اللص تسلل إلى المسجد
اللص تسلل إلى المسجد

تحقق شرطة مدينة فلاور ماوند، في ولاية تكساس الأميركية، في عملية سطو على مسجد وقعت الاثنين الماضي، حيث سرق لص تبرعات كانت مخصصة لمساعدة ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، وفق شبكة فوكس نيوز الأميركية.

وزودت رابطة مسلمي لويزفيل وماوند فلاور الشرطة بتسجيلات كاميرات المراقبة التي تظهر شخصا يشتبه أنه من اقتحم المسجد واستولى على الأموال، ولكن لا تظهر ملامح وجهه واضحة حيث كان يرتدى كمامة وسترة أخفت ملامحه تقريبا.

وشوهد الرجل وهو ينزل من سيارة بيضاء حاملا حقيبة، وكان المسجد مغلقا في ذلك الوقت، لكنه تمكن من الدخول من باب غير مغلق، وتوجه ناحية صناديق التبرعات التي كان بداخلها أموال نقدية وشيكات.

المشتبه به تسلل إلى المسجد

وأفاد مراسل القناة بأن مسؤولي المسجد أكدوا له أن هذه الأموال كانت مخصصة لمساعدة هؤلاء الذين عانوا ويلات الزلزال المدمر الذي أودى بحياة أكثر من 41 ألف شخص حتى الآن.

وقال رزاق خازي سيد، رئيس الرابطة الإسلامية في المنطقة، في تصريحات للمراسل: "نشعر بالحزن العميق. بعض هذه الأموال كانت مخصصة لإغاثة اللاجئين".

الصناديق تكسرت

ولم يحدد المسؤول حجم الأموال التي سرقت، مشيرا إلى أنه تم الحصول عليها خلال حملة تبرعات سخية نظمها المسجد، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.

وكانت صور أخرى التقطت قبل وقوع الحادثة أظهرت رجلا كان يتفحص بدقة المسجد وصناديق التبرعات، ويبدو أنه كان يرتدي نفس ملابس الرجل الذي ظهر في عملية السرقة، واستقل نفس السيارة، لكن الشرطة لا تعتبره مشتبها به حتى الآن.

وتستمر حصيلة الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات، في الارتفاع وقد بلغت، مساء الثلاثاء، 39106 قتلى، هم 35418 في جنوب تركيا و3688 قتيلا في سوريا.

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".