الممرضات هرعن إلى إنقاذ الرضع بدلا من الهرب
الممرضات هرعن إلى إنقاذ الرضع بدلا من الهرب

وثقت كاميرات المراقبة في أحد مستشفيات تركيا، كيف هرع أطباء وممرضون لإنقاذ الأطفال حديثي الولادة، أثناء الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، الأسبوع الماضي، بينما كان المستشفى يهتز من تحتهم. 

ويُظهر مقطع فيديو، نشره وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، ممرضتين تندفعان للإمساك بحاضنات الرضع لمنعها من الانقلاب أو الانزلاق خلال اللحظات الأولى للزلزال القوي الأول.

ويُظهر الجزء الثاني من الفيديو موظفي المستشفى وهم يجرون عبر قاعات المستشفى لإجلاء الأطفال الآخرين والأشخاص من المبنى.

وكتب قوجة على تويتر: "أنقذ أصدقاؤنا في مستشفى غازي عنتاب أطفالنا المرضى على حساب حياتهم أثناء الزلزال". 

وتابع مشيدا بدور الأطباء والممرضين "هناك العديد من الأمثلة على ذلك في مستشفيات أخرى أيضا.. شعبنا الذي ركض لنجدة الآخرين في المقاطعات التي ضربها الزلزال،  فعل الشيء نفسه".

وتضاءلت فرص العثور على ناجين  تحت أنقاض المباني المنهارة بعد سلسلة من الهزات الإرتدادية، التي هزت تركيا وسوريا الأسبوع الماضي، بينما يكافح آلاف الأشخاص من أجل البقاء، في المستشفيات وفي الخيام المزدحمة، و حتى في الشوارع.

وقالت السلطات التركية، إنه تم نقل أكثر من 150 ألف ناج إلى ملاجئ خارج المحافظات المتضررة. 

وبحسب وكالة أسوشيتيد برس، قُتل أكثر من 35 ألف شخص في الزلازل، حيث تجاوز هذا العدد عدد قتلى تسونامي المدمر عام 2011، والذي أودى بحياة ما يزيد قليلا عن 18 ألف شخص.

والإثنين الماضي، استيقظ الملايين في تركيا وسوريا على وقع زلزال بلغ 7.8 درجة، تبعته على الفور تقريبا، هزة ارتدادية قوية أخرى بلغت 6.7 درجة.

وبعد تسع ساعات، تعرضت المنطقة لهزة ارتدادية عنيفة أكبر، بلغت قوتها 7.5 درجة، وهي واحدة من مئات الهزات الارتدادية متفاوتة الحجم التي استمرت في هز المنطقة لعدة أيام.

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".