معظم مقاتلي "ألوية العمالقة" من المناطق الجنوبية
معظم مقاتلي "ألوية العمالقة" من المناطق الجنوبية

مع تصاعد المواجهة بين الحوثيين، المدعومين من إيران في اليمن، من جهة، والقوات الحكومية من جهة، ظهر اسم "ألوية العمالقة" التي تشير تقارير إلى أنها تتلقى دعما من دولة الإمارات، والتي نشطت بصورة قوية في المعارك خلال الفترة الماضية، وآخرها في مأرب.

ويقول رئيس مركز القرن العربي للدراسات، ومقره السعودية، الدكتور سعد بن عمر، لموقع "الحرة" إن المجموعة تتمتع بمهارات قتالية "احترافية" وهي من أفضل القوات على الأرض حاليا التي تحارب الحوثيين ضمن "الجيش الوطني".

وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت خلال الأيام الماضية أنها "ستصعد ضد الإمارات"، في أعقاب سيطرة "ألوية العمالقة" على مدينة شبوة. 

ويوم الاثنين، قتل ثلاثة أشخاص وأصيب ستة آخرون في انفجار وقع في ثلاثة صهاريج نقل محروقات في أبوظبي يرجح أنه نجم عن "طائرات من دون طيار"، فيما أعلن الحوثيون عن "عملية عسكرية نوعية" في الإمارات.

وبينما نددت السلطات الإماراتية  "باستهداف ميليشيا الحوثي الإرهابية لمناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية، وأكدت "أن هذا الإستهداف الآثم لن يمر دون عقاب"، دانت السعودية التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن، ما وصفته بـ"هجوم إرهابي جبان"، مشيرة إلى أن الحوثيين يقفون خلفه. 

وندد وزير خارجية الإمارات، أنور قرقاش، باستهداف ميليشيا الحوثي لمناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية، وأكد أن هذا الاستهداف الآثم لن يمر دون عقاب

وفي المقابل، قال المتحدث العسكري باسم المتمردين، يحيى سريع، في تغريدة على "تويتر"، إن الحوثيين سيعلنون "خلال الساعات القادمة" عن "عملية عسكرية نوعية في العمق الإماراتي" من دون تفاصيل.

وفي صنعاء، قال المستشار السياسي في "حكومة" الحوثيين عبد الإله حجر لوكالة فرانس برس: "سبق أن وجهنا رسائل إنذار للإمارات أنها إذا لم تتوقف عن دعمها للمرتزقة.. والذين يحشدون في مأرب والبيضاء وشبوة، فسيكون لنا رد".

ويبدو أن المتحدث كان يشير إلى "ألوية العمالقة" التي طردت القوات الحوثية من شبوة مؤخرا ودخلت مناطق بمأرب والتي تدعمها الإمارات، وفق فرانس برس.

وتأسّست "ألوية العمالقة" في أواخر عام 2015 في منطقة الساحل الغربي، وتضم 15 ألف مقاتل على الأقل، وفق الوكالة، فيما قال موقع "ريليف ويب" التابع للأمم المتحدة إنها تتألف من بين حوالي 20 ألفا إلى 28 ألف مقاتل. 

ويشير إلى أنها أكبر مجموعة ضمن ما يعرف باسم "قوات المقاومة الوطنية" بقيادة العميد طارق صالح، التي تضم ثلاثة أجزاء هي "لواء العمالقة"، و"حراس الجمهورية"، والألوية التهامية".

ويقول سعد بن عمر لموقع "الحرة" إن عناصرها ينتمون في الغالب للمناطق الجنوبية والوسطى، وأكثرهم من المناطق الجنوبية لكنها لا تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي، ويتمتع قادتها بالاستقلالية نوعا ما.

ويقول موقع "ريليف ويب" إن غالبية عناصرها من اليمنيين الجنوبيين ومعظمهم من السلفيين، ومن بينهم عناصر طردهم الحوثيون من صعدة في 2014 ورجال قبائل من منطقة يافع.

ولعبت المجموعة دورا قتاليا هاما في مواجهة المتمردين الحوثيين على طول شريط الساحلي الغربي بطول 300 كيلومتر، من منطقة باب المندب حتى الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

ويقول سعد بن عمر إنها شاركت في معارك الحديدة قبل توقيع اتفاق ستوكهولم قبل نحو ثلاث سنوات.

ويضيف بن عمر لموقع الحرة أنها أفضل القوات المتواجدة حاليا في الساحة اليمنية، مشيرا إلى أنها "تتمتع بتدريب عال وسرعة الحركة والتنسيق والتسليح الجيد جدا".

وقال إنها كانت لفترة طويلة تحارب في الساحل الغربي مع قوات العميد طارق صالح، ثم سحبت ضمن الانسحاب التكتيكي قبل شهرين من المناطق الساحلية لخوض معاركها الأخيرة ضمن "الجيش الوطني" الذي يشتبك مع الحوثيين.

وفي العاشر من يناير الجاري، أعلنت "ألوية العمالقة" استعادة السيطرة على محافظة شبوة الغنية بالنفط في شمال البلاد، من الحوثيين الذين يسيطرون بالفعل على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء منذ 2014. 

وقال مسؤولون لرويترز إن الحكومة اليمنية، بمساعدة المجموعة وضربات التحالف بقيادة السعودية، استعادت محافظة شبوة بأكملها في معركة استمرت 10 أيام.

وأعلن حاكم المحافظة عواد العولقي عن "تحرير شبوة"، شاكرا السعودية والإمارات اللتين تمولان التحالف.

ويقاتل الحوثيون، منذ فبراير الماضي، القوات الموالية للحكومة التي تسيطر على مدينة مأرب، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، بهدف الوصول إلى المدينة.

وبعد أن نجحت في مهمتها بشبوة، دخلت "ألوية العمالقة" منطقة حريب بمحافظة مأرب ذات الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية، بعد أن كان المتمردون قد سيطروا عليها في سبتمبر في إطار هجومهم على مدينة مأرب.

ويشير تقرير الموقع التابع للأمم المتحدة إلى أن "العمالقة" تتمتع بدعم قوي من الإمارات، التي قدمت لها الأموال والمعدات العسكرية منذ عام 2015 على الأقل.

ورغم أن الإمارات أنهت إلى حد كبير وجودها العسكري على الأرض في عام 2019 لكنها تواصل السيطرة عبر القوات اليمنية التي سلحتها ودربتها.

كان طارق صالح قد عبر عن تضامنه مع الإمارات بعد الهجوم الأخير قائلا: "يمعن الحوثي في الحاق الأذى باليمن واليمنيين. إن انتصر فجر منازلنا واعتقل شعبنا وإن هزم أرسل أدواته الانتحارية ضد الأشقاء والأصدقاء":

وقال مسؤول يمني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لرويترز، إن "ألوية العمالقة" انتشرت في شبوة بعد استبدال المحافظ الموالي للحكومة، وهو عضو في حزب الإصلاح الإسلامي، الذي لا تثق به الإمارات، قبل أسبوعين.

وكان المحلل السياسي اليمني، عبد الناصر المودع، تحدث في تقرير سابق لموقع "الحرة" عن الدور "الكبير والمهم (في الحرب) للإمارات، كونها تدير قوات كثيرة فاعلة وأهمها العمالقة، التي تعد رأس الحربة في معركة الساحل الغربي والتي وصلت لمشارف الحديدة".

شعار برنامج الأغذية العالمي
شعار برنامج الأغذية العالمي

أعلن برنامج الأغذية العالمي، الثلاثاء، وفاة أحد موظفيه أثناء احتجازه في شمال اليمن، حيث تحتجز جماعة الحوثي عددا من موظفي الأمم المتحدة.

ولم يحدد البرنامج موعد أو ظروف وفاة الموظف، لكنه أشار إلى أنه كان من بين سبعة موظفين تم احتجازهم في 23 يناير الماضي.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بوفاة الموظف، وطالب بإجراء تحقيق فوري لمحاسبة المسؤولين عن الحادث.

وقال غوتيريش إن "الظروف المحيطة بهذه المأساة المؤسفة لا تزال غير واضحة، وتسعى الأمم المتحدة بشكل عاجل إلى الحصول على توضيحات من سلطات الأمر الواقع الحوثية".

وفي تصعيد لرد الفعل الأممي، أعلنت الأمم المتحدة، على لسان فرحان حق، نائب المتحدث باسمها، أنها أوقفت جميع عملياتها الإنسانية في محافظة صعدة شمال اليمن، وذلك بعد قيام الحوثيين باحتجاز مزيد من موظفيها أمس الاثنين.

ويأتي هذا التطور في ظل استمرار مطالبات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية بإطلاق سراح المحتجزين وضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، وسط قلق متزايد بشأن بيئة العمل الإنساني في اليمن.