الضربة على اليمن تستهدف منشآت تابعة للحوثيين
الضربة على اليمن تستهدف منشآت تابعة للحوثيين

أعلنت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم"، السبت، توجيه ضربات باتجاه 18 هدفا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومين من إيران.

وقالت "سنتكوم" في بيان عبر حسابها في منصة "إكس" إن الضربات نفذتها القوات الأميركية إلى جانب القوات البريطانية، وبدعم من أستراليا والبحرية وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزلندا.

واستهدفت الضربات أهدافا ومناطق يستخدمها الحوثيون لمهاجمة السفن التجارية والسفن البحرية في المنطقة، بحسب القيادة المركزية الأميركية.

وأكدت سنتكوم أن هجمات الحوثيين أدت إلى تعطيل المساعدات الإنسانية المتجهة إلى اليمن، وأضرت باقتصادات الشرق الأوسط، ناهيك عن أضرار بيئية في المنطقة.

وضمت الأهداف التي ضربتها قوات متعددة الجنسيات "منشآت تخزين أسلحة تحت الأرض، ومنشآت تخزين صواريخ، وأنظمة جوية لطائرات مسيرة، وأنظمة دفاع جوي، ورادارات، وطائرة هيلوكبتر".

وقالت سنتكوم إن هذه الضربات استهدفت إضعاف قدرة الحوثيين وتعطيل هجماتهم المتهورة على السفن التجارية والسفن الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وأوضحت أن هذا التعاون من قوات متعددة الجنسيات يهدف إلى "حماية أنفسنا وشركائنا وحلفائنا في المنطقة، واستعادة حرية الملاحة من خلال تدمير قدرات الحوثيين"، مشيرة إلى أن هذه الضربات منفصلة عما يتم في إطار عملية "حارس الازدهار".

ضربات أميركية وبريطانية على الحوثيين في اليمن

وأكد وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، السبت، عقب الضربات أن المتمردين اليمنيين سيواصلون مواجهة ردود على هجماتهم ضد سفن في البحر الأحمر والمياه المحيطة.

وقال أوستن في بيان إن "الولايات المتحدة لن تتردد في اتخاذ إجراءات، حسب الحاجة، للدفاع عن الأرواح وعن التدفق الحر للتجارة في أحد أهم الممرات المائية في العالم".

وأضاف "سنستمر في التوضيح للحوثيين أنهم سيتحملون العواقب إذا لم يوقفوا هجماتهم غير القانونية التي تضر باقتصادات الشرق الأوسط، وتسبب أضرارا بيئية، وتعطل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن ودول أخرى".

وعقب الضربات زعم الحوثيون استهداف ناقلة نفط في خليج عدن، في حين قالت هيئة عمليات التجارة البريطانية إنها تلقت بلاغا عن حادث على بعد 70 ميلا بحريا شرقي ميناء جيبوتي وإن السلطات تحقق حاليا في البلاغ.

ومنذ 19 نوفمبر، ينفذ الحوثيون المدعومون من إيران، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعما لقطاع غزة الذي يشهد حربا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.

وفي مواجهة هجمات الحوثيين، أنشأت الولايات المتحدة تحالفا بحريا متعدد الجنسيات لحماية الملاحة في البحر الأحمر "حارس الازدهار" في ديسمبر، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي مؤخرا الإطلاق الرسمي لمهمة مماثلة لمدة سنة قابلة للتجديد بحسب وكالة فرانس برس.

في محاولة لردع الحوثيين تشن القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع تابعة لهم منذ 12 يناير. وينفذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات يقول إنها تستهدف مواقع أو صواريخ ومسيرات معدة للإطلاق.

وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأميركية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافا مشروعة".

وقالت سنتكوم في بيان سابق السبت أن السفينة "يو أس أس ميسون" استطاعت اسقاط صاروخ باليستي مضاد للسفن تم إطلاقه نحو خليج عدن من المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثي.

ورجحت أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون كان يستهدف السفينة "أم في تورم ذور" وهي ناقلة نفط ومواد كيمائية أميركية ترفع العلم الأميركي.

ونهاية الأسبوع الماضي، أكد الجيش الأميركي أن الحوثيين استخدموا للمرة الأولى منذ بدء هجماتهم غواصة مسيرة "مركبة تحت الماء غير مأهولة".

ترامب قال إن الحوثيين "لن يغرقوا سفننا بعد الآن"
ترامب قال إن الحوثيين "لن يغرقوا سفننا بعد الآن" | Source: @realDonaldTrump

أعلن الجيش الأميركي، السبت، استمرار الضربات على الحوثيين في اليمن، في وقت نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب فيديو يوثق إحدى الغارات الجوية.

وأكدت القيادة المركزية في الجيش الأميركي في تغريدة عبر حسابها على "إكس" أن العمليات ضد الحوثيين مستمرة على مدار الساعة.

وقالت: "أفراد خدمتنا المخلصون في مجموعة حاملة الطائرات (هاري إس. ترومان) القتالية متواجدون في الموقع، ويقومون بعمليات مستمرة على مدار الساعة ضد الحوثيين المدعومين من إيران."

ونشر تغريدة على حسابه الرسمي الشخصي في موقع "إكس" تظهر غارة جوية أميركية قال إنها استهدفت مسلحين حوثيين كانوا يخططون لهجوم.

وأظهر الفيديو تجمعا لأشخاص على شكل حلقة، ثم انفجارا ضخما وسط هذه الحلقة، بدا بعده كأن أحدا لم ينج.

وقال ترامب في تغريدته: "هؤلاء الحوثيون تجمعوا لتلقي تعليمات بشأن هجوم. لكن، عذرا، لن يكون هناك هجوم من قبل هؤلاء الحوثيين! لن يغرقوا سفننا مرة أخرى أبدا."

وأكد ترامب في وقت سابق أن الهجمات على الحوثيين ستستمر حتى يزول خطرهم على حرية الملاحة.

وأضاف في منشور على موقع تروث سوشيال "الخيار أمام الحوثيين واضح: توقفوا عن إطلاق النار على السفن الأميركية، وسنتوقف عن إطلاق النار عليكم. وإلا، فإننا في البداية فقط، والألم الحقيقي لم يأت بعد.. سواء للحوثيين أو رعاتهم في إيران".

وأشار الرئيس الأميركي إلى أنه تم القضاء على القضاء على العديد من مسلحي الحوثيين وقادتهم. وكان البيت الأبيض أعلن أن الضربات الأميركية في اليمن قتلت أبرز خبير صواريخ حوثي.

وأضاف ترامب: "نضربهم ليلًا ونهارًا، بضراوة متزايدة. قدراتهم التي تهدد الملاحة والمنطقة تُدمر بسرعة. ستستمر هجماتنا حتى يزول خطرهم على حرية الملاحة".

وبدأت الولايات المتحدة في منتصف مارس شن ضربات جوية على مواقع الحوثيين في اليمن بعد هجماتهم على الممرات الملاحية في البحر الأحمر.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت الثلاثاء أن الوزير بيت هيغسيث أمر بنشر طائرات حربية إضافية لتعزيز الأصول البحرية للبنتاغون في الشرق الأوسط، وسط الحملة على الحوثيين وتصاعد التوتر مع إيران.

وقال شون بارنيل المتحدث باسم البنتاغون في بيان "في حال هددت إيران أو وكلاؤها الأفراد والمصالح الأميركية في المنطقة، فإن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة للدفاع عن شعبنا".

وتهدف هذه الغارات، وهي أكبر عملية عسكرية أميركية في الشرق الأوسط منذ تولي ترامب منصبه في يناير، إلى إجبار الحوثيين المتحالفين مع إيران على وقف هجماتهم على سفن الشحن في البحر الأحمر، وكذلك السفن الحربية الأميركية.

ونفذت الجماعة أكثر من 100 هجوم على سفن شحن منذ بدء حرب إسرائيل مع حركة حماس أواخر 2023، قائلة إنها تفعل ذلك "تضامنا مع الفلسطينيين في غزة."

وأثرت الهجمات على حركة التجارة العالمية، ودفعت الجيش الأميركي إلى شن حملة مكلفة لاعتراض الصواريخ.