الرياض تتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء
الرياض تتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء

قال مسؤولون أميركيون وسعوديون إن إيران وافقت على وقف إرسال شحنات الأسلحة السرية إلى حلفائها الحوثيين في اليمن كجزء من الصفقة التي أبرمت بوساطة الصين لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية، وفقا لما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال".

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين القول إنه في حال توقفت طهران عن تسليح الحوثيين، فقد يؤدي ذلك للضغط على هذه الجماعة من أجل التوصل لاتفاق ينهي واحدة من أطول الحروب الأهلية في المنطقة.

الصحيفة لفتت إلى أن حرب اليمن تعد اختبارا حقيقيا للاتفاق الذي توسطت فيه الصين لاستعادة العلاقات بين الخصمين الإقليميين.

وأفادت الصحيفة بأن متحدثا باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة رفض التعليق عندما سئل عما إذا كانت طهران ستعلق شحنات الأسلحة. 

وتنفي طهران علنا  تزويد الحوثيين بالأسلحة، لكن مفتشي الأمم المتحدة تعقبوا مرارا شحنات أسلحة مصادرة تعود إلى إيران.

وقال مسؤول سعودي إن المملكة تتوقع أن تحترم إيران حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة والذي يهدف إلى منع وصول الأسلحة إلى الحوثيين. 

وذكر مسؤولون أميركيون وسعوديون أنهم يريدون معرفة ما إذا كانت إيران ستلتزم بالاتفاق، بينما تمضي طهران والرياض في الخطط المتعلقة بإعادة فتح سفارتيهما في غضون شهرين. 

وقال مسؤول أميركي إن الاتفاق "يعطي دفعة لاحتمال إبرام صفقة يمنية في المستقبل القريب"، مضيفا أن نهج إيران تجاه الصراع سيكون "نوعا من الاختبار الحقيقي" لنجاح الاتفاق الدبلوماسي الذي أعلن الأسبوع الماضي. 

وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ زار طهران في وقت سابق من هذا الأسبوع لمناقشة دور إيران في إنهاء الحرب، ثم طار بعدها للرياض.

كذلك التقى المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ بمسؤولين سعوديين في الرياض يوم الأربعاء للقيام بمحاولة أخرى لتنشيط محادثات السلام المتوقفة.

وقال المسؤولون الأميركيون والسعوديون إن الأولوية القصوى هي تأمين اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار الذي استمر في اليمن منذ ما يقرب من عام. 

وانتهت الهدنة الرسمية في أكتوبر الماضي، لكن الفصائل المتناحرة استمرت في احترام الشروط إلى حد كبير، مع انخفاض حاد في الضربات الجوية التي يشنها التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن وهجمات الحوثيين عبر الحدود.

ويهدف دبلوماسيون للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن تمديد وقف إطلاق النار قبل بداية شهر رمضان الأسبوع المقبل، رغم أن مسؤولين أميركيين قالوا إن التوصل للاتفاق ضمن هذا الموعد يعد "مهمة شاقة"، وفقا للصحيفة.

وتشير الصحيفة إلى أن "أحد الأسئلة الرئيسية التي لم تتم الإجابة عليها هو ما إذا كان الاتفاق بين الرياض وطهران يحظى بدعم الجيش الإيراني".

وتبين أن الحرس الثوري لم يعلق لغاية الآن على الصفقة مع المملكة العربية السعودية، وهو صمت أثار مخاوف بين المسؤولين الأميركيين والسعوديين، الذين يتساءلون عما إذا كان العسكريون الإيرانيون سيحترمون الالتزامات التي تعهد بها القادة السياسيون في البلاد. 

وغالبا ما يتبع الحرس الثوري مسارا خاصا ومستقلا عن الموقف العام للحكومة، بحسب الصحيفة.

وأعلنت السعودية وإيران، الجمعة، الاتفاق على إعادة العلاقات بعد قطيعة دبلوماسية استمرت سبع سنوات وهددت الاستقرار والأمن في الخليج وساعدت في تأجيج الصراعات في الشرق الأوسط، من اليمن إلى سوريا.

وجاء الإعلان عن الاتفاق بعد محادثات كانت غير معلنة مسبقا واستمرت أربعة أيام في بكين بين كبار مسؤولي الأمن من البلدين.

وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في يناير 2016، بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام الرياض رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النمر.

وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الاقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفا عسكريا داعما للحكومة المعترف بها دوليا، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتهمها بـ"التدخل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.

ترامب قال إن الحوثيين "لن يغرقوا سفننا بعد الآن"
ترامب قال إن الحوثيين "لن يغرقوا سفننا بعد الآن" | Source: @realDonaldTrump

أعلن الجيش الأميركي، السبت، استمرار الضربات على الحوثيين في اليمن، في وقت نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب فيديو يوثق إحدى الغارات الجوية.

وأكدت القيادة المركزية في الجيش الأميركي في تغريدة عبر حسابها على "إكس" أن العمليات ضد الحوثيين مستمرة على مدار الساعة.

وقالت: "أفراد خدمتنا المخلصون في مجموعة حاملة الطائرات (هاري إس. ترومان) القتالية متواجدون في الموقع، ويقومون بعمليات مستمرة على مدار الساعة ضد الحوثيين المدعومين من إيران."

ونشر تغريدة على حسابه الرسمي الشخصي في موقع "إكس" تظهر غارة جوية أميركية قال إنها استهدفت مسلحين حوثيين كانوا يخططون لهجوم.

وأظهر الفيديو تجمعا لأشخاص على شكل حلقة، ثم انفجارا ضخما وسط هذه الحلقة، بدا بعده كأن أحدا لم ينج.

وقال ترامب في تغريدته: "هؤلاء الحوثيون تجمعوا لتلقي تعليمات بشأن هجوم. لكن، عذرا، لن يكون هناك هجوم من قبل هؤلاء الحوثيين! لن يغرقوا سفننا مرة أخرى أبدا."

وأكد ترامب في وقت سابق أن الهجمات على الحوثيين ستستمر حتى يزول خطرهم على حرية الملاحة.

وأضاف في منشور على موقع تروث سوشيال "الخيار أمام الحوثيين واضح: توقفوا عن إطلاق النار على السفن الأميركية، وسنتوقف عن إطلاق النار عليكم. وإلا، فإننا في البداية فقط، والألم الحقيقي لم يأت بعد.. سواء للحوثيين أو رعاتهم في إيران".

وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه تم القضاء على القضاء على العديد من مسلحي الحوثيين وقادتهم. وكان البيت الأبيض أعلن أن الضربات الأميركية في اليمن قتلت أبرز خبير صواريخ حوثي.

وأضاف ترامب: "نضربهم ليلًا ونهارًا، بضراوة متزايدة. قدراتهم التي تهدد الملاحة والمنطقة تُدمر بسرعة. ستستمر هجماتنا حتى يزول خطرهم على حرية الملاحة".

وبدأت الولايات المتحدة في منتصف مارس شن ضربات جوية على مواقع الحوثيين في اليمن بعد هجماتهم على الممرات الملاحية في البحر الأحمر.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت الثلاثاء أن الوزير بيت هيغسيث أمر بنشر طائرات حربية إضافية لتعزيز الأصول البحرية للبنتاغون في الشرق الأوسط، وسط الحملة على الحوثيين وتصاعد التوتر مع إيران.

وقال شون بارنيل المتحدث باسم البنتاغون في بيان "في حال هددت إيران أو وكلاؤها الأفراد والمصالح الأميركية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة للدفاع عن شعبنا".

وتهدف هذه الغارات، وهي أكبر عملية عسكرية أميركية في الشرق الأوسط منذ تولي ترامب منصبه في يناير، إلى إجبار الحوثيين المتحالفين مع إيران على وقف هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر، وكذلك السفن الحربية الأميركية.

ونفذت الجماعة أكثر من 100 هجوم على سفن شحن منذ بدء حرب إسرائيل مع حركة حماس أواخر 2023، قائلة إنها تفعل ذلك "تضامنا مع الفلسطينيين في غزة."

وأثرت الهجمات على حركة التجارة العالمية، ودفعت الجيش الأميركي إلى شن حملة مكلفة لاعتراض الصواريخ.