المجلس الأطلسي الأميركي إلى ضرورة "التعامل مع ادعاءات الحوثيين حول امتلاك هذه التكنولوجيا المتقدمة بكثير من الشك، فهي لم تظهر في الوقت الحالي، إلا في الولايات المتحدة والصين والهند وروسيا. وأسرع سلاح فرط صوتي (صاروخ زركون الروسي) لا يمكنه الطيران إلا بثمانية أضعاف سرعة الصوت".
ويقول الباحث في الشؤون العسكرية، الربيعي إن "إطلاق الحوثيين لقرابة 100 صاروخ سكود وكروز، كانت فاعليتها بدائية، أو تكاد تكون ليست على المستوى المطلوب، ولا تمتلك الدقة العالية من حيث قدرتها على إصابة الأهداف".
مرة أخرى، أنكرت طهران أي علاقة لها بهجمات الحوثيين، وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان "في إيران، ليس لدينا هذا النوع من الصواريخ التي أطلقها الحوثيون، وحقيقة أنهم تمكنوا من إنتاجها، فهذا ليس عمل يوم أو أسبوع أو سنة، تعلمون جميعا أن المعرفة والمهارات يتم اكتسابها بمرور الوقت".
لكن، ووفقا لتقارير استخباراتية، ترتبط المعرفة والمهارات، التي اكتسبها الحوثيون، بإمداد ايراني مستمر بالسلاح، ومكوناته، على مدى عشر سنوات.
مقارنة لصواريخ كروز الإيرانية والحوثية بحسب تقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية
ويشير تقرير لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية إلى أنه "بين عامي 2015 و2024، اعترضت الولايات المتحدة وحلفاؤها ما لا يقل عن 20 عشرين سفينة تهريب إيرانية، وصادرت مكونات صواريخ باليستية وكروز وأرض-جو، إضافة لقذائف مضادة للدبابات، وطائرات بدون طيار، وأسلحة أخرى محظورة كانت متجهة إلى الحوثيين".
خريف عام 2023 وخلال استعراض عسكري في صنعاء، قدم الحوثيون ترسانَتهم الجديدة، وعلى رأسها طرازات متعددة من الصواريخ الموجهة والمضادة للسفن.
"عاصف"... كان أحد تلك الصواريخ، التي يزعم الحوثيون تصنيعَها بالكامل، لكن بالمقارنة الشكلية، على الأقل، يتبين أنه نسخة طبق الأصل من آخر إيراني، يسمى، خليج فارس.
لم تكن هذه هي الحالة الوحيدة، فوفق دراسة لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية، يظهر التطابق بين النسخ الإيرانية والحوثية، لأكثر من عشر طرازات من الصواريخ والمسيرات.
ويؤكد الخبير في الشؤون العسكرية الإيرانية، نديمي أن "الحوثيين تلقوا المكونات الرئيسية والأنظمة الفرعية لإنتاج الصواريخ من الإيرانيين، كالمحركات ومعدات التوجيه، هم يصنعون بعض أجزاء تلك الصواريخ بأنفسهم، ويضيفون إليها الأجزاء الأكثر تعقيدا وأهمية، التي تصلهم من إيران بطرق مختلفة، ويساعدهم الخبراء الإيرانيون الموجودون في اليمن على ذلك، كما تلقى الحوثيون تدريبات في سوريا ولبنان وإيران، على كيفية تعديل وتشغيل الصواريخ".
"حارس الازدهار"
البحر الأحمر شهد سلسلة من الهجمات في الفترة الأخيرة
ونهايات عام 2023 أعلنت الولايات المتحدة تشكيل تحالف دولي للتصدي لهجمات حركة الحوثيين على خطوط الشحن البحري، في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأكد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن حينها على حق "جميع البلدان في التنقل بحرية وبشكل قانوني طبقا للنظام الدولي، لكن هذا الحق العالمي الأساسي، يتعرض اليوم لتهديد جديد، بفعل هجمات الحوثيين، المرفوضة تماما، على السفن التجارية، لذا أطلقنا هذا الصباح، عملية (حارس الازدهار)، التي تجمع أكثر من اثني عشر بلدا من جميع أنحاء العالم، للقيام بدوريات مشتركة في البحر الأحمر وخليج عدن".
ويشرح المسؤول العسكري الأميركي السابق، كلينك أن "هناك أسباب متعددة وراء تواجد القوات الأميركية في هذه المنطقة، والإجراءات التي تتخذها ضد الحوثيين، بالطبع حرية الملاحة جزء أساسي من ذلك، إضافة إلى سبب اقتصادي كبير، هو إبقاء الممر المائي مفتوحا، لتتمكن السفن من المرور في قناة السويس، في الاتجاهين".
استراتيجية هذا التحالف الدولي انقسمت لشقين، الأول دفاعي، باعتراض الصواريخ والمسيرات الحوثية، المطلقة نحو السفن، والثاني هجومي، بتوجيه ضربات مركزة على قواعد الإطلاق، ومخازن الأسلحة داخل اليمن.
وكشف الموقع الإلكتروني للبنتاغون أن قوات التحالف نفذت جولة إضافية من الضربات المتناسبة والضرورية ضد 36 هدفا حوثيا في 13 موقعا في اليمن. وتهدف هذه الضربات الدقيقة إلى تعطيل وتحييد قدرات الحوثيين على تهديد التجارة العالمية. استهدفت ضربة على وجه التحديد مواقع لتخزين الأسلحة تحت الأرض، وأنظمة الصواريخ ومنصات الإطلاق، وأنظمة الدفاع الجوي، والرادارات.
ورغم الجهود الدولية، استمر الحوثيون في شن هجماتهم البحرية، ليرتفع عددها بحلول منتصف نوفمبر 2024 إلى 129 هجوما، وهو ما يفسره خبراء بصعوبة استهداف أسلحة الجماعة اليمنية.
ويلفت خبير الشؤون العسكرية، نديمي إلى أن "منصات الصواريخ الحوثية خفيفة جدا، ويتم تحريكها بسرعة كبيرة، ويمكن إطلاق صواريخ كروز من الشاحنات الخفيفة، أيضا يتم إطلاق المسيرات من حوامل بسيطة، ثلاثية القوائم، ثم يتم نقلها إلى مكان آخر على ظهر شاحنة صغيرة، في الواقع، يمكنهم إطلاق المسيرات من الصندوق الخلفي لشاحنة متحركة".
إضافة إلى ذلك، يؤكد متخصصون استمرار إيران في تهريب الأسلحة لوكلائها في اليمن، متخطية رقابة التحالف الدولي.
ويؤكد كلينك أنه "حتى مع وجود موارد غير محدودة، يمكن أن يتسلل شيء ما، فعندما يقوم الإيرانيون بنقل الأسلحة إلى اليمن، فهم لا يفعلون ذلك في سفينة ترفع العلم الإيراني، بل في زوارق شراعية صغيرة، وأنواع أخرى من السفن، والتي تبدو كقوارب صيد، هم يستخدمون مجموعة متنوعة من الطرق للقيام بذلك".
وقال نديمي "أيضا، هناك تقارير تفيد بأن الحوثيين يتلقون مكونات الصواريخ من إيران عبر ميناء الحديدة، داخل سفن إيرانية تجلب ظاهريا الغذاء والوقود".
ومع استمرار هجمات الحوثيين، بدعم عسكري من طهران، وانعكاس ذلك اضطرابا في حركة الملاحة العالمية، يقف المجتمع الدولي، أمام تحد كبير.
ودعا، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، كلينك إلى ضرورة "مضاعفة الجهود، فعلى الرغم من أن الحوثيين لديهم بعض القدرات لإنتاج الأسلحة محليا، إلا أن الغالبية لا تزال تأتي من إيران، وأعتقد انه إذا كنت تريد أن يكون لك تأثير على الحوثيين، فعليك أن تكون قادرا على إيقاف تدفق المعدات العسكرية إليهم".