تفتيش تحت الأنقاض في مبنى منهار في حماة
تفتيش تحت الأنقاض في مبنى منهار في حماة

ارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا بشكل كبير خلال ساعات وتجاوزت المئتي قتيل في كل دولة، وفق ما أوردت السلطات في البلدين.

سوريا

قتل 237 شخصا على الأقل في مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري، الإثنين، جرّاء زلزال بقوة 7,8 درجات يقع مركزه في جنوب شرق تركيا ضرب المنطقة، وفق ما نقلت رويترز وفرانس برس عن وزارة الصحة السورية.

وقالت وزارة الصحة في بيان: "639 إصابة - 237 وفاة في محافظات حلب، اللاذقية، حماه، طرطوس". وأفاد مستشفى محلي في المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرة فصائل موالية لتركيا فرانس برس في وقت سابق عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للقتلى في سوريا إلى 245 قتيلا على الأقل.

من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وفاة 320 سوري وأصيب الآلاف، إثر الزلزال الذي تبعه هزات ارتدادية.

وسقطت مباني بشكل كامل وجزئي في 58 قرية وبلدة ومدينة في سوريا غالبيتها ضمن مناطق شمال غرب البلاد.

تركيا

وفي تركيا، قال نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي في مؤتمر صحافي إن حصيلة قتلى الزلزال الذي هز جنوب تركيا ارتفعت إلى 284 إضافة إلى إصابة 2323.

وأضاف أن عدد القتلى في كهرمان مرعش 70 حيث مركز الزلزال وأربعة في خطاي و20 في عثمانية و18 في شانلي أورفا و14 في ديار بكر و13 في أديامان.

وشارك أوكتاي المعلومات التالية عن الخسائر في الأرواح والمصابين في المحافظات:

  • هاتاي: 4 قتلى و 7جرحى
  • العثمانية: 20 قتيل و200 جريح
  • أديامان: 13 قتيلا و22 جريحا
  • ديار بكر: 14 قتيلا و226 جريحا
  • أورفة: 18 قتيلا و100 جريح
  • غازي عنتاب: 80 قتيلا و600 جريح
  • كيليس: 8 قتلى و200 جريح
  • أضنة: 10 قتلى و118 جريحا
  • ملاطية: 47 قتيلا و550 جريحا

وضرب زلزال بقوّة 7,8 درجات جنوب تركيا وسوريا الساعة 4:17 (01:17 بتوقيت غرينتش) على عمق نحو 17,9 كلم وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي. ويقع مركز الزلزال في منطقة بازارجيك في محافظة كهرمان مرعش التركية (جنوب شرق).

ودفعت السلطات التركية بفرق إنقاذ وطائرات إلى المنطقة المحيطة بمدينة كهرمان مرعش في الوقت الذي أعلنت فيه "إنذارا من المستوى الرابع" يدعو إلى المساعدة الدولية، حسب رويترز.

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".