الزلزال المدمر أودى بحياة المئات في تركيا وسوريا
الزلزال المدمر أودى بحياة المئات في تركيا وسوريا

يتواجد لاعب كرة القدم الدولي الغاني كريستيان أتسو تحت الأنقاض جراء الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال وسوريا، وأودى بحياة ما لا يقل عن 3600 شخص في حصيلة مرشحة للارتفاع، وفق ما أعلن نائب رئيس نادي هاتاي سبور التركي الذي يحترف فيه لاعب نيوكاسل الانكليزي السابق.

وانضم لاعب الجناح (31 عامًا) في سبتمبر الماضي من فريق الرائد السعودي إلى هاتاي سبور الذي يشغل فيه تانر صفوت منصب المدير الرياضي.

وقال نائب الرئيس مصطفى عزت لقناة بلاي سبور التركية على يوتيوب "تانر صفوت وكريستيان أتسو لا يزالان تحت الانقاض".

وتابع "يحاولان الهرب".

من جهته قال الاتحاد الغاني لكرة القدم عبر حسابه على تويتر "نصلي من أجل لاعب غانا الدولي كريستيان أتسو وضحايا الزلزال في تركيا وسوريا. نواصل جهودنا للتواصل مع مسؤولي هاتاي سبور والاتحاد التركي لكرة القدم نظرًا لصعوبة الوضع".

وتابع "أفكارنا وصلواتنا مع كريستيان أتسو وإخواننا وأخواتنا في تركيا وسوريا. نبقى آملين بأخبار ايجابية".

من جهته قال الرئيس الغاني نانا أفوكو-أدو عبر تويتر "صلواتنا وقلوبنا مع الناجين ونصلي لايجاد مواطننا الغاني كريستيان أتسو معافًا سليمًا".

أمضى أتسو خمسة مواسم في نيوكاسل بين 2016 و2021 قبل أن ينتقل الى نادي الرائد السعودي.

وكتب نيوكاسل في تغريدة "نصلي من أجل بعض الاخبار الإيجابية".

وسجل أتسو الاحد، قبل ساعات من الزلزال، هدف الفوز لفريقه في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع من ركلة ثابتة ضد نادي قاسم باشا(1-0) ضمن منافسات الدوري التركي.

وغرد لاعب بورتو البرتغالي وملقة الاسباني السابق بعد اللقاء "انتصار مهم للفريق. سعيد لتسجيلي في المباراة".

وخاض آخر مبارياته الدولية في سبتمبر 2019، علمًا أنه شارك في مونديال 2014 في البرازيل، ولكنه غاب عن نهائيات قطر 2022.

وضرب زلزال عنيف بلغت قوته 7,8 درجات عند الساعة 4,17 فجر الاثنين في التوقيث المحلي (01,17 ت غ)، وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي، وكان مركزه في منطقة بازارجيك في محافظة كهرمان مرعش التركية (جنوب شرق) على مسافة 60 كيلومترًا من الحدود السورية.

أعقبه بعد ساعات زلزال آخر بلغت قوته 7,5 درجات.

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".