دخلت أول قافلة مساعدات بعد الزلزال المدمر، الخميس، إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال سوريا، وفق ما أفاد مسؤول في المعبر الحدودي بين سوريا وتركيا.
وقال المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا، مازن علوش، "دخلت اليوم أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة بعد أربعة أيام من الزلزال"، مشيراً إلى أنه كان من المتوقع وصولها قبل وقوع الكارثة، وفقا لـ"فرانس برس".
وأضاف "من الممكن اعتبارها استجابة أولية من الأمم المتحدة وسيتبعها إن شاء الله، بحسب ما وُعدنا، قوافل بحجم أكبر لمساعدة أهلنا المنكوبين".
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس عند المعبر قافلة من ست شاحنات فقط تعبر إلى سوريا، وتضم بشكل أساسي مستلزمات خيم وأدوات تنظيف.
كارثة إنسانية
طال الدمار الناتج عن الزلزال، ومركزه في تركيا، خمس محافظات سورية، وأودى بحياة أكثر من 17100 قتيل في البلدين، فيما تتلاشى آمال العثور على ناجين تحت الأنقاض وسط طقس صقيعي.
وفي سوريا، بلغت حصيلة الضحايا حتى الآن 3162 قتيلا، جراء الزلزال العنيف الذي ضرب الإثنين وبلغت شدته 7,8 درجات، حسب السلطات السورية ورجال الإنقاذ في مناطق المعارضة.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن عدد الذين تضرروا بالزلزال قد يبلغ 23 مليون شخص، بما في ذلك في سوريا، بينهم نحو خمسة ملايين في وضع هش.
وتُنقل المساعدات الإنسانية المخصصة لشمال غرب سوريا عادة من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن حول المساعدات العابرة للحدود.
لكن الطرق المؤدية الى المعبر تضررت جراء الزلزال، ما أثر موقتا على قدرة الأمم المتحدة على استخدامه.
وأعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، أن جزءاً من المساعدات سيدخل، الخميس، عبر معبر باب الهوى إلى سوريا.
وقال في جنيف "حصلنا على ضمانات بأنه يمكننا تمرير المساعدات الإنسانية الأولى" عبر معبر باب الهوى، داعيًا إلى "عدم تسييس" المساعدات.
ولم يتم إرسال مساعدات من داخل سوريا إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق شمالا منذ حوالي ثلاثة أسابيع.
وكان مسؤول في الأمم المتحدة حذر، الأربعاء، من أن مخزون الأمم المتحدة في المنطقة يكفي لإطعام مئة ألف شخص لمدة أسبوع واحد.
وفي المناطق التي تأخر وصول المساعدات إليها، يشعر الناجون بأنهم مهملون.
في جنديرس الواقعة في منطقة تسيطر عليها فصائل المعارضة في سوريا "حتى المباني التي لم يؤد الزلزال إلى انهيارها أصيبت بأضرار بالغة"، على حد قول حسن أحد السكان، الذي طلب عدم ذكر اسم عائلته.
وأضاف أن "هناك بين 400 و500 شخص عالقون تحت كل مبنى منهار يحاول عشرة أشخاص فقط إخراجهم ولا تتوفر آليات".
في قرية بسنايا على الحدود مع تركيا، يزيل مالك إبراهيم الأنقاض بلا كلل بحثًا عن ثلاثين من أفراد عائلته عالقين تحت الأنقاض، وقد تم انتشال عشر جثث حتى الآن.
وقال هذا الرجل البالغ من العمر 40 عاما "هناك عشرون شخصًا عالقين تحت الأنقاض. ليست هناك كلمات تكفي.. إنها كارثة. ذكرياتنا دفنت معهم"، مضيفا "نحن شعب منكوب بكل معنى الكلمة".
وتنهمك منذ الإثنين فرق الإغاثة بالبحث عن ناجين تحت الأنقاض في ظل نقص في الإمكانات.
وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا، المصطفى بن المليح، الأربعاء، "الدمار في حلب وحمص واللاذقية وفي مناطق أخرى وفي أرياف هذه المحافظات هائل، لكننا نعرف أيضاً أن الدمار في شمال غرب البلاد هائل أيضاً وعلينا الوصول إلى هناك من أجل تقييمه".
ومع تصاعد التحديات التي تؤثر على سوريا، قال المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، مهند هادي، إن الزلزال الذي تضرر منه ما لا يقل عن 10 ملايين شخص "هو آخر ما كان يحتاجه الشعب السوري"، وفقا لـ"الأمم المتحدة".
وأضاف هادي في حديثه للصحفيين في نيويورك، الأربعاء، "كنا نكافح لسنوات وسنوات لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسوريين، حتى بدون هذه الكارثة الأخيرة. لكن كما تعلمون، نجد أنفسنا الآن في موقف صعب للغاية، نتسابق مع الوقت، نحاول الوصول إلى الناس في جميع أنحاء سوريا".
وذكر المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية أن الطريق المؤدية من غازي عنتاب إلى نقطة العبور الحدودية، والتي تضررت ولا يمكن استخدامها لإرسال مواد الإغاثة، يجب أن تفتح قريبا.
ويعتمد نحو 90 بالمئة، من سكان شمال غرب سوريا البالغ عددهم 4.6 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية لتلبية أبسط احتياجاتهم، حسب "الأمم المتحدة".
وفي مناطق سيطرة الحكومة السورية، تهبط منذ يومين تباعا طائرات محملة مساعدات إغاثية للمتضررين في مطارات دمشق وحلب واللاذقية، العدد الأكبر منها من دولة الإمارات، إضافة إلى روسيا وإيران وفنزويلا وليبيا والصين وتونس والهند وباكستان والأردن ودول اخرى، وفقا لـ"فرانس برس".