حذّرت منظمات إنسانية تعمل على مساعدة السكان المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال غرب سوريا من أن كارثة الاثنين الماضي، سيكون لها "أثر طويل الأمد" بالنظر إلى المجموعة الواسعة من الاحتياجات التي ستتطلب تبرعات لشهور أو حتى سنوات، بعد انتهاء مهام الإنقاذ.
وتسبب الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة في مقتل ما لا يقل عن 24 ألف شخص في المنطقة وترك عشرات الآلاف بلا مأوى، بينما لجأ العديد من المنكوبين إلى مراكز التسوق والملاعب والمساجد والمراكز المجتمعية للمبيت.
وكان وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال سوريا أصبح أمرا معقدا بسبب الحرب الأهلية، في حين أن إرسال الأموال يمكن أن يواجه صعوبات بسبب العقوبات الأميركية على نظام الرئيس بشار الأسد.
وتطرح البيئة السياسية في تركيا أيضا عدة تحديات، وفق وكالة أسوشيتد برس.
تأخر
عبرت الشحنة الأولى من المساعدات المتعلقة بالزلزال من تركيا إلى الجيب الذي يسيطر عليه المتمردون في سوريا، الجمعة، فقط، وهو تأخير نجم عن الأضرار والحطام ولكن أيضا سياسة الأمم المتحدة التي تسمح فقط باستخدام معبر واحد.
و"لحسن الحظ"، فإن بعض مجموعات الإغاثة كانت موجودة بالفعل هناك، منذ زمن، بسبب الحرب الأهلية في البلاد التي استمرت 12 عاما.
وكان لدى منظمة أطباء بلا حدود 500 موظف، متمركزين في شمال سوريا، حيث ساعدوا في تلبية الاحتياجات الطبية وسط النزاع سالف الذكر.
وقالت أفريل بينوا، المديرة التنفيذية لمنظمة أطباء بلا حدود بالولايات المتحدة الأميركية: "لقد تمكنا من توزيع كميات كبيرة من المواد الغذائية والبطانيات على أكثر من 500 أسرة" من أحد مستودعاتهم في أعقاب الزلزال مباشرة.
في السياق، دعت الجمعية الطبية السورية-الأميركية، التي تقدم أيضا خدمات طبية مهمة في شمال سوريا، إلى فتح معابر حدودية إضافية وطلبت بتسهيلات قانونية تتيح استخدام معابر أخرى.
وقال باسل ترمانيني، رئيس مجلس إدارة هذه الجمعية الطبية: "نعتقد أن الأمم المتحدة لا تحتاج إلى قرار من مجلس الأمن للمضي قدما في هذه الإغاثة الطبية المنقذة لحياة الأشخاص".
وقالت كل من منظمة أطباء بلا حدود والجمعية الطبية السورية-الأميركية إن إمداداتهما في المنطقة قد نفدت وإنهما تحتاجان إلى شحنات جديدة لمواصلة جهود المساعدة.
وتبقى عملية توصيل الإمدادات صعبة، وفق أسوشيتد برس، إذ هناك عقبات كبيرة أمام نقل اآلات الثقيلة إلى سوريا، وهي آليات ضرورية لإزالة الأنقاض.
كما قال كزافييه كاستيلانوس، وكيل الأمين العام لتنسيق العمليات في الاتحاد الدولي، إن نقص الوقود يحد أيضا من إمدادات الكهرباء.
ووصف كاستيلانوس الوضع في المنطقة بـ"العاصفة الكبرى" مع كل الظروف التي تقلل مقدار الدعم إلى ما دون المستوى الذي ينبغي أن يكون عليه.
وقال متحدثا من جنيف، الخميس، إن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تلقى حتى الآن تعهدات من بعض الحكومات وعددا صغيرا جدا من الشركات للتبرع.
وستنظر المجموعة في التبرع الفردي لتعويض النقص الفادح، وفق ما نقلته أسوشيتد برس.
وعود بالتبرع..
أطلقت المجموعة نداء لجمع 217 مليون دولار للتكفل بالمنكوبين في كلا البلدين، كما تقوم الفروع الوطنية للاتحاد الدولي بجمع التبرعات.
وتلقى الاتحاد الدولي نحو 7.6 مليون دولار حتى الآن.
وحتى الخميس، حصلت منظمة أطباء بلا حدود على 5.1 مليون دولار من التبرعات عبر الإنترنت إلى جانب تبرع بقيمة 10.7 مليون دولار من مؤسسة إيكيا.
وجمعت مؤسسة SAMS ما يقرب من 2 مليون دولار بين جامعي تبرعات على فيسبوك وآخر على GiveSmart اعتبارا من الجمعة.
كما منحت المنظمة الإنسانية Direct Relief على الفور 100 ألف دولار لكل من SAMS و AKUT، فريق البحث والإنقاذ التركي.
وشحنت المنظمة ومقرها سانتا باربرا بولاية كاليفورنيا 42 حاوية من الإمدادات تقول إنها ستصل بحلول الأحد.
قال توماس تيجي، الذي يقود منظمة Direct Relief، إن فريقه فتح مفاوضات مع شركات الرعاية الصحية للحصول على الأدوية والإمدادات التي من المرجح أن تكون مطلوبة.
وتعهدت شركة أمازون في منشور على الإنترنت بتقديم 600 ألف دولار لمنظمات إنسانية، بما في ذلك AKUT والهلال الأحمر التركي، بالإضافة إلى توفير إمدادات الطوارئ خلال الطقس البارد.
كما تعهد مؤسس شركة الزبادي العملاقة "شوباني"، حمدي أولوكايا، وهو مواطن تركي، بتقديم مليون دولار للصناديق الخيرية التركية ووعد بمكافأة مليون دولار أخرى من التبرعات.
ويخطط الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بالفعل لدعم جهود مساعدة تركيا وسوريا على مدى 12 شهرا.