إنقاذ طفل من تحت الأنقاض في الجزائر
يحاول المسعفون تحديد مكان ناجين محتملين بواسطة مسيّرات وكاميرات كشف تعمل بالطاقة الحرارية | Source: Social Media

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق لحظة إنقاذ فريق من الحماية المدنية الجزائرية لطفل صغير من تحت الأنقاض في تركيا التي ضربها زلزال عنيف الاثنين، ولا تزال تبحث عن ناجين تحت الأنقاض.

الفيديو الذي نشرته أول مرة، الصفحة الرسمية للحماية المدنية الجزائرية، شهد مشاركات قياسية، وتفاعل معه العديد من المعلقين على فيسبوك وحتى تويتر.

ويظهر الفيديو فرحة رجال الحماية المدنية الجزائريين عند انتشال الطفل، بينما كان الأخير مندهشا وهو بين يدي أحدهم.

رجل الإنقاذ الجزائري لم يستطع ترك الطفل من شدة فرحه، بينما كان زملاؤه يطلبون منه تسليمه لوالده الذي كان ينتظر خروج ولده.

واستحسن مغردون عمليات الإنقاذ التي يقودها المسعفون من جميع البلدان، بينما أشاد معلقون عرب بالفريق الجزائري، الذي حل أولا وفق إحصائيات منصة تنسيق وإدارة العمليات الميدانية التابعة للمجموعة الإستشارية الدولية للبحث والإنقاذ من حيث عدد الأشخاص الذين تم العثور عليهم.

يذكر أن صفحات الحماية المدنية الجزائرية على المنصات الاجتماعية، تعطي حصيلة عملها يوميا، سواء في تركيا أو في سوريا التي لا تزال تبحث عن ناجين وسط الركام ولا سيما في حلب.

وفي آخر حصيلة يومية لها قالت مصالح الحماية المدنية الجزائرية، إنها تمكنت من إنقاذ 12 شخصا في تركيا وانتشال 69 جثة، بينما أنقذت شخصا واحدا في سوريا وانتشلت 33 متوفى.

يشار إلى أن وزارة الخارجية الجزائرية أعلنت، الخميس، وفاة مواطنتين جزائريتين، إثر الزلزال، الذي راح ضحيته أكثر من 20 ألف شخص في تركيا وسوريا، وفق الأرقام التي تم تقديمها حتى الآن. 

ويتعلق الأمر، وفق بيان الخارجية بسيدة تبلغ 44 سنة و ابنتها (13 سنة)، اللتين تم انتشال جثتيهما في مدينة الإسكندرون، بمحافظة هاتاي جنوبي تركيا.

وتراجع الأمل بالعثور على أحياء الجمعة في تركيا وسوريا بعد أكثر من مئة ساعة على زلزال عنيف قضى فيه أكثر من 21700 شخص في إحدى أسوأ الكوارث في هذه المنطقة منذ قرن.

وينشط أيضا مئات من عمال الإغاثة أتوا من ماليزيا وإسبانيا وكازاخستان والهند، وقطر ودول أخرى.

وقررت الولايات المتحدة تقديم مساعدة بقيمة 85 مليون دولار إلى تركيا وسوريا. 

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس لصحافيين "نحن فخورون بالانضمام إلى الجهود العالمية لمساعدة تركيا مثلما سبق أن ساهمت تركيا في كثير من الأحيان عبر خبرائها في عمليات الإنقاذ الإنساني لدول عدة أخرى".

ويتابع السكان المضطرون إلى المبيت في خيام أو سيارات وهم يبكون عمل المسعفين الذين يحاولون تحديد مكان ناجين محتملين بواسطة مسيّرات وكاميرات كشف تعمل بالطاقة الحرارية.

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".