ارتفعت حصيلة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، الاثنين، إلى أكثر من 2600 قتيل ، في حصيلة غير نهائية، بينما يخوض عمال الإنقاذ سباقا مع الزمن للعثور على ناجين بعد وقوع واحد من أعنف الزلازل التي ضربت تركيا منذ عقود.
ووقع الزلزال، الذي بلغت قوته 7.8 درجة في الساعات الأولى من صباح الاثنين، قبل طلوع ضوء النهار وفي برد الشتاء. وتلاه زلزال آخر كبير عند الظهيرة، بقوة 7.7 درجة، وتوقع مسؤول تركي كبير أن تستمر الهزات لمدة عام على الأقل.
وفي أعقاب الكارثة، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الحداد الوطني لمدة سبعة أيام، فيما وعدت أكثر من 40 دولة بإرسال خبراء ومساعدات، حسبما صرح رئيس هيئة إدارة الكوارث في تركيا، يونس سيزر.
ونقلت فرانس برس عن وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، قوله إن الزلزال خلف 1651 قتيلا وما لا يقل عن 11 ألفا و159 جريحا، مع تسجيل انهيار 3471 مبنى، في حصيلة غير نهائية.
وأعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، حشد جميع موارد البلاد للمساعدة، مشيرا إلى إرسال قوات الدرك والقوات المسلحة وفرق الطوارئ والكوارث والهلال الأحمر التركي وفرق البحث والإنقاذ من جميع أنحاء البلاد لمواقع الكارثة.
ونشرت خدمات الطوارئ فرق الإنقاذ للمساعدة في انتشال ناجين من بين أنقاض المباني التي سويت بالأرض، فيما ارتفعت أعمدة من الغبار على مرأى الناظرين ووسط صرخاتهم.
"مرة كل 100 عام"
وقال نائب الرئيس التركي، فؤاد أقطاي، إن هذه الكارثة تحدث "مرة كل مائة عام" وإن بلاده يجب أن تكون مستعدة لارتفاع عدد القتلى.
وأفاد وزير التعليم التركي بأن المدارس في جميع أنحاء مقاطعات البلاد البالغ عددها 81 ستغلق حتى 13 فبراير.
هزات مميتة
في غضون ذلك، قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي إنه تم تسجيل حوالى 145 هزة ارتدادية في أعقاب الزلزال الأول الذى وقع خلال الليل، من بينها ثلاث هزات تجاوزت قوتها 6.0 درجات.
وأكد مدير العام لوحدة الحد من مخاطر الزلازل برئاسة الطوارئ والكوارث الطبيعية التركية، أورهان تاتار، إن نحو 120 هزة ارتدادية أعقبت الزلزال، وفق أسوشيتد برس.
ونقل موقع "رايلي نيوز" التركي وموقع صحيفة "زمان" عن المسؤول التركي قوله: "هناك نشاط زلزالي خطير في المنطقة. ستستمر هذه الهزات الارتدادية لفترة طويلة.. نحن نقدر أن هذه الهزات الارتدادية ستستمر لمدة عام على الأقل بعد زلزال بهذا الحجم".
في سوريا.. الحال ليس أقل سوءا
وفي سوريا، لقي نحو ألف شخص على الأقل حتفهم، من جراء الزلزال القادم من تركيا، وفقا وزارة الصحة السورية وفرق إغاثة.
وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد القتلى إلى 570 وإصابة 1403 آخرين، في حصيلة غير نهائية يتم تحديثها تباعا من مناطق سيطرة الحكومة السورية.
وفي مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة دمشق، أوردت منظمة "الخوذ البيضاء" (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) ارتفاع عدد القتلى إلى 430 شخصا وإصابة أكثر من ألف آخرين.
ورجحت ارتفاع حصيلة القتلى مع "وجود مئات العائلات تحت الأنقاض" وسط "صعوبات كبيرة والحاجة لمعدات ثقيلة للإنقاذ".
وأفاد مراسلو فرانس برس في شمال سوريا بسقوط مبان بأكملها فوق رؤوس قاطنيها. وبدت الأضرار جسيمة في المناطق الأقرب إلى الحدود التركية مثل مدن أعزاز وجرابلس وجنديرس (شمال حلب) وسرمدا (شمال إدلب).
وفي مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، التي شهدت على ضراوة المعارك وحملات القصف خلال سنوات الحرب، نقلت وكالة "سانا" الرسمية عن مصدر في محافظة حلب انهيار 46 مبنى على الأقل.
وأعلنت وزارة التربية إغلاق المدارس في جميع المحافظات، حتى نهاية الأسبوع، بينما أفادت وزارة النقل بوقف العمل بمصفاة بانياس نتيجة أضرار لحقت بأجزاء منها.
تضامن دولي
وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقف دبلوماسيون من 193 دولة عضو في صمت إحياء لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا.
وأعرب رئيس الجمعية العامة، تشابا كروسي، عن "أعمق تعازينا وتعازينا القلبية" لحكومتي وشعبي البلدين.
وقدم الرئيس الأميركي، جو بايدن، تعازيه للمتضررين، وعرض إرسال مساعدة أميركية، وهو ما أكده أيضا مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، الذي عرض "تقديم أي وكل مساعدة لازمة".
ونقل مراسل الحرة عن منسق مجلس الأمن القومي، إرسال الولايات المتحدة فريقي بحث وإنقاذ، يتألف كل منهما من 79 عنصرا، إلى تركيا وسوريا.
وقالت أسوشيتد برس إن بريطانيا سترسل 76 متخصصا في البحث والإنقاذ بالمعدات والكلاب بالإضافة إلى فريق طبي للطوارئ إلى تركيا.
وقالت وزارة الخارجية اليابانية إن البلاد ترسل 75 من عمال الإنقاذ.
ومن المقرر أن تنشئ دولة الإمارات مستشفى ميدانيا في تركيا، وأن ترسل قطر عمال الإنقاذ وإمدادات للطوارئ.
وقال هانز كلوغ، رئيس منظمة الصحة العالمية في أوروبا إن المكاتب الإقليمية للوكالة تساعد في نقل الأدوية ومعدات الإغاثة بسرعة إلى المناطق المنكوبة.
وقال علماء زلازل إن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، قد يكون أحد أكثر الزلازل تسببا في وقوع ضحايا خلال السنوات العشر الماضية، حيث تسبب في صدع يمتد طوله لما يزيد على 100 كيلومتر بين الصفيحة الأناضولية والصفيحة العربية