مدير إدارة دعم العمليات في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يشرف على وصول حزم الإغاثة الإنسانية التي قدمتهاالسعودية لضحايا زلزال 6 فبراير
مدير إدارة دعم العمليات في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يشرف على وصول حزم الإغاثة الإنسانية التي قدمتهاالسعودية لضحايا زلزال 6 فبراير

هبطت طائرة سعودية تحمل مساعدات إغاثية لمنكوبي الزلزال المدمر، الثلاثاء، في مطار حلب الدولي، وفق ما أفاد مسؤول في وزارة النقل السورية وكالة فرانس برس، وهي الأولى منذ قطع الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق إثر اندلاع النزاع قبل أكثر من عشر سنوات.

وقال المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته "هذه أول طائرة آتية من السعودية تهبط على الأراضي السورية منذ أكثر من عشر سنوات". وأضاف: "آخر رحلة كانت في فبراير 2012".

وتحمل الطائرة السعودية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية "سانا"، "35 طنا من المساعدات الغذائية".

وتعهدت السعودية، التي دعمت المعارضة السورية، إثر الزلزال، بتقديم مساعدات الى المناطق المتضررة بما فيها مناطق واقعة تحت سيطرة القوات الحكومية.

وقال مسؤول الجاهزية في وزارة النقل السورية سليمان خليل لوكالة فرانس برس "تمّت جدولة هبوط طائرتين سعوديتين الأربعاء والخميس".

وأوضح أنها ستكون من ضمن "جسر جوي متواصل".

ونشرت "سانا" صورا تظهر فريقا من الهلال الأحمر السوري في استقبال مسؤولين من الهلال الأحمر السعودي كانوا على متن الطائرة.

وأرسلت السعودية، السبت، قافلة مساعدات إلى المناطق المتضررة في شمال غرب سوريا والواقعة تحت سيطرة فصائل جهادية ومعارضة.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن دخول "11 شاحنة إغاثية مقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تحمل على متنها 104 أطنان من المواد الغذائية والإيوائية".

وكان مصدر في مركز الملك سلمان قال في وقت سابق في الرياض لوكالة فرانس برس إن المساعدات سترسل مباشرة إلى مطار حلب الدولي والى الهلال الأحمر السوري، وإن ما من قنوات تواصل مباشر مع الحكومة السورية.

وعلقت جامعة الدول العربية عام 2012 عضوية سوريا فيها، وقطعت دول عربية عدة علاقاتها مع دمشق.

لكن مؤشرات انفتاح تجاه دمشق برزت خلال السنوات الأخيرة، لا سيما مع الإمارات التي أعادت فتحت سفارتها في سوريا عام 2018، قبل أن يزور الرئيس السوري بشار الأسد الإمارات في مارس الماضي".

وتقوم الإمارات حاليا بجهود إغاثة في سوريا وتقدم مساعدات قالت إن قيمتها لن تقل عن مئة مليون دولار.

وإلى جانب اتصالات تضامن من حلفائه التقليديين، تلقى الأسد الثلاثاء اتصالا من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، هو الأول بين الرجلين منذ تولي السيسي السلطة في مصر العام 2014، رغم محافظة البلدين على علاقات أمنية وتمثيل دبلوماسي محدود. كما تلقى اتصالا مماثلا من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، هو الأول منذ أكثر من عقد.

وبعد أسبوع على الزلزال العنيف الذي بلغت قوته 7,8 درجات وضرب تركيا وسوريا، تجاوزت حصيلة الضحايا 35 ألف شخص في البلدين، وفق أحدث حصيلة غير نهائية، وحذّرت الأمم المتحدة من أنها قد "تتضاعف".

وأوقع النزاع في سوريا قرابة نصف مليون شخص، وشرد نصف مليون آخرين، ولجأ العديد من هؤلاء الى تركيا.

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".