الزلزال قضى على عشرات الآلاف من الناس في سوريا وتركيا
الزلزال قضى على عشرات الآلاف من الناس في سوريا وتركيا

قتل قيادي بارز بمنظمة غير ربحية في سوريا جراء الزلزال المدمر الذي ضرب شمالي البلاد وجنوبي تركيا الأسبوع الماضي.

وقالت لجنة العدالة والمحاسبة الدولية (CIJA) في بيان، أنه "ببالغ الأسى نعلن وفاة نائب رئيس وحدة التحقيقات في سوريا مصطفى (حمص) وعائلته".

وجاء في البيان أن "مصطفى وزوجته رولا وأطفالهم الجميلين تالا وحنين وميس وعمر قضوا جميعا في الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غرب سوريا وتركيا، في 6 فبراير 2023".

ولجنة العدالة الدولية والمساءلة (CIJA) هي منظمة غير حكومية غير هادفة للربح مكرسة لتعزيز جهود العدالة الجنائية من خلال التحقيقات لأجل منع فقدان وتدمير الأدلة الحيوية لإنهاء الإفلات من العقاب.

وتهدف اللجنة إلى توسيع الفرص لتحقيق العدالة لمجموعة واسعة من الجرائم التي تؤثر على الفئات السكانية الضعيفة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية والإرهاب والاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين.

وتابع البيان: "دافع مصطفى بشغف عن العدالة وآمن فيها. وكان القائد المحبوب من أعضاء فريقه، وصاحب رؤية. لم يفقد مصطفى الأمل أبدا، حتى في أسوأ لحظات الحرب الظالمة التي عاثت بوطنه خرابا".

وتقول شبكة "سي إن إن" الإخبارية إن مصطفى من الرستن بحمص، كان محاميا مدربا ومحققا ماهرا في الجرائم الدولية وحصل على عدد هائل من الأدلة داخل سوريا.

وعلى مدى الاثني عشر عاما الماضية، قدم مصطفى، 47 عاما، مساهمات لا تقدر بثمن في البحث عن الحقيقة والعدالة بشأن الفظائع المرتكبة ضد الشعب السوري.

وقالت مديرة الإدارة والعلاقات الخارجية في لجنة العدالة والمحاسبة الدولية، نيرما يلاتشيتش، إنها التقت بمصطفى في تركيا الأسبوع الماضي "للتخطيط لمستقبل جديد لعائلته، بحيث يتم فيه الاعتراف علنا بعمله الضخم في التحقيقات المتعلقة بسوريا".

وأضافت في حديثها للشبكة الأميركية: "لقد فعل الكثير ... لقد كان محققا عظيما لكن روحه لم تصلب أبدا على مر السنين. ظل أنعم وأطيب شخص يمكن أن تتخيله".

منذ عام 2012، سعت لجنة العدالة الدولية والمساءلة إلى ضمان جمع الأدلة على جرائم الحرب المزعومة في سوريا وحفظها للمحاكمات المستقبلية.

وعمل مصطفى وفريقه الذي يعرفون باسم "صائدي الوثائق"، على تحميل نظام بشار الأسد المسؤولية عن الجرائم البشعة التي ارتكبت طوال السنوات الماضية.

ونفى المسؤولون السوريون مرارا مزاعم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وأصروا على أنهم يستهدفون الإرهابيين وليس المتظاهرين السلميين.

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".