الأقمار الصناعية أظهرت كم الدمار الذي حل في سوريا وتركيا
ملعب كرة قدم امتلأ بخيم اللاجئين في مدينة كهرمان مرعش التركية | Source: AFP PHOTO / SATELLITE IMAGE ©2023 MAXAR TECHNOLOGIES

تسلط صور الأقمار الصناعية الجديدة من تركيا وسوريا الضوء على حجم الدمار الذي واجهته المنطقة بعد زلزال هائل وهزات ارتدادية ضربت يوم الإثنين، مما حول الأحياء إلى أنقاض وتسبب بتشريد الآلاف من الناس في عز الشتاء.

وتجاوز عدد القتلى في الدولتين 12 ألف شخص، ليل الأربعاء الخميس، مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ، حيث حذر المسؤولون من أن عدد القتلى سيستمر في الارتفاع.

صورة بالاقمار الصناعية للدمار في تركيا بسبب الزلزال

وتظهر الصور التي نشرها برنامج الأمم المتحدة للأقمار الصناعية حجم الدمار الهائل في المناطق التي ضربها الزلزال.

إحدى تلك المناطق كان قهرمان مرعش التركية التي تضررت فيها أحياء كاملة.

صورة مأخوذة من الأقمار الصناعية لمدينة كهرمان مرعش

 ونشرت شركتا "Planet" و"Maxar Technologies" المتخصصتان بالتقاط صور الأقمار الصناعية مشاهد عن الزلزال، وأكدتا أنهما تعملان بالتعاون مع المنظمات الإنسانية لإخطارها عما يحصل على أرض الواقع، بتوثيق حجم الضرر وتوزيع الملاجئ وعمليات الإنقاذ.

وبالإضافة إلى السوريين الذين قتلوا نتيجة الزلزال في بلادهم، كانت غازي عنتاب التركية والمناطق المحيطة بها موطنا لمئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين نزحوا بسبب ما يقرب من 12 عاما من الحرب.

صورة توثق قسما من أنطاكيا التركية قبل الزلزال وبعده

ونشر موقع Disaster Charter صورا لمنطقة اللاذقية السورية المدمرة بشكل كبير بسبب الزلزال. 

صور قبل وبعد الزلزال لمدينة اللاذقية السورية
صورة جوية لمدينة اللاذقية السورية قبل وبعد الزلزال
صورة جوية لمدينة اللاذقية السورية قبل وبعد الزلزال

وتعد المناطق الخاضعة للمعارضة التي تسيطر عليها تركيا،  الأكثر تضررا من الزلزال، وفقا لما ذكره مارك لوكوك ، الرئيس السابق للشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، لصحيفة "الغارديان".

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن نحو ثلث سكان الجيب الذي تسيطر عليه المعارضة السورية في شمال غربي البلاد، البالغ عددهم 4.5 مليون نسمة، نزحوا من أماكن أخرى ويتركزون في محافظة إدلب الفقيرة والقريبة من الحدود التركية.

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".