A man sleeps in front of a destroyed building in Kahramanmaras, southeastern Turkey, Monday, Feb. 13, 2023. Ever since the…
من المتوقع أن يخفض البنك المركزي التركي أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس

قال بنك "جيه.بي مورغان"، الخميس، إن الأضرار المباشرة التي لحقت بالمنشآت في تركيا بسبب الزلزال المدمر الذي وقع في السادس من فبراير قد تصل إلى 2.5 بالمئة من نمو الناتج المحلي أو 25 مليار دولار.

وارتفع إجمالي عدد قتلى الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا إلى أكثر من 41 ألفا ويحتاج الملايين إلى مساعدات إنسانية إذ أصبح العديد من الناجين بلا مأوى في درجات حرارة تقترب من الصفر في الشتاء.

وقال الخبير الاقتصادي، فاتح أكجليك، في مذكرة للعملاء "أدى الزلزال في تركيا إلى خسارة مأساوية في الأرواح وله تداعيات اقتصادية كبرى".

وقال البنك إنه يتوقع أيضا أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس أخرى، في اجتماعه الأسبوع المقبل، إلى ثمانية بالمئة.

وقال أكجليك "أشارت القيادة السياسية إلى مزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة حتى قبل الزلزال.. نحن لا نستبعد المزيد من الخفض في أسعار الفائدة قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في 18 يونيو" .

يذكر أن منظمة الصحة العالمية، اعتبرت، الثلاثاء، أن الزلزال الذي خلّف أكثر من 41 ألف قتيل في تركيا وسوريا هو "أكبر كارثة طبيعية خلال قرن" تضرب بلدا واقعا ضمن منطقتها الأوروبية.

وقال مدير الفرع الأوروبي للمنظمة هانس كلوغه، خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت "نحن شهود على أكبر كارثة طبيعية في منطقة الفرع الأوروبي من منظمة الصحة العالمية خلال قرن وما زلنا نقيّم حجمها".

وأضاف "التكلفة الحقيقية لم تُحدّد بعد، وسيستغرق التعافي منها والشفاء منها وقتًا وجهدًا هائلَين".

وذكّر بأن نحو 26 مليون شخص "يحتاجون إلى مساعدة إنسانية" في تركيا وسوريا.

ويُعدّ انتشار الفرق الطبية للإغاثة الطارئة، بالإضافة إلى نشر ثلاث طائرات ومعدات طبية لإسعاف 400 ألف شخص، الأكبر في تاريخ منظمة الصحة العالمية في أوروبا منذ 75 عامًا.

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".