عمال إنقاذ يبحثون عن ضحايا تحت أنقاض مبنى كان يستخدمه الحوثيون معتقلا وتعرض للقصف
عمال إنقاذ يبحثون عن ضحايا تحت أنقاض مبنى كان يستخدمه الحوثيون معتقلا وتعرض للقصف

يعاني اليمن مما وصف بأنه أكثر الهجمات دموية منذ بداية العام الجاري، بعد ضربات جوية متعددة نفذها التحالف الذي تقوده السعودية، على مركز اعتقال يديره المتمردون الحوثيون في البلاد، ما أسفر عن مقتل 100 شخص في الأقل وإصابة العشرات، وفقا لوكالة أسوشييتد برس.
 
كان في المركز الواقع في محافظة ذمار جنوب غربي البلاد نحو 170 معتقلا. وقال الصليب الأحمر إن 40 جريحا يعالجون من إصابات، بينما يفترض أن الباقين لقوا حتفهم.
 
وأشار فرانز راوشتاين، رئيس بعثة الصليب الأحمر في اليمن، إلى أن عدد القتلى قد يكون أعلى كثيرا.
 
وزار راوشتاين موقع هجوم الأحد، قائلا إن عددا قليلا نسبيا من المعتقلين نجوا من الهجمات.
 
وأعلن التحالف الذي يقاتل حركة الحوثي المتحالفة مع إيران منذ أكثر من أربع سنوات، في بيان بثه التلفزيون السعودي الأحد إنه دمر موقعا لتخزين الطائرات المسيرة وصواريخ في مدينة ذمار.

آثار قصف سابق على العاصمة اليمنية صنعاء
التحالف بقيادة السعودية يعلن قصف مواقع للحوثيين غربي اليمن
قال التحالف بقيادة السعودية في اليمن الأحد إنه وجه ضربات جوية لأهداف عسكرية تابعة لحركة الحوثي في جنوب غربي اليمن، بينما قالت وسائل إعلام تابعة للحركة إن القصف أصاب سجنا وأسفر عن مقتل عشرات الأشخاص، وفقا لوكالة رويترز.

الأمم المتحدة تقدر أن 21.6 مليون شخص، أي ثلثي سكان اليمن، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام
الأمم المتحدة تقدر أن 21.6 مليون شخص، أي ثلثي سكان اليمن، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام

حذرت منظمة الصحة العالمية، السبت، من تفاقم الأزمة الصحية في اليمن وخطورة انتشار العديد من الأمراض بسبب نقص التمويل عاما بعد آخر.

وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة: "‏على مدى السنوات الخمس الماضية، اتسعت فجوة التمويل، ووصلت إلى نقطة حرجة، ما سيؤدي إلى اقتطاعات حادة في المساعدات، وهذا سيؤثر على توفير الخدمات الصحية المنقذة للحياة للفئات الأكثر ضعفا".

وأكدت أن هذه الاقتطاعات الحادة في التمويل ستؤدي "إلى الملايين من الأمراض وانتشار الجوع ومحدودية الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية"، مضيفة "باختصار الوضع سيسير نحو الأسوأ".

وأشارت المنظمة إلى أن ما يثير القلق هو أن اتجاهات التمويل في انخفاض مستمر مما سيؤدي إلى تفاقم الأزمة، ففي حين "بلغت نسبة التغطية 87 في المئة، عام 2019، انخفض التمويل إلى أكثر من 50 في المئة، عام 2022، بينما العام الجاري 2023 يشهد نقصا تمويليا حادا، فمع حلول أغسطس، لم يتم تلقي سوى 31.2 في المئة من المبلغ المطلوب البالغ 4.34 مليار دولار أمريكي".

وشددت "الصحة العالمية" على الحاجة الملحة للدعم المستمر لمواجهة الاحتياجات المتزايدة في ظل بقاء الأزمة الإنسانية على حالها.

وبعد ثماني سنوات من الحرب بين القوات الموالية للحكومة المدعومة من السعودية والحوثيين القريبين من إيران، أغرق النزاع اليمن، وهو أصلًا أفقر دول شبه الجزيرة العربية، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم وتسبب بتراجع ناتجه المحلي الإجمالي إلى النصف، بحسب البنك الدولي.

وفي فبراير الماضي، ناشدت منظمة الصحة العالمية جمع 392 مليون دولار قبل مؤتمر للمانحين برئاسة الأمم المتحدة في جنيف لتجنب "انهيار محتمل" لقطاع الصحة في اليمن الغارق في الحرب.

وقالت منظمة الصحة العالمية، حينها، إن نحو نصف المرافق الصحية في اليمن يعمل جزئيا فقط أو خارج الخدمة تماما بسبب نقص الموظفين والأموال والكهرباء والأدوية والإمدادات والمعدات.

وقال ممثل المنظمة في اليمن، أدهم عبد المنعم إسماعيل: "اليمن في حاجة إلى دعم عاجل ومتين... لتفادي الانهيار المحتمل لنظامه الصحي".

وأضاف في بيان "مطلوب تمويل جديد بقيمة 392 مليون دولار" لضمان استمرار المرافق الصحية في تقديم الخدمات لـ 12,9 مليون شخص.

وأوضح اسماعيل أن بين من يحتاجون إلى المساعدة، 540 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون سوء تغذية حادا مع خطر مباشر للوفاة.

وأتت دعوته عشية اجتماع للمانحين تنظمه الأمم المتحدة وسويسرا والسويد.

وتقدّر الأمم المتحدة أن 21.6 مليون شخص، أي ثلثي سكان اليمن، سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية وخدمات حماية في عام 2023.