لا تزال المئات من العائلات تحت الأنقاض
لا تزال المئات من العائلات تحت الأنقاض

ارتفع عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، إلى نحو 1480 شخصا في البلدين، بينما أصيب الآلاف، وفقا لحصيلة جديدة غير نهائية، أُعلنت ظهر الاثنين.

تركيا

في تركيا، ارتفعت حصيلة قتلى الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب شرق البلاد، الاثنين، إلى 912 قتيلا و5385 جريحا على الأقل، وفقاً لبيانات نشرها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وقال أردوغان إنه "لا يمكن التكهن بمدى ارتفاع حصيلة الوفيات نظرا لاستمرار البحث والإنقاذ"، وفقا لـ"رويترز".

وأوضح أن 45 دولة عرضت المساعدة في جهود البحث والإنقاذ.

وأكد أدروغان أنها "أكبر كارثة تشهدها البلاد منذ عام 1939، مشيرا إلى انهيار 2818 مبنى، ما يثير مخاوف من ارتفاع حصيلة القتلى، في الوقت الذي سقط فيه مئات القتلى في سوريا المجاورة.

سوريا

في سوريا قتل 560 شخصا على الأقل وأصيب المئات جراء الزلزال العنيف الذي ضرب سوريا، الاثنين ومركزه تركيا، في حصيلة غير نهائية، بحسب وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة.

وتسبب الزلزال المدمر في سقوط أبنية في محافظات عدة على رؤوس قاطنيها، بينما لا تزال المئات من العائلات تحت الأنقاض.

في مناطق سيطرة النظام، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن وزارة الصحة الإعلان عن مقتل 339 شخصا وإصابة 1089 بجروح، في حصيلة جديدة يتم تحديثها تباعا.

وتعلن السلطات عن عدد الضحايا فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.

وسجلت معظم الإصابات في محافظات اللاذقية وطرطوس (غرب) وحلب (شمال) وحماة (وسط).

وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا)، عن "انهيار مبنى مؤلف من ثمانية طوابق في حي الأربعين" في مدينة حماة، مشيرة إلى عمل "فرق الإسعاف والدفاع المدني على انتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض".

ونقلت الوكالة عن مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل، رائد أحمد، قوله "هذا الزلزال هو الأقوى... منذ العام 1995".

وأشار التلفزيون الرسمي إلى سقوط وتضرّر عدد من الأبنية في مدينتي اللاذقية وجبلة على الساحل السوري.

وفي مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في شمال وشمال غرب سوريا، أعلنت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني العامل في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق) عن مقتل 221 شخصاً وإصابة 419 بجروح، مشيرة إلى أن العدد مرشح للارتفاع.

وأعلنت المنظمة المنطقة "منكوبة بالكامل، داعية المنظمات المحلية الى استنفار كوادرها وتقاسم العمل وسط ظروف مناخية قاسية".

ودعت "جميع المنظمات الإنسانية الدولية إلى التدخل السريع لإغاثة المنكوبين وتلبية احتياجاتهم".

وضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7,8 درجات قرب غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا الاثنين عند الساعة 04,17 بالتوقيت المحلي (01,17 ت غ) على عمق حوالي 17,9 كلم، وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي.

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".