هبوط أرضي في الإسكندرية
هبوط أرضي في الإسكندرية

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، خلال الساعات الأخيرة، صورة لهبوط أرضي وقع برصيف بالقرب من أحد الشواطئ في مدينة الإسكندرية.

وجرى الحديث عن وقوع الهبوط بسبب الزلزال الذي ضرب تركيا، الاثنين، وخرجت تعليقات مثل حدوث "تشقق أرضي" و"زلزال في الإسكندرية".

 

ومن جانبه، نفى محمد غانم، المتحدث باسم وزارة الري والموارد المائية، وجود علاقة بين هذا الهبوط الذي حدث في منطقة كورنيش سيدي بشر وزلزال تركيا وسوريا الذي أودى بحياة نحو 5 آلاف شخص على الأقل .

وقال غانم خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "الحكاية" على قناة "أم بي سي مصر"، إنه تصادف حدوثه مع "نوة الكرم" التي تحدث في هذا الوقت من العام، التي يصاحبها أمواج عالية تؤثر على الكورنيش.

وقال إن النورة كانت شديدة القوة هذا العام وارتفعت الأمواج بنحو خمسة أمتار وسحبت بعض الرمال من أسفل رصيف الكورنيش فحدث بعض الهبوط في الرصيف بطول 20 مترا.

وأشار المتحدث باسم وزارة الري إلى أن الوزارة تعاملت مع الأمر فور رصد الهبوط، وتم وضع كميات من الأحجار والخرسانة لمنع دخول مياه البحر أسفل الكورنيش.

وعلى مواقع التواصل تباينت الآراء، وأكدت معلقة تقول إنها مقيمة في المدينة الساحلية الواقعة بشمال البلاد ما قاله المتحدث، مشيرة إلى أن النوة مستمرة من أربعة أيام وتؤدي "إلى ارتفاع أمواج البحر وخروج المياه لحد طريق الكورنيش، وممكن يؤدي إلى هبوط جزء من الطريق بسبب قوة الأمواج وشدتها وده بيحصل كتير عندنا في إسكندرية لكن بصورة أقل.. وطبعا التوقيت مع حدوث زلزال تركيا وسوريا هو اللي قلب الدنيا".

وكتب آخر: للأسف الموضوع أكبر من هبوط التربة أسفل بلاط الكورنيش فليس هذا هو السبب، بل السبب يكمن في حركة سور الكورنيش في اتجاه البحر بتأثير قوة الأمواج مما يعكس سوء تنفيذ الأساسات الخرسانية للسور".

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".