لاعب كرة القدم الغاني، كريستيان أتسو. أرشيف
لاعب كرة القدم الغاني، كريستيان أتسو. أرشيف

عُثر على جثة لاعب كرة القدم الغاني، كريستيان أتسو، تحت أنقاض مبنى في مدينة هاتاي بعد الزلزال القوي الذي ضرب تركيا، بحسب ما نقلت، السبت، وكالة "دي اتش ايه" عن وكيل أعماله.

وانضم أتسو إلى قائمة ضحايا زلزال بقوة 7.8 درجات ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير وأسفر عن مقتل أكثر من 43 ألف شخص في البلدين.

وأشارت تقارير أولية قبل أيام إلى أنه تم إنقاذه بعد يوم من الزلزال، لكن تبين أنها خاطئة.

وقال وكيل أعماله، مراد أوزونمحمد، السبت، إنه عُثر على جثته تحت المبنى الذي كان يعيش فيه في جنوب تركيا بعد الزلزال المدمر الذي وقع الأسبوع الماضي.

وأوضح للصحفيين في هاتاي حيث تم العثور على جثة جناح تشيلسي السابق "عُثر على جثة أتسو تحت الأنقاض. في الوقت الحالي تستمر عملية إزالة المزيد من الأنقاض. كما تم العثور على هاتفه".

وقال مدير نادي هاتاي سبور إن أتسو تراجع عن مغادرة تركيا قبل ساعات من الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة مؤخرا بعدما سجل هدف الفوز لفريقه المنافس في الدوري التركي لكرة القدم.

وكان الجناح البالغ 31 عاما انتقل في سبتمبر الماضي من الرائد السعودي إلى هاتاي سبور، الذي يقع في مقاطعة هاتاي الجنوبية بالقرب من مركز الزلزال المدمر.

وأمضى أتسو خمسة مواسم في نيوكاسل بين 2016 و2021 قبل أن ينتقل إلى نادي الرائد.

وسجل أتسو، قبل ساعات من الزلزال، هدف الفوز لفريقه في الدقيقة السابعة من الوقت البدل عن ضائع من ركلة ثابتة ضد نادي قاسم باشا (1-0) ضمن منافسات الدوري التركي.

وخاض اللاعب الراحل آخر مبارياته الدولية الستين في سبتمبر 2019، علما أنه شارك في مونديال 2014 في البرازيل ولكنه غاب عن نهائيات قطر 2022.

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".