هبطت طائرة سعودية تحمل مساعدات إغاثية لمنكوبي الزلزال المدمر، الثلاثاء، في مطار حلب الدولي، وفق ما أفاد مسؤول في وزارة النقل السورية وكالة فرانس برس، وهي الأولى منذ قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق إثر اندلاع النزاع قبل أكثر من عشر سنوات.
وقال المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته "هذه أول طائرة آتية من السعودية تهبط على الأراضي السورية منذ أكثر من عشر سنوات". وأضاف: "آخر رحلة كانت في فبراير 2012".
وتحمل الطائرة السعودية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، "35 طنا من المساعدات الغذائية".
وتعهدت السعودية، التي دعمت المعارضة السورية، إثر الزلزال، بتقديم مساعدات الى المناطق المتضررة بما فيها مناطق واقعة تحت سيطرة القوات الحكومية.
وقال مسؤول الجاهزية في وزارة النقل السورية سليمان خليل لوكالة فرانس برس "تمّت جدولة هبوط طائرتين سعوديتين الأربعاء والخميس".
وأوضح أنها ستكون من ضمن "جسر جوي متواصل".
ونشرت "سانا" صورا تظهر فريقا من الهلال الأحمر السوري في استقبال مسؤولين من الهلال الأحمر السعودي كانوا على متن الطائرة.
وأرسلت السعودية، السبت، قافلة مساعدات إلى المناطق المتضررة في شمال غرب سوريا والواقعة تحت سيطرة فصائل جهادية ومعارضة.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن دخول "11 شاحنة إغاثية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تحمل على متنها 104 أطنان من المواد الغذائية والإيوائية".
وكان مصدر في مركز الملك سلمان قال في وقت سابق في الرياض لوكالة فرانس برس إن المساعدات سترسل مباشرة إلى مطار حلب الدولي والى الهلال الأحمر السوري، وإن ما من قنوات تواصل مباشر مع الحكومة السورية.
وعلقت جامعة الدول العربية عام 2012 عضوية سوريا فيها، وقطعت دول عربية عدة علاقاتها مع دمشق.
لكن مؤشرات انفتاح تجاه دمشق برزت خلال السنوات الأخيرة، لا سيما مع الإمارات التي أعادت فتحت سفارتها في سوريا عام 2018، قبل أن يزور الرئيس السوري بشار الأسد الإمارات في مارس الماضي".
وتقوم الإمارات حاليا بجهود إغاثة في سوريا وتقدم مساعدات قالت إن قيمتها لن تقل عن مئة مليون دولار.
وإلى جانب اتصالات تضامن من حلفائه التقليديين، تلقى الأسد الثلاثاء اتصالا من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، هو الأول بين الرجلين منذ تولي السيسي السلطة في مصر العام 2014، رغم محافظة البلدين على علاقات أمنية وتمثيل دبلوماسي محدود. كما تلقى اتصالا مماثلا من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، هو الأول منذ أكثر من عقد.
وبعد أسبوع على الزلزال العنيف الذي بلغت قوته 7,8 درجات وضرب تركيا وسوريا، تجاوزت حصيلة الضحايا 35 ألف شخص في البلدين، وفق أحدث حصيلة غير نهائية، وحذّرت الأمم المتحدة من أنها قد "تتضاعف".
وأوقع النزاع في سوريا قرابة نصف مليون شخص، وشرد نصف مليون آخرين، ولجأ العديد من هؤلاء الى تركيا.