An armed man walks at the site of a Saudi-led air strike in Sanaa, Yemen December 24, 2021. REUTERS/Khaled Abdullah
الحرب في اليمن مستمرة ولا حلول سياسية تلوح في الأفق

على مدار الأشهر الماضية، تركزت المعارك بين قوات "تحالف دعم الشرعية" والحوثيين حول مدينة مأرب، لكن خلال الأيام الماضية، توسعت لتشمل غارات جوية للتحالف على العاصمة صنعاء وضربات أخرى على شبوة، مما لا يجعل أي بوادر لإنهاء هذه الحرب المدمرة بشكل سلمي.

والأحد، أعلن التحالف عن تدمير 4 مخازن للطائرات المسيّرة ومنصات الإطلاق بمعسكر لواء النقل العسكري في العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الميليشيات الحوثية.

ويرى المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، ماجد المذحجي، أن المعارك ستستمر في العام 2022 دون وجود أي فرص سياسية للسلام.

وقال المذحجي لموقع قناة "الحرة" إن فرص حدوث تسوية سلام بين الأطراف المتنازعة في اليمن غير واردة على اعتبار أنه لم يرجح أحد كفة المعركة لصالحه بشكل كبير، لافتا إلى أن هناك فرصا لزيادة الضغط العسكري مما يؤدي لقتل أي فرص سياسية.

في المقابل، يرى المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي، أن المعركة لا تزال تحتاج مزيد من الوقت مع "التركيز الجاد على التحرير والتعامل بحزم مع الحوثي لإجباره على تسليم العاصمة دون خسائر بشرية".

في تقرير حديث صدر نهاية العام الماضي، ذكر مركز "ستراتفور" للدراسات الاستراتيجية والأمنية الأميركي، أن حرب اليمن "لا تزال بلا نهاية واضحة تلوح في الأفق؛ لأن أنماط الحرب الدورية والجهات العسكرية المتطابقة بالتساوي على كلا الجانبين تدفع باستمرار الصراع بعيدا عن التسوية السياسية أو وقف إطلاق النار".

"حسم حربي"

بدأت الحرب الأهلية اليمنية عام 2014 عندما سيطر المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة صنعاء، مطالبين بالتوزيع العادل للموارد والأراضي والسيطرة السياسية.

وفي مارس 2015، دخل تحالف تقوده السعودية لدائرة الصراع لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا، حيث تعمل الحكومة اليمنية من مدينة عدن الجنوبية والعاصمة السعودية الرياض على حد سواء.

لكن في الأشهر الأخيرة، تركز الصراع بشكل خاص على مأرب، آخر معاقل الحكومة اليمنية في الشمال، حيث يرغب الحوثيون بالسيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية الغنية بالنفط والتي تبعد عن العاصمة نحو 100 كيلومترا.

ويقول تقرير المركز الأميركي إنه "من غير المرجح أن تتوصل الأطراف المتحاربة في اليمن إلى تسوية سياسية خلال عام 2022. وسيحافظ الصراع المستمر بدوره على اليمن كمسرح جيوسياسي رئيسي للسعودية وإيران والجهات الخارجية الأخرى التي لها مصالح في المنطقة".

وبعد أن دخلت الحرب في اليمن عامها السابع، خلق الصراع ما تعتبره الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى الآن الأزمة الإنسانية الأكثر دموية في العالم.

ومع استمرار الصراع في اليمن الذي راح ضحيته 377 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر، فإن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفق للأمم المتحدة، ستتعمق بشكل أكبر مما يعيق أي عملية تسوية سياسية في هذا العام.

في عام 2019، توقع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أنه إذا استمر الصراع حتى عام 2022، فإن اليمن ستكون أفقر دولة في العالم. وفي عام 2021، أفاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن الصراع قضى بشكل دائم على 126 مليار دولار من النمو الاقتصادي المحتمل الذي لن يتعافى أبدا، وأن 80 بالمئة من سكان اليمن يعتمدون الآن بشكل كامل على المساعدات المالية.

إلى ذلك، شدد المذحجي على ارتباط الملف اليمني بالملفات الإقليمية، في إشارة إلى الحوار السعودي الإيراني، لكنه استبعد أن تكون هناك تسوية بين الرياض وطهران في عام 2022.

في هذا الإطار، قال آل عاتي في حديثه لموقع "الحرة" إن الحوثي "لا يملك لا قرار سلام ولا قرار حرب"، في إشارة واضحة على ارتباط قرار هذه الجماعة بإيران.

وقال  إن "التقدمات العسكرية والحسم الحربي الذي يجريه التحالف العربي حاليا يؤكد أن الحكومة اليمنية والتحالف فقدا الثقة والأمل في إمكانية الحلول السياسية بعد أن تأكد لهم أن الحوثي ليس جديرا بأي عملية سياسية وليس جادا في أي عملية تفاوضية ويرفض كل المبادرات والعروض السياسية ولا يتعاون مع جهود مبعوثي السلام الأممين والدوليين".

ويعزو آل عاتي سبب زيادة الضغط العسكري من جانب التحالف إلى ضرورة حسم المعارك وتأمين الأراضي التي تم تحريرها، بالإضافة إلى فك حصار الحوثي عن المديريات وتحرير ما تبقى من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، وفق قوله.

وتعليقا على توسع الضربات الجوية للتحالف، قال آل عاتي إن "طيران التحالف مهم لقطع الإسناد على الحوثي مع ضرورة التركيز على عقبة القنبع الرابطة بين شبوة ومأرب ووضعها منطقة قتال حتى يتم تأمين كامل المنطقة، فما يربط شبوه ومأرب كثير باعتبارها جبهة واحدة وجزء من النجاحات في مأرب بسبب النجاحات في شبوة"..

ولفت إلى أن الضربات الجوية "المركزة" من شأنها أن تضعف قوات الحوثي وجعلتها "غير قادرة على إدارة معاركها" على الأرض.

"توازن الكلفة"

في ديسمبر، أعلن التحالف عن عملية عسكرية "واسعة النطاق" في اليمن، بعد مقتل شخصين وإصابة سبعة في هجوم للحوثيين على جازان جنوب المملكة يعد هو الأكثر دموية في السعودية منذ نحو ثلاث سنوات. 

ردا على ذلك، توعد الحوثيون بعمليات "موجعة ومؤلمة" في الداخل السعودي. وقال المتحدث باسم الجناح العسكري للحوثيين، يحيى سريع، في بيان نشر على قناتهم في تطبيق "تلغرام": "نعد النظام السعودي بعمليات موجعة ومؤلمة طالما تمادى في غيه وعدوانه وجرائمه".

وذكر سريع أن الهجوم الحوثي الأخير تم بصواريخ بالستية، موضحا أن "القوة الصاروخية دكت مواقع هامة وحساسة جدا في جازان بثلاثة صواريخ بالستية ذات دقة عالية وتقنية متطورة".

وتتعرض مناطق عدة في السعودية باستمرار لهجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيرة مفخخة تُطلق من اليمن باتجاه مطاراتها ومنشآتها النفطية.

وقال المذحجي إن التحالف ينتهج سياسة "توازن الكلفة" بمعنى أي صاروخ أو طائرة مسيرة تستهدف السعودية سيقابله غارات جوية في صنعاء والمدن من جانب التحالف.

من جهته، رجح آل عاتي أن "تستمر جهود التحالف في تقديم الإسناد والمجهود الحربي ومراقبة جادة لمدى صدق اليمنيين في حسم معاركهم وإنهاء معاناة المدنيين واستمرار تقديم العون والدعم اللوجستي والسياسي ومساعدة النازحين والمحتاجين إنسانيا".

الحوثيين

في السادس من مايو، وقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الصحفيين ليُعلن ما بدا لحظة تحوّل: الولايات المتحدة ستوقف قصفها لمواقع الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. والسبب، كما قال، هو أن الحوثيين وافقوا على وقف هجماتهم على السفن الأميركية في البحر الأحمر.

الخبر تردّد صداه من واشنطن إلى مسقط، حيث أكّدت سلطنة عمان أنها أدّت دور الوسيط في هذا التفاهم الهادئ. وللحظة، بدا وكأن اليمنيين في هذا البلد الممزق بالحروب وجدوا فسحة قصيرة لالتقاط أنفاسهم.

لكن، في اليوم التالي، خرج كبير مفاوضي الحوثيين، محمد عبدالسلام، ليؤكد لوكالة رويترز أن "الاتفاق لا يشمل إسرائيل إطلاقا، لا من حيث الشكل ولا المضمون". وأردف: "ما دامت الويلات المتحدة ملتزمة فعلا بوقف الهجمات، فنحن أيضا- لأننا كنا في موقف دفاعي- سنوقف هجماتنا".

وراء هذا التحول في موقف الحوثيين قصة أعمق. إنها قصة ضغط عسكري، وإشارات تخلٍ إيرانية، وخشية حوثية من أن يُتركوا في مهبّ التغييرات الإقليمية، كما قال الخبير العسكري وأستاذ جامعة الدفاع الوطني، ديفيد ديس روش، في مقابلة مع قناة "الحرة".

بعد اتفاق الهدنة لن يكون لدى الحوثيين القدرة على استهداف السفن في البحر الأحمر أو إطلاق صواريخ على إسرائيل. "لأنهم أدركوا أنه مع دخول الإيرانيين في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، قد يجدون أنفسهم في موقف حرج".

منذ عام 2014، يغرق اليمنيون، أكثر فأكثر، في ويلات الحرب. ولم تكتفِ جماعة أنصار الله الحوثية بنسج هذا الواقع الكابوسي داخل البلد، فقررت أن تبحر باليمنيين إلى مواجهات يائسة في البحر الأحمر، حيث التوترات تتصاعد يوميا، بسبب مهاجمة الجماعة السفن لشل حركة الملاحة الدولية.

يستخدم الحوثيين أسلحة ثقيلة لتنفيذ أكبر هجوم على الملاحة الدولية منذ عقود، ما أثر على حوالي 15 بالمئة من حركة التجارة البحرية العالمية، يقول برادلي بومان، وهو خبير عسكري أميركي في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، في حوار مع "الحرة".

ويشير بومان إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الداعم الرئيسي للحوثيين، هي التهديد الرئيسي، للشحن البحري وحرية الملاحة في الشرق الأوسط.

لكن السؤال: كيف تمكن الحوثيون من جر اليمن إلى حرب أهلية مدمرة، استتبعت مواجهة مع دول إقليمية، ثم الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة والدول الغربية في البحر الأحمر؟

ما سر هذه الجماعة؟ من هم الحوثيون؟ وكيف بدأ نشاطهم؟

يقول وولف كريستيان بايس، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن الحوثيين حركة تمرد تنشط في شمال اليمن منذ نحو عشرين عاما، لكنهم برزوا بقوة عام ٢٠١٥ عندما استولوا على السلطة في صنعاء، وأصبحوا منذ ذلك الحين الحكومة الفعلية، وهم ويسيطرون بالفعل على حوالي ٨٠٪ من سكان اليمن.

بدأت ظاهرة الحوثيين في بداية التسعينيات، مع تشكيل أول حركة باسم "الشباب المؤمن". 

ولدت الحركة كرد فعل على التهميش الذي كانت تعانيه مناطق الزيديين، وبالتالي، كانت تطالب بحقوق السكان أبناء تلك الطائفة. والزيدية، مذهب ديني منبثق من الفقه الإسلامي الشيعي. 

ارتبط الزعيم الأول للحركة، حسين بدر الدين الحوثي، ابن رجل دين زيدي بارز، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي صغير كان يعرف باسم "الحق"، وفاز هذا الحزب بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، أحدهما لحسين الحوثي نفسه.

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، اتبع حسين الحوثي، نهجا فكرياً جديداً جمع بين "إحياء العقيدة" و"معاداة الإمبريالية"، متأثراً بالأفكار العامة للثورة الإسلامية في إيران.

تحولت الحركة إلى تنظيم مسلح، عام 2004 في غمرة المواجهات مع القوات الحكومية، وهو العام الذي قتل فيه حسين الحوثي، ليخلفه شقيقه الأصغر عبد الملك في القيادة.

اتخذت الحركة أسماء مختلفة حتى استقرت في النهاية على اسم "أنصار الله"، وقد شكلت هاجساً امنياً كبيراً لدى الحكومة اليمنية وقتها خاصة مع قيامها بعدة أعمال أمنية كبيرة، دفعت وزير الداخلية وقتها، رشاد العليمي، باتهام إيران بتخصيص وسائل إعلامها الرسمية لقادة أنصار الله و"لترويج الإرهاب والتمرد في محافظة صعدة".

خاضت الحركة صراعا مسلحا مع حكومة علي عبد الله صالح، بين عامي 2004 و2010 في مناطق انتشار الحوثيين، في محافظة صعدة، شمالي اليمن. لكن سقوط حكم صالح، عام 2012، مثل فرصة ثمينة للحوثيين لتعزيز موقعهم ونفوذهم في البلاد، خاصة بعد أن تحول بعض أنصار عدوهم اللدود صالح إلى مناصرين لهم من الناحية العسكرية.

في خريف عام 2014، انقلب الحوثيون على سلطة الحكم الشرعية، واستولوا على العاصمة صنعاء. وبدعم إيراني، أحرز الحوثيون تقدماً سريعاً، وسيطروا على مدن البلاد الكبرى، مأرب شرقاً، وعدن جنوباً.

بعد عام تقريباً، في ربيع 2015، بدأ تحالف تقوده السعودية بتنفيذ عمليات عسكرية، بهدف إعادة الحكومة المعترف بها دوليا. خسر الحوثيون مناطق سيطرتهم تدريجياً ما عدا صنعاء والحديدة وتعز.

يقول ستروان ستيفنسون لـ"الحرة"، وهونائب سابق في البرلمان الأوروبي، إن "الحرس الثوري الإيراني هم الرعاة والمدربون والمزودون الرئيسيون بالأسلحة للمتمردين الحوثيين في اليمن".

وفقاً لتقارير عسكرية، بدأ الحوثيون بتوسيع أنشطتهم الإرهابية خارج اليمن، باستخدام طرازات متنوعة من الصواريخ، وخاصة الباليستية المضادة للسفن، كما استخدموا أنواعا مختلفة من الأسلحة في هجماتهم البرية والبحرية، والتي زودتهم ودربتهم عليها إيران.

ويشير برادلي بومان، الخبير العسكري في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إلى أن إيران تستحق بجدارة لقب أسوأ وأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم، "فلديها شبكة هائلة من الوكلاء، ميليشيات وجماعات في العراق وسوريا، حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، حزب الله في لبنان، الحوثيون في اليمن". ويضيف أن هذه الشبكة الضخمة، هي الوسيلة التي تصدر بها إيران الإرهاب.

وبالفعل في 11 يناير 2021، صنفت الولايات المتحدة الحوثيين منظمة إرهابية.

مع اندلاع الحرب في غزة، خريف عام 2023 تحرك وكلاء إيران في المنطقة، فتح حزب الله جبهة في جنوب لبنان، ليتبعه الحوثيون في اليمن. وفي نوفمبر 2023، نشرت الحركة مقطعاً مصوراً يبين هجوما مسلحا، جنوبي البحر الأحمر، أجبر طاقم السفينة "غالاكسي ليدر" على الاستسلام.

وسُحبت السفينة التي تشغّلها شركة يابانية، لصالح أخرى إسرائيلية، إلى ميناء الحديدة، واستولى الحوثيون على كامل حمولتِها.

عملية القرصنة هذه كانت بداية الاعتداءات الحوثية على خطوط الملاحة الدولية، في خليج عدن والبحر الأحمر.

 يقول دجون ستاوبرت، مسؤول في الغرفة الدولية للنقل البحري "هناك، منذ عام 2014، بين 120و 130 حادثاً في المنطقة، والغالبية العظمى هي نتيجة لعدوان الحوثيين على الشحن التجاري".

في خضم كل هذه الهجمات، أعلنت الولايات المتحدة في أواخر عام 2023، تشكيل تحالف دولي لصد هجمات حركة الحوثيين على خطوط الشحن البحري في البحر الأحمر وخليج عدن.

وأعلن لويد أوستن، وزير الدفاع الأميركي وقتها، أن لجميع البلدان الحق في التنقل بحرّية وبشكل قانوني طبقا للنظام الدولي، لكن هذا الحق العالمي الأساسي، "يتعرض لتهديد جديد، بفعل هجمات الحوثيين المرفوضة تماما، على السفن التجارية".

وأطلق أوستن عملية "حارس الازدهار"، التي تجمع أكثر من 12 بلدا من جميع أنحاء العالم، للقيام بدوريات مشتركة في البحر الأحمر وخليج عدن.

رغم الجهود الدولية، استمر الحوثيون في شن هجماتهم البحرية، ليرتفع عددها بحلول نهاية عام 2024 إلى129 هجوماً، على أكثر من 300 سفينة.

يقول فريز نديمي، خبير الشؤون العسكرية الإيرانية في معهد واشنطن إن الحوثيين تلقوا المكونات الرئيسية والأنظمة الفرعية لإنتاج الصواريخ من الإيرانيين، كالمحركات ومعدات التوجيه.

 "هم يصنعون بعض أجزاء تلك الصواريخ بأنفسهم، ويضيفون إليها الأجزاء الأكثر تعقيدا وأهمية، التي تصلهم من إيران بطرق مختلفة، ويساعدهم الخبراء الإيرانيون الموجودون في اليمن على ذلك، كما تلقى الحوثيون تدريبات في سوريا ولبنان وإيران، على كيفية تعديل وتشغيل الصواريخ"، يقول لـ"الحرة".

بعد عودة الرئيس دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض في يناير 2025، قرر تكثيف الضربات الجوية على الحوثيين بشكل كبير، وأعلن في 15 مارس بدء الحملة العسكرية "الفارس الخشن"، للقضاء على المنظمة الإرهابية. 

وردت الولايات المتحدة بهجمات صاروخية على مواقع الحوثيين، لكن جماعة "أنصار الله" الحوثية عكفت على تحشد قواتها استعدادا، لما يسمونها معركة "الحرب المقدسة". 

وقد صرح شون بارنيل، المتحدث باسم البنتاغون أن إطلاق النار على العسكريين الأميركيين في المنطقة، وعلى السفن وعلى الطائرات المسيرة وتعريض حياة الأميرييين للخطر ليس طريقة جيدة لإنهاء هذا الصراع. 

"يستطيع الحوثيون إيقاف هذا غدًا إذا قالوا سنتوقف عن إطلاق النار على شعبكم، لكنهم اختاروا بوضوح عدم القيام بذلك، ولذلك ستكون هذه الحملة بلا هوادة، لإضعاف قدراتهم وفتح ممرات الشحن في المنطقة والدفاع عن وطننا"، أضاف بارنيل.

منذ بداية الحملة، استهدفت الولايات المتحدة أكثر من 1000 هدف في اليمن، منها مواقع تدريب، ما أسفر عن مقتل مئات المقاتلين الحوثيين. 

وقال مركز القيادة الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) في بيان، في 28 أبريل 2025 أنه ومنذ بداية عملية (راف رايدر)، أو "الفارس الخشن" دمرت الغارات العديد من منشآت القيادة والسيطرة، وأنظمة الدفاع الجوي، ومرافق تصنيع وتخزين الأسلحة المتقدمة، التابعة للحوثيين في اليمن. 

"عملياتنا قللت من معدل هجماتهم وفعاليتها، إن معدل إطلاق الصواريخ البالستية، تراجع بنسبة 69 في المئة، فيما تراجعت الهجمات الانتحارية بالطائرات المسيّرة بنسبة 55 في المئة،" قال البيان.

يسأل وولف كريستيان بايس، من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية عن الخطة طويلة المدى، لأن التحدي، حسب رأيه، يكمن في أن هذه الهجمات الجوية بالطبع قد تُلحق ضررًا كبيرًا بالقدرات العسكرية للحوثيين لكنها لن تمنعهم من مهاجمة السفن التجارية أو الدول المجاورة عمومًا، "لذا يتطلب الأمر برأيي عملية برية، ولا أعتقد أن هناك رغبة كبيرة في واشنطن، لشن عملية برية في اليمن".

تتعمد الإدارة الأميركية الحفاظ على سرية العمليات في اليمن، لكنها تؤكد على تحقيق أهدافها المنشودة، والاستمرار حتى يتوقف الحوثيون عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر. 

فهل سنشهد قريبا على بتر آخر ذراع للنظام الإيراني، منظمة أنصار الله الحوثية، بعد القضاء على حماس، وانهيار حزب الله اللبناني، وسقوط نظام بشار الأسد؟