الزلزال الذي وقع جنوبي تركيا صباح الاثنين وتبعه زلزال ثان، وخلفا مئات القتلى وآلاف الجرحى والعالقين تحت الأنقاض، ليس الأول الذي يضرب البلاد، حيث شهدت تركيا العديد من الزلازل في الماضي، لكنه يعتبر الأسوأ منذ عقود.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان "زلزال مرعش الذي وقع فجر اليوم (الاثنين)، يعد أكبر كارثة عشناها منذ زلزال أرزينجان عام 1939".
وتقع تركيا في منطقة تشهد نشاطا زلزاليا هو من بين الأعلى في العالم، إذ تتموضع على خط صدع عميق.
وفي أواخر نوفمبر الماضي، ضرب زلزال بقوة 6,1 شمال غرب تركيا موقعا حوالي 50 جريحا وتسبب بأضرار محدودة، وفق أجهزة الإسعاف التركية.
وفي أكتوبر عام 2020، ضرب زلزال بقوة 7 درجات بحر إيجه، ما أسفر عن مقتل 114 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين بجروح في إزمير.
وفي فبراير 2020، ضرب زلزال بقوة 5.7 درجات منطقة حدودية بين تركيا وإيران، وأدى إلى مصرع 9 أتراك على الأقل، بينهم أربعة أطفال، وجرح 51 إيرانيا، وفق ما أعلنت سلطات البلدين.
وفي يناير 2020، ضرب زلزال بقوة 6,7 درجات منطقة إلازيغ، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا.
وفي أكتوبر 2011، تسبب زلزال بقوة 7.2 درجة في شرق تركيا في مقتل 138 شخصا على الأقل وإصابة حوالي 350 آخرين. وكان مركز الزلزال في مقاطعة فان، على مقربة من الحدود مع إيران، وشعر به بقوة في المناطق المجاورة وبعض أجزاء شمال العراق.
وفي مارس 2010، ضرب زلزال بقوة 6.0 درجات شرق تركيا، مما أسفر عن مقتل 51 شخصا. ودمرت قرية واحدة إلى حد كبير وتضررت أربع قرى أخرى بشدة. وضرب زلزال ثان قوته 5.6 درجة المنطقة نفسها بين عشرات الهزات الارتدادية.
وتركيا من بين أكثر الدول المعرضة للزلازل في العالم. وقتل أكثر من 17 ألفا في 1999 عندما ضرب زلزال قوته 7.6 درجة ازميت جنوب شرقي إسطنبول. وفي 2011، قتل زلزال ضرب مدينة فان بشرق البلاد أكثر من 500 شخص، وفقا لرويترز.
وفي 1999 كانت تركيا قد شهدت في السابع عشر من شهر أغسطس زلزالا اعتبر من أكبر الزلازل في التاريخ التركي، واستمر 45 ثانية.
ووفقا لتقرير لجنة البحوث البرلمانية بتاريخ يوليو 2010، فقد 17 ألفا و480 شخصا حياتهم وأصيب 43 ألفا و953 شخصا في الزلزال، بينما تشير مصادر غير رسمية إلى أن عدد القتلى قرابة 50 ألفا.
ووفقا للبيان الذي أدلى به مركز الأزمات التابع لرئاسة الوزراء بعد أشهر قليلة من الزلزال، فإن أكبر خسائر في الأرواح كانت في "غولجوك" حيث بلغ عددهم نحو 4500 شخص، في حين أن الخسائر في الأرواح المسجلة في "كوجالي" كانت 4 آلاف، وفقد ما يقرب من 2500 شخص حياتهم في "يالوفا" و"سكاريا"، وفي حي "أفجيلار" في إسطنبول، الذي تضرر من الزلزال، فقد 976 شخصا حياتهم.
وبالعودة إلى الوراء كانت تركيا قد تعرضت لزلزال عنيف في ولاية "أرض روم" في عام 1983، وفي عام 1991 ضرب زلزال آخر ولاية أرزينجان.
في حين شهدت "كوجالي" و"دوزجي" شرق إسطنبول زلزالا مدمرا في 1999، شهدت "أفيون قره حصار" و"سلطان داغي" في عام 2002 زلازل أيضا، وتبعه آخر في بنغول في عام 2003 وولاية فان عام 2011.
وفي حديث سابق لـ"موقع الحرة" قال خبير البحث والإنقاذ في "هيئة الطوارئ والكوارث" التركية، خالد الشوبكي، إن "تركيا هي محطة للزلازل ومكان متوقع لها، بسبب الحركة الدائمة للصفائح، إذ تقع على صفيحة أناضولية، وتتعرض للضغط من 3 صفائح أخرى في ذات الوقت".
ويضيف: "الصفيحة الأولى تدفع تركيا غرباً باتجاه أوروبا، وتسمى بالصفيحة الفارسية، بينما تدفعها الصفيحتان الأخريتان شمالا، وتسمى الأولى بالصفيحة العربية والثانية بالأفريقية".
ويرى الخبير أن الضغط المذكور أدى إلى "شق شمالي غربي للصفيحة الأناضولية، وكانت قد بدأت آثاره منذ عدة سنوات قديمة، بالزلزال المميت في عام 1939 والذي كان بقوة 8.1 في مدينة أرزيجان، وأسفر عن مقتل أكثر من 33 ألف شخص، ليكون الزلزال الأول في تاريخ تركيا الحديث".
فيما بعد، وبعد الزلزال الأول "المميت" حدثت عدة هزات أرضية وزلازل مماثلة بقوة 7 درجات، حسب الخبير، واستمرت حتى عام 1999 في الزلزال الذي ضرب "أزميت".
ويتوقع الخبير بأن تشهد تركيا نشاطاً متصاعدا للزلازل، مشيرا إلى أن "الشق الذي يحدثه ضغط الصفائح في توسّع، حيث بدأ من الغرب وذهب إلى الشمال الشرقي، ومن ثم إلى شمال شرق وسط، ومؤخرا إلى شمال غرب وسط"، وهي المنطقة التي تقع فيها مدينة إسطنبول وإزمير الساحلية.