ياسين على شمال الصورة في غازي عنتاب لمساعدة المتضررين من الزلزال
ياسين على شمال الصورة في غازي عنتاب لمساعدة المتضررين من الزلزال | Source: Facebook/@Yassin's Falafel House

جمع اللاجئ السوري في الولايات المتحدة، ياسين تيرو، وهو صاحب مطعم في ولاية تينيسي، أكثر من 186 ألف دولار أميركي لإغاثة المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا. 

فبعد سماعه عن الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجة والذي هز شمال غرب سوريا وجنوب شرق تركيا في السادس من فبراير، شعر تيرو بأنه يجب عليه أن يساعد أسرته الكبيرة في وطنه الأم. 

أطلق صاحب مطعم "فلافل هاوس" في نوكسفيل، الذي فاز بجائزة عن أفضل المطاعم في الولايات المتحدة في 2018، حملة رقمية لجمع التبرعات لتقديم الرعاية الطبية والغذاء للمتضررين، وتوجيه الأموال مباشرة إلى منظمتين خيريتين هما "سوريا ريليف أند ديفيلوبمينت"، و"سيليبريت ميرسي" الموجودتين في الولايات المتحدة. 

وقرر تيرو السفر من الولايات المتحدة إلى وطنه للمساعدة في توفير الإغاثة الغذائية والرعاية الطبية والوقود والمأوى لمن هم في حاجة ماسة إليها، وتوزيع المساعدات بنفسه على المحتاجين. 

وقال تيرو لبرنامج "صباح الخير يا أميركا" قبل فترة وجيزة من رحلته بالطائرة، إن دافعه كان "مساعدة المتضريين ومواصلة بناء جسور الود بين المجتمعات المختلفة."

وانضمت ممرضة من نوكسفيل، تمتلك شركة للتدريب الطبي، تدعى نور إبراهيم، إلى تيرو، للتطوع معه وتقديم الخدمات على الأرض في جنوب تركيا. 

وأعرب تيرو عن تقديره الكبير للمجتمع الأميركي الذي لم يخب ظنه عندما طلب المساعدة "هذه الاستجابة السريعة تظهر للعالم من نحن (الأميركيون)".

ولا يزال معظم أفراد عائلة تيرو في سوريا وأحد إخوته في غازي عنتاب بتركيا، حيث نزح من مكان إقامته نتيجة الزلزال المدمر الذي خلّف أكثر من 35 ألف قتيل، وفق حصيلة غير نهائية.

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".