لبنانيون يساعدون السوريين
ما إن ضرب الزلزال سوريا حتى تحولت منصات التواصل الاجتماعي في لبنان إلى ساحة لإطلاق الحملات وجمع التبرعات النقدية والعينية | Source: MBN

دفعت مشاهد الدمار والموت والخراب التي تسبب بها الزلزال الكارثي في جنوب تركيا وشمال سوريا اللبنانيين إلى تناسي الأزمات التي يعيشونها، فهبوا لنجدة جيرانهم في سوريا، ومد يد العون لهم بكل ما أوتوا من قدرة.

ما إن ضرب الزلزال سوريا حتى تحولت منصات التواصل الاجتماعي في لبنان إلى ساحة لإطلاق الحملات وجمع التبرعات النقدية والعينية، وبعد ساعات من الكارثة انطلقت القوافل المحملة بأطنان المساعدات إلى مختلف المناطق المنكوبة.

بعد ساعات من الكارثة في سوريا انطلقت القوافل المحملة بأطنان المساعدات إلى مختلف المناطق المنكوبة بسوريا

وتسبب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا بقوة 7.8 درجة، بسقوط الآلاف من القتلى والجرحى وبأعداد لا تحصى من المحاصرين تحت الأنقاض، إضافة إلى تشرد عدد هائل من العائلات نتيجة الدمار الذي طال أحياء سكنية بأكملها، وما إن تعالت أصوات الاستغاثة حتى لبى اللبنانيون النداء رسمياً وشعبياً.

على الصعيد الرسمي، توجه فريق من الصليب الأحمر اللبناني وفوج الإطفاء والدفاع المدني ووحدة الهندسة في الجيش اللبناني، للمساعدة في عمليات الإنقاذ، حيث تواصل فرق الإغاثة سباقها مع الزمن في محاولة العثور على ناجين تحت الأنقاض في ظل أجواء شديدة من البرد والمطر والثلج.

كذلك أعلن وزير الأشغال والنقل اللبناني فتح مطار بيروت ومرفأي بيروت وطرابلس لهبوط الطائرات والسفن المحملة بالمساعدات الإنسانية على أنواعها إلى سوريا، وهي معفاة من كامل الرسوم والضرائب.

وزار وفد وزاري لبناني برئاسة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدلله بو حبيب دمشق، حيث التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد، وعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين السوريين، بتكليف من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، تناولت الشؤون الانسانية وتداعيات الزلزال المدمّر.

وسبق التحرك الشعبي التحرك الرسمي اللبناني، فسيّرت قوافل المساعدات إلى المناطق المنكوبة، منها ما عبر الحدود والبقية في طور التجهيز والاعداد، وذلك وسط خشية النشطاء والمراقبين من أن يعيق النظام السوري وصول المساعدات في الوقت المناسب الى المناطق التي يسيطر عليها المعارضون، ومعظمهم من النساء والأطفال، وفقا للأمم المتحدة التي دعت أمس الأربعاء إلى "وضع السياسة جانباً" وتسهيل إيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة في شمال غرب سوريا.

عقبات سورية ولبنانية

حتى أكثر المناطق فقراً في لبنان، تناسى سكانها معاناتهم وهبوا لنجدة جيرانهم، فتوحد أهالي مدينة طرابلس وجمعياتها الاهلية، من بينها جمعية "بسمة أمل" ، التي يقول رئيسها، محمود مهدي سيف "نتشارك مع جمعية اجيال العرب وجمعية ليان وحراس وادي النحلة وابو عبود سيف في هذه المهمة الإنسانية، وقد كان أهالي وادي النحلة السبّاقين في اتخاذ هذه الخطوة، ليتبعهم الكثيرون بالتبرعات التي شملت الفرش والبطانيات واجهزة التدفئة والألبسة كون الظرف المناخي صعب" مضيفاً "خلال 24 ساعة استطعنا تأمين ما يزيد عن العشرة الاف قطعة ملابس وبعض الأجهزة الطبية كالكراسي المتحركة لنقل المصابين بالإضافة إلى المعقمات".

انطلقت أولى القوافل من وادي النحلة، إلى حماة واللاذقية وإدلب، والاتصالات مستمرة من قبل عدد كبير من اللبنانيين الراغبين بالوقوف إلى جانب المتضررين السوريين، كل منهم يريد التبرع بحسب قدرته، ويقول سيف "سنبدأ التحضير للقافلة الثانية مطلع الأسبوع القادم، لافتاً إلى أنه "نتيجة الكارثة ننسق مع الأجهزة الأمنية السورية التي بدورها تنسّق مباشرة مع المعارضة، لتأمين جسر انساني إلى كل المناطق المتضررة، ونحن نعمل على إيصال المساعدات عبر أشخاص يحملون الجنسية السورية".

الكارثة مضاعفة في شمال غرب سوريا حيث المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق، وفي إشارة لها قال المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا، المصطفى بن المليح "نحتاج لإمكانية الوصول الكامل وإلى الدعم للوصول"، وفي العادة تنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لهذه المناطق عبر نقطة عبور وحيدة هي باب الهوى، لكن الطرق المؤدية اليه من تركيا تضررت جراء الزلزال، في حين يرفض النظام السوري فتح معابر جديدة، بحجة تقويض السيادة". 

واليوم الخميس دخلت أول قافلة مساعدات بعد الزلزال المدمر إلى هذه المناطق، وقد وشاهد مراسل وكالة فرانس برس عند المعبر قافلة من ست شاحنات فقط تعبر إلى سوريا، وتضم بشكل أساسي مستلزمات خيم وأدوات تنظيف.

عدا عن العقبات التي تقف في طريق وصول المساعدات إلى بعض المناطق المنكوبة، هناك ناشطون لبنانيون يرغبون بدخول الأراضي السورية والوقوف على حاجة المتضررين مباشرة، لكنهم يخشون ذلك لأسباب أمنية كونهم معروفين بأنهم معارضون للنظام، ومنهم من تحول عقبات من نتاج الأزمات التي يمر بها لبنان دون تمكنهم من تجاوز الحدود، كالناشط بلال علاو الذي كان من أوائل الداعين عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" إلى المسارعة لنجدة المنكوبين السوريين، ويقول "قبل انطلاق أي قافلة علينا تقديم تصريح إلى السفارة السورية في لبنان بأسماء الأشخاص الذين تضمهم، وللأسف شطب اسمي كوني لا احمل هوية ولا جواز سفر، بل فقط اخراج قيد لبناني".

علاو عبّر عن استغرابه لتشدد الجانب السوري في إجراءات الدخول إلى أراضيه في ظل الوضع المأساوي، ويقول "الجميع يعلم مدى صعوبة إصدار هوية لبنانية كذلك حال جواز سفر، فموعدي على المنصة لا يزال بعيداً جداً"، ويشدد "لن استسلم وسأحاول مرة ثانية الدخول إلى سوريا لأساعد من أرض النكبة من هم بحاجة".

توحُّد الشعب اللبناني من كل المناطق والطوائف لتقديم العون للشعب السوري "يفرح القلب" بحسب علاو، "ما نقوم به واجب على كل عربي، فكيف لنا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هول هذه الكارثة وأمام مشاهد الموت والدمار والأطفال اليتامى، وأمام تحرك الدول لمساعدة تركيا وغض النظر عن سوريا، من هنا كانت الدعوة للمساعدة خطوة بديهية، وكان التجاوب كبيراً، اذ سرعان ما وصل عددنا إلى نحو ستين شخصاً لننضم بعدها إلى مجموعة أخرى تحت اسم قافلة الشباب اللبناني حملة إغاثة سوريا".

ما لمسه علاو على الأرض أمر لا يصدقه عقل، ويقول "عائلات لبنانية دون خط الفقر أبت إلا أن تتبرع مما في مطبخها من مواد غذائية وحتى من بطانيات وما تيسر لها، هذا التكاتف أبلغ رسالة على وحدة الشعوب العربية بغض النظر عن خلافات السياسيين والقادة". 

"الخير باق"

من مبادرة فردية إلى فريق متكامل يضم أطباء وممرضين ومختصين نفسيين وعمال اجتماعيين ومختصين بإدارة الكوارث، اجتمعوا تحت اسم "قافلة الشباب اللبناني حملة إغاثة سوريا"، وتمكنوا من جمع أطنان من المواد الغذائية والملابس والبطانيات وحليب الاطفال، وسيّروا أولى القوافل باتجاه اللاذقية، على أن تكون مدينة حمص هي الوجهة الثانية، كما يقول الناشط في الحملة إبراهيم البسط.

بيكبر القلب فيكم ❤ من المركز بالبقاع مستمرين من كل المناطق

Posted by Diyaa Morda on Wednesday, February 8, 2023

يشدد البسط على أن "المبادرة إنسانية بحت، مستقلة عن كل الأحزاب وبعيدة كل البعد عن السياسة، فمساعدة المنكوبين السوريين هي الهدف، وقد اثبت اللبنانيون أنهم أهل الخير فعلاً، فرغم ظروفهم الصعبة لم يتوانوا عن نجدة اشقائهم، جندوا أنفسهم وكرسوا وقتهم من أجل جمع المساعدات وفرزها وتوضيبها تحضيراً لتسليمها إلى محتاجيها".

تمكنت الحملة من فتح مكاتب لها في عدد كبير من المناطق، من البقاع إلى بيروت والجنوب، والعمل سيستمر كما يقول البسط "طالما أن المنكوبين في سوريا بحاجة لنا".

مبادرة فردية أخرى بدأها عدد من الأشخاص من خلال ارسال مبلغ مالي إلى صديقة لهم في سوريا لتوزّعه على المنكوبين او لتشتري لهم ما يحتاجونه، فتحولت إلى حملة باسم "معكن"، تقوم على جمع الأموال من داخل لبنان وخارجه لمساندة المتضررين السوريين، وبحسب ما يشرحه أحد مطلقي الحملة علي الرفاعي "التجاوب أكبر من المتوقع وفوق التصور، اذ أن رسائل عدة وصلتنا من عائلات أصر أطفالها على فتح حصالتهم والتبرع بما ادخروه لأطفال سوريا، هي مبالغ صغيرة لكن رمزيتها كبيرة جداً".

وانضم مغتربون إلى الحملة، كما يشير الرفاعي "لاسيما من ساحل العاج ونيجيريا وأوروبا، ونحن نعلم أن أي الأموال التي سنجمعها لا تساوي شيئاً أمام هول الكارثة، لكن يبقى أفضل من ألا نحرك ساكناً".

امام المشاهد الإنسانية تسقط كل الخلافات السياسية والمحاور بحسب ما يشدد الرفاعي، ويضيف "كل الدول والشعوب معرّضة لما حدث في سوريا وتركيا، وقد مررنا بما يشبه ذلك بعد انفجار المرفأ، من هنا الوقوف إلى جانب بعضنا البعض واجب، فاليوم هم بحاجتنا وربما في الغد نحن سنحتاجهم، وكلبنانيين نثبت دائماً ان الخير لا يزال باق في قلوبنا وأرضنا".

يوجد في سوريا أكبر عدد من النازحين داخلياً في العالم، يبلغ 6.8 مليون شخص، وذلك بحسب الأمم المتحدة التي أشارت إلى أن "عدد السوريين المحتاجين لمساعدات انسانية ارتفع إلى 15.3 مليون في عام 2023، بزيادة 5 في المئة عن عام 2022"، ولا شك أن هذا الزلزال سيؤدي إلى زيادة أعباء السوريين المتضررين.

وحثّت "لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا" المجتمع الدولي على التحرك بسرعة لتقديم المساعدات الإنسانية والدعم، ودعت جميع الأطراف إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية فوراً وبدون قيود إلى كل المناطق المتضررة من الزلزال لتقديم المساعدات المنقذة للحياة".

وحذرت اللجنة من أن الزلزال، الذي يعتبر الأقوى في المنطقة منذ عقود، سوف يؤدي إلى تفاقم المعاناة في بلد دمرته أصلاً الأزمة والحرب منذ 12 عاما، مشيرة إلى أن شمال وشمال غرب سوريا، حيث يوجد ملايين النازحين بعد سنوات من الاقتتال في جميع أنحاء البلاد، يعتبران الأكثر تضررا من الزلزال.


خشية من انحراف الوجهة

بعد الكارثة والحديث عن وقوف قانون قيصر حائلاً دون وصول المساعدات للمنكوبين، أوضحت وزارة الخارجية الأميركية أن "العقوبات الأميركية تتضمن استثناءات لا تمنع وصول المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية وغيرها للشعب السوري ولن نمنع أي دولة من تقديم هكذا مساعدات. وسنستمر من جهتنا بتقديم المساعدات للشعب السوري".

أما وزارة الخارجية والمغتربين التابعة للنظام السوري فسارعت إلى اتهام المسؤولين الأميركيين بـ "تضليل الرأي العام العالمي"، رغم أن النظام السوري في دائرة الاتهام بأنه يريد السيطرة على المساعدات وتوزيعها حتى في المناطق التي تخضع للمعارضة.

من اللبنانيين من يخشى ليس فقط من سيطرة النظام السوري على المساعدات، بل كذلك من استحواذ بعض أعيان المناطق المنكوبة عليها، منهم الصحافي اللبناني مالك دغمان الذي يقول "علمت من ناشطين سوريين أن بعض أعيان المناطق المتضررة من الزلزال يستحوذون على المساعدات ويتصرفون بها كما يشاؤون، وفي لبنان لا ثقة لي بالجمعيات، لذلك فضّلت إطلاق حملة لتأمين التبرعات العينية لمنكوبي ادلب، على أن يتم تسليمها لهم يداً بيد عبر اشخاص محل ثقة، لأكون على بينة من وصولها الى مستحقيها خوفاً من اهدار أموال المتبرعين في غير المكان المراد لها".

أيضا وأيضا ❤️❤️ #سوريا

Posted by Malek Doughman on Wednesday, February 8, 2023

وسرت دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بضرورة تسليم المساعدات "يداً بيد" إلى المنكوبين، حيث شدد عدد من السوريين على أن المتضررين من الزلزال لم تصلهم أي من المساعدات المالية التي تم ارسالها أو جمعها الكترونياً. 

أكثر ما يحتاجه المنكوبون في ادلب الآن كما يقول مالك هو الخيم التي يتراوح سعر الواحدة منها حوالي 220 دولار "من هنا سأطلق حملة ثانية لجمع المال وارساله إلى ناشط في ادلب لتأمين ما تيسر منها، على أن يرسل لي صوراً وفواتير بكل ما يشتريه، فأنا حريص جداً على ألا يستنهز البعض تعاطف واستجابة الناس لصرخات الاستغاثة لتحقيق مكاسب مادية".

تعبّر هذه المبادرات كما تقول الأستاذة الجامعية والباحثة الاجتماعية البروفيسورة وديعة الأميوني "عن نخوة الشباب اللبناني وقدرته على الفصل بين السياسة والإنسانية، فرغم مطالبة بعضهم بعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم وتحميلهم جزء من مسؤولية الأزمات التي يمر بها بلدهم، لاسيما الاقتصادية منها والتي تسببت بتوسع رقعة الفقر والبطالة والحرمان، إلا أنهم سارعوا لنجدة المنكوبين".

مرة جديدة يثبت الشعب اللبناني كما تقول الأميوني أنه "شعب مقدام وخيّر، على عكس ما تحاول بعض الوسائل الإعلامية تصويره من أنه عنصري وطائفي" وتضيف "هي عاطفة نبيلة يظهرها اللبنانيون في كل موقف انساني يستدعي ذلك".

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".