ضرب زلزال بقوة 7,8 درجات الاثنين جنوب تركيا وسوريا المجاورة موقعا مئات القتلى في البلدين
ضرب زلزال بقوة 7,8 درجات الاثنين جنوب تركيا وسوريا المجاورة موقعا مئات القتلى في البلدين

بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرقي تركيا وشمال سوريا، الاثنين، وتسبب في مقتل المئات في البلدين، عرضت عدة دول حول العالم إرسال مساعدات فورية اسهاما في جهود الإنقاذ.

وأكد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أن "الرئيس جو بايدن وجه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وشركاء حكوميين اتحاديين آخرين لتقييم خيارات الاستجابة للمناطق الأكثر تضررا في زلزال تركيا وسوريا".

وقال في بيان إن "الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء التقارير المتعلقة بالزلزال المدمر".

وأرسل الاتحاد الأوروبي فرق إنقاذ إلى تركيا التي ضربها زلزال عنيف طال أيضا سوريا على ما أعلن المفوض الأوروبي المكلف إدارة الأزمات، يانيش لينارسيتش.

وكتب المسؤول الأوروبي في تغريدة "إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد الأوروبي (..) وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا".

وأوضح ناطق باسم المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدة تأتي بناء على طلب من تركيا".

وكان وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، قد قال لقناة "خبر ترك"، إن "جميع فرقنا في حالة تأهب، لقد أصدرنا إنذارا من المستوى الرابع، هذا نداء من أجل تقديم مساعدة دولية".

وضرب زلزال بقوة 7,8 درجات، الاثنين، جنوب تركيا وسوريا المجاورة موقعا مئات القتلى في البلدين وأضرارا كبيرة على ما تظهر الحصائل الأولية التي تتغير باستمرار.

وتعهد المستشار الألماني، أولاف شولتس، الاثنين، بتقديم مساعدات بعدما ضرب الزلزال تركيا وسوريا، موديا بحياة المئات أثناء نومهم

وقال شولتس على تويتر "نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة.. سترسل ألمانيا المساعدة بالتأكيد".

وفي سياق متصل، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الاثنين، إن فرنسا "مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان" في تركيا وسوريا بعد الزلزال العنيف الذي أودى بالمئات في البلدين".

وكتب الرئيس الفرنسي في تغريدة "تردنا صور فظيعة من تركيا وسوريا بعد زلزال بقوة غير مسبوقة، نتعاطف مع العائلات التي خسرت أفرادا".

ومن جانبه، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، أن بلاده مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة للشعب التركي "الصديق" في أعقاب الزلزال.

وقال زيلينسكي على تويتر "صُدمت من أنباء مقتل وجرح مئات الأشخاص نتيجة الزلزال الذي ضرب تركيا".

وأضاف "نتقدم بتعازينا لأسر الضحايا ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل. نحن في هذه اللحظة قريبون من الشعب التركي الصديق ومستعدون لتقديم المساعدة اللازمة".

وعرضت اليونان مساعدة جارتها تركيا، وكتب رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، في تغريدة "اليونان تحشد مواردها وستقدم مساعداتها على الفور، نشعر بحزن عميق بسبب كارثة الزلزال المدمر".

كما عرض الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، المساعدة كاتبا تغريدته على تويتر باللغة التركية.

وقال "دولة إسرائيل مستعدة دائمًا لإرسال المساعدة بأي وسيلة ممكنة، قلوبنا مع العائلات والشعب التركي الذين يشعرون بالحزن في هذا الوقت المؤلم".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو "باسم جميع مواطني إسرائيل أبعث بخالص التعازي إلى مواطني تركيا في هذه الأوقات الصعبة التي يمرون بها جراء الزلزال الذي ضرب منطقتنا".

وفي بيان صدر الاثنين، عرضت الخارجية المصرية، المساعدة لكل من تركيا وسوريا في أعقاب الزلزال القوي.

وعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقديم مساعدة لسوريا وتركيا بعد الزلزال.

وذكر بوتين في رسالته إلى أردوغان "تقبلوا خالص عزائنا في الضحايا والدمار واسع النطاق الناتج عن زلزال قوي في بلدكم".

وأضاف "نحن مستعدون لتوفير المساعدة الضرورية في هذا الشأن".

وفي رسالة مماثلة، أبلغ بوتين نظيره السوري أن روسيا تشاطر "من فقدوا أحبائهم الحزن والألم"، مضيفا أن موسكو مستعدة لتقديم المساعدة.

وذكرت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق أن منشآتها العسكرية في سوريا لم تتضرر بسبب الزلزال.

ووقع الزلزال الساعة 4,17 (01,17 ت غ) على عمق نحو 17,9 كلم وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي.

ويقع مركز الزلزال في منطقة بازارجيك في محافظة كهرمان مرعش التركية (جنوب شرق).

وتقع تركيا في منطقة تشهد نشاطا زلزاليا هو من بين الأعلى في العالم، وتُعد هذه الهزة الأكبر في البلاد منذ زلزال 17 أغسطس 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في إسطنبول.

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".