طهران قد تحاول إرسال بطاريات دفاع جوي متطورة
طهران قد تحاول إرسال بطاريات دفاع جوي متطورة

في الوقت الذي يسابق رجال الإنقاذ الزمن للعثور على ناجين بين أنقاض الزلزال الذي ضرب سوريا، تتزايد المخاوف أن تستغل إيران الوضع لترسل أسلحة إلى حزب الله تحت ستار المساعدات الدولية.

ونقلت شبكة "فوكس نيوز" في تقرير أن الأزمة الحالية تقلق المسؤولين الإسرائليين الذين يخشون أن ترسل طهران إلى حزب الله أسلحة ومعدات مستغلة المساعدات الدولية.

وقالت الشبكة إنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل عما إذا كانت إيران اتخذت خطوات لنقل أسلحة إلى سوريا تحت ستار المساعدات.

لكن مراسل لهيئة الإذاعة الإسرائيلية العامة نشر على تويتر مقطع فيديو يظهر "الميليشيات الموالية لإيران في العراق" تسافر في قافلة لتوصيل "المساعدات لضحايا الزلزال في سوريا".

وفي مقطع فيديو آخر نشر الجمعة، نشر المراسل لقطات لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، العميد إسماعيل قآني، الذي قيل إنه شوهد في مدينة اللاذقية غرب سوريا "لمراقبة المساعدات لضحايا الزلزال".

ويقول دوغ باندو ، كبير الباحثين في معهد كانو الأميركي في حديث لموقع "الحرة" إن زيادة في السلع والمساعدات طبيعي أن يمنح الفرصة لتهريب الأسلحة إلى سوريا من قبل إيران".

ويشير الباحث إلى أنه ليس هناك خيار آخر غير زيادة المساعدة في ظل الكارثة الكبيرة للزلزال.

أما المخاوف الإسرائيلية، فما على إسرائيل إلا الاعتماد على استخباراتها لرصد و مهاجمة الأسلحة الإيرانية، يقول باندو.

ويعتقد خبير الاستخبارات والأمن الإسرائيلي، العميد  يوسي كوبرفاسر، وهو الآن باحث كبير في منتدى أمن الدفاع الإسرائيلي، لشبكة فوكس نيوز  أن إيران استغلت في السابق مثل هذه المآسي لنقل الأسلحة، لذلك فإنها قد تحاول أن تقوم ذلك مجددا وتنقل أسلحة متقدمة إلى سوريا.

ويشير كوبرفاسر إلى أن طهران قد تحاول إرسال بطاريات دفاع جوي متطورة وذخائر مثل "طائرات كاميكازي بدون طيار" ومكونات صواريخ بعيدة المدى.

وتقول فوكس نيوز في تقريرها إن إيران التي تنخرط  مع إسرائيل في حرب بالوكالة عبر سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في 2011، قد تستغل الدمار الناجم عن الزلزال لتوسيع دعمها لوكلائها في سوريا. 

وقال كوبرفاسر: "تواصل إيران استغلال الضعف السوري والاعتماد على المساعدات الخارجية لتعزيز الاستراتيجية الإيرانية للهيمنة الإقليمية ونشر الأسلحة بالقرب من إسرائيل". 

وتخوض إيران حرب ظل مع إسرائيل منذ سنوات، إذ تتهم طهران إسرائيل بالوقوف وراء سلسلة من الهجمات والاغتيالات التي استهدفت برنامجها النووي، وتقول إنها نفذت بدعم من الولايات المتحدة.

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".