صورة مأخوذة من مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي  سبتمبر يظهر الدخان يتصاعد فوق مدينة الحديدة الساحلية
الحوثيون يواصلون منذ نوفمبر شنّ هجمات بالصواريخ والمسيّرات بدأت أولا على سفن تجارية

قالت قناة "المسيرة" التابعة للمتمردين الحوثيين، الجمعة، بأن طائرات أميركية وبريطانية شنّت سلسلة غارات على ثلاث مدن يمنية بينها صنعاء والحديدة الساحلية في غرب البلاد.

وقالت القناة إن القصف "الأميركي البريطاني استهدف صنعاء بأربع غارات (...) وسبع غارات على الحديدة وغارة على مدينة ذمار".

وأفاد مراسلو فرانس برس في صنعاء والحديدة بسماع دوي انفجارات قوية في المدينتين.

ولم يصدر أي تعليق بعد من الولايات المتحدة أو بريطانيا. كما أن وسائل الإعلام التابعة للحوثيين لم تفد عن الأضرار أو عن وقوع ضحايا جراء الغارات.

وتأتي هذه الغارات بعد أقل من أسبوع على ضربات إسرائيلية استهدفت ميناءين ومحطتي كهرباء في محافظة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون في غرب اليمن، رداً على استهداف المتمردين تل أبيب بهجوم صاروخي.

ومنذ نوفمبر، يشنّ الحوثيون المدعومون من إيران هجمات بالصواريخ والمسيّرات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعما للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس منذ السابع من أكتوبر.

ولمحاولة ردعهم، تشنّ القوّات الأميركيّة والبريطانيّة ضربات على مواقع تابعة للحوثيين في اليمن منذ 12 يناير. وينفّذ الجيش الأميركي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ ومسيّرات يقول إنها معدّة للإطلاق.

ومع تطورّ الأحداث في الشرق الأوسط، وسّع الحوثيون هجماتهم لتستهدف إسرائيل بصواريخ بالستية ومسيّرات.

بحسب الأمم المتحدة فإن اليمن يعاني إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم
بحسب الأمم المتحدة فإن اليمن يعاني إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم

أفاد مراسل "الحرة" بأن مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، جنوبي اليمن شهدت، السبت، عصيانا مدنيا محدودا وإغلاقا للمحال التجارية، احتجاجا على انهيار قيمة العملة المحلية.

وقالت مصادر محلية إن العديد من المحال التجارية في زنجبار أغلقت أبوابها تنديدا بتردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية واستمرار ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية، مع انهيار قياسي في سعر الريال اليمني تجاوز الألفي ريال مقابل الدولار الواحد.

ويعاني اليمن، وهو أصلا أفقر دول شبه الجزيرة العربية، إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.

وتشهد البلاد منذ قرابة عقد، نزاعا بين الحكومة المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يسيطرون على مساحات شاسعة من البلاد أبرزها صنعاء.

ومنذ نوفمبر الماضي، يستهدف الحوثيون سفنا في البحر الأحمر وبحر العرب "تضامنا" مع قطاع غزة الذي يشهد منذ السابع من أكتوبر، حربا بين حركة حماس وإسرائيل.

وتؤثر هجمات الحوثيين على حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية، وتسببت بمضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب إفريقيا، ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لأسبوع أقلّه.

وانعكست تداعيات التصعيد العسكري على يوميّات نحو 33 مليون يمني، يعتمد ثلثاهم أصلا على المساعدات.

وبهدف "حماية" الملاحة، شكّلت واشنطن في ديسمبر، تحالفا بحريا دوليا. وتنتشر في المنطقة مدمّرات الدول المشاركة فيه لاعتراض صواريخ ومسيّرات يطلقها الحوثيون باتجاه السفن.