مروحية عسكرية تابعة للحوثيين فوق سفينة الشحن غالاكسي ليدر في البحر الأحمر
مروحية عسكرية تابعة للحوثيين فوق سفينة الشحن غالاكسي ليدر في البحر الأحمر أثناء احتجازها في نوفمبر.

أعلن وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، تشكيل مبادرة "حامي الازدهار" وهي مبادرة أمنية جديدة متعددة الجنسيات تحت مظلة القوات البحرية المشتركة وقيادة فرقة العمل 153 التابعة لها، والتي تركز على الأمن في البحر الأحمر.

وأشار أوستن في بيان إلى أن المبادرة تشمل عدة دول هي المملكة المتحدة والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.

وأكد أوستن، الموجود حاليا في إسرائيل، الاثنين، أن مهمة هذه المبادرة هي التصدي المشترك للتحديات الأمنية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، وضمان حرية الملاحة لجميع الدول وتعزيز الأمن والرخاء الإقليميين.

وقال أوستن إن تصعيد الحوثيين لهجماتهم المتهورة يهدد التدفق الحر للتجارة وينتهك القانون الدولي، ما استدعى العمل بشكل مشترك لمواجهة هذا التحدي.

وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن هدف الولايات المتحدة من تشكيل قوة عمل دولية موسعة لحماية السفن في البحر الأحمر تأتي نتيجة المخاوف من انقطاع إمدادات الطاقة، وبالتالي ارتفاع أسعار النفط والغاز.

ومن جانبها، أوضحت الصحيفة أن فرقة العمل 153 تشكل جزءا من شراكة بحرية طوعية تضم 39 دولة.

ولتعزيز إجراءات الحماية في البحر الأحمر، قال مسؤولون أميركيون للصحيفة إنهم يأملون في تعزيز قوة مهام بحرية دولية تقوم بالفعل بدوريات في الممر المائي، الذي يمر عبره أكثر من 9 ملايين برميل من شحنات النفط يوميًا، أو ما يقرب من عُشر الطلب العالمي.

وأشارت الصحيفة إلي أن المبادرة ربما تتضمن تمركز سفن ثابتة يمكنها الحماية من ضربات الصواريخ أو الطائرات بدون طيار أو منع اختطاف السفن.

وقال مسؤولون للصحيفة إن الولايات المتحدة لم تستبعد القيام بعمل عسكري ضد أهداف الحوثيين إذا استمرت الهجمات على السفن، وستتخذ "الإجراءات المناسبة".

وأوضحت الصحيفة أن أوستن سيسافر إلى البحرين، الثلاثاء، حيث يعقد اجتماعا افتراضيا للشركاء الدوليين في مبادرة "حامي الازدهار" لمناقشة التهديدات المتصاعدة من جانب الحوثيين على الشحن البحري. وبعد زيارة البحرين، حيث يتمركز الأسطول الخامس للبحرية الأميركية، سيتوقف وزير الدفاع على متن السفينة "يو أس أس جيرالد آر فورد"، الموجودة حاليا في شرق البحر الأبيض المتوسط، ويسافر أيضا إلى قطر.

ووفقا للصحيفة، تحدث أوستن بعد ساعات فقط من إعلان شركة النفط البريطانية العملاقة "بريتيش بتروليوم" أو "بي بي" أنها أوقفت جميع الشحنات عبر البحر الأحمر، مشيرة إلى "تدهور الوضع الأمني" في المنطقة، خاصة أن "بي بي" تعتبر منتجا كبيرا للنفط في العراق والغاز في عمان.

ودفعت أخبار شركة "بريتيش بتروليوم" أسعار النفط إلى الارتفاع، الاثنين، حيث ارتفع سعر خام برنت القياسي العالمي بنسبة 2.6 في المئة إلى ما يقرب من 79 دولارا للبرميل.

وقفز سعر الغاز القياسي في المملكة المتحدة بأكثر من 8 في المئة، الاثنين، في حين ارتفع سعر تداول الغاز في المركز الأوروبي بأكثر من 7 في المائة.

ويشعر التجار بالقلق أيضا بشأن التهديدات التي تواجه إمدادات الغاز الطبيعي المسال القطري إلى أوروبا مع حلول فصل الشتاء، وفقا للصحيفة.

وقال محللون للصحيفة إن الهجمات أثارت احتمال حدوث انقطاع جديد وطويل الأمد في شحنات الطاقة والبضائع العالمية، بعد أقل من عامين من الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات على صادرات الطاقة الروسية التي تسببت في إعادة ترتيب طرق تجارة النفط والغاز المستمرة منذ عقود.

ووفقا للصحيفة، تأتي خطة الولايات المتحدة لتعزيز حماية السفن في الوقت الذي يبدأ فيه موردو الطاقة العالميون والشاحنون التجاريون في تجنب مضيق باب المندب الضيق في الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، حيث تبحر الناقلات على مسافة قريبة من المتمردين الحوثيين في اليمن.

ولم يجب بيان أوستن عن العديد من الأسئلة، ومنها ما إذا كانت تلك الدول مستعدة لفعل ما فعلته السفن الحربية الأميركية في الأيام القليلة الماضية من إسقاط صواريخ وطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون والاندفاع لمساعدة السفن التجارية التي تتعرض للهجوم، وفقا لوكالة "رويترز".

ودخل الحوثيون على خط الصراع بين إسرائيل وحماس من خلال مهاجمة السفن في البحر الأحمر، بل وإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على إسرائيل على بعد أكثر من 1500 كيلومتر من قاعدة قوتهم في العاصمة اليمنية صنعاء.

وقبل ساعات فقط من إعلان أوستن، قالت جماعة الحوثي إنها شنت هجوما بطائرات مسيرة على سفينتي شحن في المنطقة.

وهدد الحوثيون باستهداف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل مهما كانت جنسيتها، وحذروا شركات الشحن العالمية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.

ويمر نحو 15 بالمئة من حركة الشحن العالمية عادة عبر قناة السويس، وهي أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا، لتعبر بعد ذلك أيضا البحر الأحمر قبالة اليمن.

لكن الاضطرابات عطلت التجارة البحرية، إذ أعادت شركات شحن توجيه رحلاتها حول أفريقيا بدلا من ذلك، مما زاد تكاليفها ومدتها.

وقال ألبرت جان سوارت، المحلل في بنك "أيه.بي.إن أمرو" لرويترز إن الشركات التي حولت مسار السفن مجتمعة "تسيطر على نحو نصف سوق شحن الحاويات العالمية".

وخلال زيارة لإسرائيل، الاثنين، حمل أوستن إيران المسؤولية المباشرة عن هجمات الحوثيين.

وقال "دعم إيران لهجمات الحوثيين على السفن التجارية يجب أن يتوقف".

وأضاف في مؤتمر صحفي في تل أبيب "بينما نسعى لتحقيق الاستقرار في المنطقة، تزيد إيران التوتر من خلال الاستمرار في دعم الجماعات والميليشيات الإرهابية".

ترامب قال إن الحوثيين "لن يغرقوا سفننا بعد الآن"
ترامب قال إن الحوثيين "لن يغرقوا سفننا بعد الآن" | Source: @realDonaldTrump

أعلن الجيش الأميركي، السبت، استمرار الضربات على الحوثيين في اليمن، في وقت نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب فيديو يوثق إحدى الغارات الجوية.

وأكدت القيادة المركزية في الجيش الأميركي في تغريدة عبر حسابها على "إكس" أن العمليات ضد الحوثيين مستمرة على مدار الساعة.

وقالت: "أفراد خدمتنا المخلصون في مجموعة حاملة الطائرات (هاري إس. ترومان) القتالية متواجدون في الموقع، ويقومون بعمليات مستمرة على مدار الساعة ضد الحوثيين المدعومين من إيران."

ونشر تغريدة على حسابه الرسمي الشخصي في موقع "إكس" تظهر غارة جوية أميركية قال إنها استهدفت مسلحين حوثيين كانوا يخططون لهجوم.

وأظهر الفيديو تجمعا لأشخاص على شكل حلقة، ثم انفجارا ضخما وسط هذه الحلقة، بدا بعده كأن أحدا لم ينج.

وقال ترامب في تغريدته: "هؤلاء الحوثيون تجمعوا لتلقي تعليمات بشأن هجوم. لكن، عذرا، لن يكون هناك هجوم من قبل هؤلاء الحوثيين! لن يغرقوا سفننا مرة أخرى أبدا."

وأكد ترامب في وقت سابق أن الهجمات على الحوثيين ستستمر حتى يزول خطرهم على حرية الملاحة.

وأضاف في منشور على موقع تروث سوشيال "الخيار أمام الحوثيين واضح: توقفوا عن إطلاق النار على السفن الأميركية، وسنتوقف عن إطلاق النار عليكم. وإلا، فإننا في البداية فقط، والألم الحقيقي لم يأت بعد.. سواء للحوثيين أو رعاتهم في إيران".

وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه تم القضاء على القضاء على العديد من مسلحي الحوثيين وقادتهم. وكان البيت الأبيض أعلن أن الضربات الأميركية في اليمن قتلت أبرز خبير صواريخ حوثي.

وأضاف ترامب: "نضربهم ليلًا ونهارًا، بضراوة متزايدة. قدراتهم التي تهدد الملاحة والمنطقة تُدمر بسرعة. ستستمر هجماتنا حتى يزول خطرهم على حرية الملاحة".

وبدأت الولايات المتحدة في منتصف مارس شن ضربات جوية على مواقع الحوثيين في اليمن بعد هجماتهم على الممرات الملاحية في البحر الأحمر.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت الثلاثاء أن الوزير بيت هيغسيث أمر بنشر طائرات حربية إضافية لتعزيز الأصول البحرية للبنتاغون في الشرق الأوسط، وسط الحملة على الحوثيين وتصاعد التوتر مع إيران.

وقال شون بارنيل المتحدث باسم البنتاغون في بيان "في حال هددت إيران أو وكلاؤها الأفراد والمصالح الأميركية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة للدفاع عن شعبنا".

وتهدف هذه الغارات، وهي أكبر عملية عسكرية أميركية في الشرق الأوسط منذ تولي ترامب منصبه في يناير، إلى إجبار الحوثيين المتحالفين مع إيران على وقف هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر، وكذلك السفن الحربية الأميركية.

ونفذت الجماعة أكثر من 100 هجوم على سفن شحن منذ بدء حرب إسرائيل مع حركة حماس أواخر 2023، قائلة إنها تفعل ذلك "تضامنا مع الفلسطينيين في غزة."

وأثرت الهجمات على حركة التجارة العالمية، ودفعت الجيش الأميركي إلى شن حملة مكلفة لاعتراض الصواريخ.