من أعمال الإغاثة في كهرمان مرعش التركية
من أعمال الإغاثة في كهرمان مرعش التركية

مهندسون وجنود ومسعفون وكلاب مدربة، أبرز ما تحتاجه تركيا وسوريا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب فجر الاثنين البلدين، للمساعدة في تقييم الأضرار وإنقاذ ما يمكن من الأرواح في ظل ظروف جوية صعبة. 

وبدأت بالفعل المساعدات الدولية بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا المجاورة، في الوصول إلى تركيا الثلاثاء مع أولى فرق الإنقاذ والمعدات والمواد الغذائية.

وبحسب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عرضت 70 دولة إرسال مساعدات موجهة بشكل أساسي إلى بلاده، وذلك خلال إعلانه  حالة طوارئ لمدة ثلاثة أشهر في 10  محافظات. 

مئات العائلات لا تزال تحت الأنقاض بعد الزلزال المدمر

وقررت 12 دولة عربية، على الأقل، إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة؛ لدعم تركيا في مواجهة آثار كارثة الزلزال، بحسب وكالة الأناضول الرسمية. 

وأطلق الجيش التركي، "ممر مساعدة جوية"، لنقل فرق البحث والإنقاذ القادمة من دول مختلفة إلى منطقة الزلزال.

ووقع الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، قبل طلوع ضوء النهار وفي برد الشتاء، وكان الأسوأ الذي تشهده تركيا هذا القرن. وتلاه زلزال آخر كبير عند الظهيرة بقوة 7.7 درجة.

بلغت قوته 7,8 درجات وضرب قرب غازي عنتاب

وفيما يلي قائمة ببعض المساعدات التي يتم تقديمها: 

أعلنت المفوضية الأوروبية، الاثنين نشر أكثر من 10 فرق للبحث والإنقاذ في مدن تركية من دول بلغاريا وكرواتيا والتشيك وفرنسا واليونان والمجر ومالطا وهولندا وبولندا ورومانيا، لدعم المسؤولين على الأرض. 

كما تم تنشيط نظام الأقمار الصناعية كوبرنيكوس التابع للاتحاد الأوروبي لتقديم خدمات رسم الخرائط في حالات الطوارئ. 

فريق بحث وإنقاذ ألماني يصل إلى تركيا

وتنسق الولايات المتحدة المساعدات الفورية لتركيا، حيث وعد الرئيس جو بايدن ووزير الدفاع، لويد أوستن بتقديم يد العون. 

وكان مراسل "الحرة"، قد نقل في وقت سابق عن منسق مجلس الأمن القومي، إرسال الولايات المتحدة فريقي بحث وإنقاذ، يتألف كل منهما من 79 عنصرا، إلى تركيا وسوريا. 

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الثلاثاء، إرسال ما يقرب من 100 رجل إطفاء ومهندس إنشائي من مقاطعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، إلى جانب ستة كلاب مدربة تدريبا خاصا، إلى تركيا.

وأضافت الوكالة أن الجيش الإسرائيلي سيرسل فريق بحث وإنقاذ مكونا من 150 مهندسا وطاقما طبيا وعمال إغاثة لتقديم المساعدة في إنقاذ الضحايا. 

وأعلنت اليونان، أنها سترسل إلى تركيا، جارتها ومنافستها التاريخية، فريقا من 21 منقذا، وكلابا مدربة، إلى جانب مهندس إنشائي وخمسة أطباء وخبراء في تخطيط الزلازل في طائرة نقل عسكرية.

طبيبات عسكريات من أذربيجان يصلن إلى تركيا

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إن بلاده التي تمزقها الحرب "مستعدة لتقديم المساعدة الضرورية" لتركيا، وحتى "مجموعة كبيرة من المنقذين"، بحسب تغريدة لوزير الخارجية دميترو كوليبا، على موقع تويتر. 

وقررت الهند إرسال "فرق بحث وإنقاذ وطبية على الفور إلى جانب معدات الإغاثة" على ما أعلنت السلطات. 

وقالت اليابان إنها سترسل "فريق إغاثة لحالات الكوارث.. استجابة للاحتياجات الإنسانية"، وفقا لبيان رسمي صادر عن طوكيو.

رجال إطفاء من صربيا يصل إلى تركيا

مساعدات عربية

انطلقت أولى رحلات الجسر الجوي الذي خصصته قطر لدعم تركيا لمواجهة كارثة الزلزال، حيث رافق الرحلة "فريق من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية، بالإضافة إلى مستشفى ميداني ومساعدات إغاثية وخيم ومستلزمات شتوية"، بحسب وكالة الأنباء القطرية.

وقررت الكويت إنشاء جسر جوي لإرسال مساعدات وطواقم طبية إلى تركيا، عقب صدور توجيهات من أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، لمساندتها بمواجهة آثار الزلزال، وفق وكالة الأنباء الرسمية.

ووجه رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان بإنشاء مستشفى ميداني وإرسال فريقي بحث وإنقاذ إضافة إلى إمدادات إغاثية عاجلة إلى المتأثرين من الزلزال في تركيا وسوريا.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية، الثلاثاء، أن رئيس الدولة أمر بتقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال في البلدين.

وأعلنت مصر، مساء الاثنين، إرسال مساعدات إغاثية عاجلة تضامنا مع تركيا بمواجهة الزلزال، وفق بيان للخارجية المصرية.

وفي لبنان، قال وزير البيئة ناصر ياسين، إن بلاده سترسل اليوم فريق إنقاذ مؤلفا من 72 شخصا من الجيش والدفاع المدني والإطفاء إلى تركيا للمساعدة في جهود البحث الجارية جراء الزلزال.

ووجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بإرسال فريق من الحماية المدنية إلى تركيا للمساهمة في جهود إنقاذ متضرري الزلزال.

كما أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، عبر تويتر، أنه "بتوجيه من الملك عبد الله الثاني، سترسل المملكة مساعدات للبلدين الشقيقين للإسهام في الجهود الإغاثية".

وفي ليبيا، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة تعليماته بإرسال فريق مكون من 55 فنيا للمشاركة بشكل فوري في الجهود المبذولة من قبل السلطات التركية لمواجهة تداعيات الزلزال الذي ضرب عدة محافظات والمساعدة في أعمال البحث عن العالقين تحت الأنقاض.

وأعلنت الرئاسة، التونسية، أنها سترسل مساعدات عاجلة لكلّ من سوريا وتركيا، مشيرة إلى أن طائرات عسكرية ستتولى نقل هذه المساعدات إلى البلدين الشقيقين.

وفي فلسطين، وجه رئيس مجلس الوزراء محمد إشتية، بإرسال فريق للمشاركة في أعمال الإنقاذ لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا.

وأكد الهلال الأحمر في العراق، أن "فريق إنقاذ عراقيا يتوجه إلى تركيا للمساعدة في عمليات إنقاذ وإغاثة ضحايا الزلزال، وسيتم إرسال 60 طنا من المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية إلى سوريا".

كما وجه الملك البحريني حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد بتقديم مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة والعون اللازم لتركيا وسوريا، وذلك عبر المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، وفق وكالة الأنباء البحرينية (بنا).

مساعدات إلى سوريا

دعت سوريا التي مزقتها الحرب الأمم المتحدة والدول المختلفة للمساعدة في جهود الإنقاذ والخدمات الصحية والمأوى والمساعدات الغذائية، حيث تضررت أراض يسيطر عليها النظام، وآخر جيب تسيطر عليه المعارضة من جراء الزلزال.

وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، فقد أرسل الجيش الروسي المنتشر في سوريا بالفعل 10 وحدات تضم 300 شخص للمساعدة في إزالة الأنقاض، والبحث عن ناجين، وأنشأ نقاطا لتوزيع المساعدات الإنسانية. كما عرضت روسيا المساعدة على تركيا، وقد تم قبولها.

وأرسلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ما يكفي من المواد الجراحية لمعالجة 100 شخص إلى أحد المستشفيات العامة في مدينة حلب السورية، فيما لا تزال بعض المعدات الطبية في طريقها إلى حلب واللاذقية وطرطوس. 

طائرة جزائرية محملة بالمساعدات في مطار حلب

وأعلن الصليب الأحمر، عن مساعدات بالأغذية المعلبة والبطانيات والمراتب وغيرها من المواد الأساسية لتوزيعها في العديد من الملاجئ التي يتم إنشاؤها في المناطق المتضررة.

وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي إن السلطة الفلسطينية سترسل بعثتين إنسانيتين للمساعدة في سوريا وتركيا. 

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".