جانب من منازل سكنية مدمرة في تركيا بسبب الزلزال
جانب من منازل سكنية مدمرة في تركيا بسبب الزلزال

أعلنت إسرائيل والسلطة الفلسطينية، أنهما سترسلان مساعدات طبية وإغاثية إلى تركيا، في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضربها، الاثنين، وأودى بحياة الآلاف. 

وقال نتانياهو في بيان "بناء على طلب الحكومة التركية أصدرت تعليماتي لجميع السلطات بالاستعداد الفوري لتقديم المساعدات الطبية وأدوات البحث والإنقاذ".

وأكد رئيس الوزراء أن "وزيري الخارجية والدفاع على اتصال بنظرائهم الأتراك وسنتفق في الساعات المقبلة، على إرسال بعثة"، مقدما تعازيه للشعب التركي. 

وفي بيان منفصل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، إن نظيره التركي، مولود تشاوش أوغلو، أبلغه أن تركيا "ترحب بالمساعدات الإسرائيلية". 

وقال بيان للجيش الإسرائيلي، إن وفدا مشتركا يضم نحو 150 شخصا من وزارتي الخارجية والدفاع إضافة إلى الجيش، من المقرر أن يتوجه إلى تركيا، مساء الاثنين.

وقد أحيا البلدان علاقاتهما الدبلوماسية في الأشهر القليلة الماضية بعد انقطاع استمر لسنوات. 

وأوعز رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، بإرسال فرق من الدفاع المدني وطواقم طبية "للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ لضحايا الزلزال المدمر"، وفق بيان صادر عن مكتبه.

وقال أحمد الديك، المستشار في وزارة الخارجية الفلسطينية لوكالة فرانس برس، إن الوفد سيتألف من 64 شخصا. 

وكان نتانياهو، قد أعلن الاثنين أنه "وافق" على إرسال مساعدة إلى سوريا التي ضربها زلزال عنيف مصدره تركيا، بناء على طلبها عبر قنوات "دبلوماسية"، الأمر الذي نفته دمشق. 

وقال مصدر رسمي من النظام السوري لوسائل إعلامية "كل ما ينشر في وسائل إعلام العدو لا يتعدى سوى حملة دعائية لرئيس وزرائه".

النظام السوري يعد بإرسال المساعدات للمواطنين

وفي سياق منفصل، أكد النظام السوري، الاثنين، أن أي مساعدات إنسانية تتلقاها لمواجهة تبعات الزلزال ستصل إلى كل السوريين في كافة أرجاء البلاد، على الرغم من عدم بسطه السيطرة على جميع أراضي البلاد.

وأدى زلزال مدمر بلغت قوته 7.8 درجات الى مقتل الآلاف الاثنين، في جنوب شرق تركيا وفي سوريا المجاورة. 

وقال سفير النظام السوري لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، للصحافيين في نيويورك، إنه في حال تقديم أي مساعدات لسوريا فإنها ستصل لكل السكان. 

وأضاف صباغ بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، لنقل طلب النظام السوري للمساعدة "نؤكد للأمم المتحدة استعدادنا للتنسيق لتقديم المساعدات الإنسانية لكل السوريين في كافة أرجاء البلاد". 

وشدد "نحن مستعدون للعمل مع كل من يرغب بتقديم المساعدة للسوريين في جميع أرجاء سورية". 

وحاليا تصل المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون عبر تركيا بفضل آلية انشئت عام 2014 بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي. 

لكن دمشق وحليفتها موسكو تعترضان على هذه الآلية وتعتبرها انتهاكا للسيادة السورية، وبمرور الوقت جرى تقليص المعابر المخصصة للمساعدات من أربعة إلى واحد بضغط من روسيا والصين. 

وعندما سئل صباغ، الاثنين، عن احتمال فتح نقاط عبور جديدة لمواجهة تداعيات الزلزال، بدا رافضا للفكرة.

وشدد بالإنكليزية "قلت نحن مستعدون للعمل مع كل من يرغب بتقديم المساعدة للسوريين من داخل سورية". 

وأضاف "الوصول من داخل سوريا متاح، لذا فإن من يرغب بمساعدة سوريا بإمكانه التنسيق مع الحكومة ونحن سنكون على استعداد للقيام بذلك".

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".