حصيلة الزلزال بلغت 41 ألف قتيل. أرشيفية
حصيلة الزلزال بلغت 41 ألف قتيل. أرشيفية

جمعت حملة تبرعات لصالح المتضررين في زلزال تركيا أكثر من 6 مليارات دولار خلال 7 ساعات في بث شاركت فيها محطات تلفزيونية وإذاعية.

وأطلق على الحملة اسم "تركيا قلب واحد" والتي شاركت فيها بثها، الأربعاء، 213 محطة تلفزة و562 إذاعة تتواجد داخل وخارج تركيا، بحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء التركية "الأناضول".

وبلغت قيمة التبرعات خلال البث المباشر أكثر من 115 مليار ليرة تركية وهو ما يعادل 6.1 مليار دولار.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في اتصال هاتفي خلال البث المباشر للحملة، إن "تركيا تسعى إلى تشييد مبان جديدة وآمنة خلال عام واحد، مكان كل مبنى تهدم في الزلزال".

وكشف أنه في مطلع مارس المقبل "سيتم وضع حجر الأساس لـ30 ألف وحدة سكنية" والتي ستكون بداية إعمار المناطق المتضررة.

وأشار التقرير إلى أن الحكومة الألبانية دعمت الحملة بمليون يورو، إذ أعلن رئيس وزراء البلاد أن ألبانيا "لم تنس وقفة تركيا معهم حينما ضربها زلزال في 2019".

وتجاوزت آخر حصيلة رسمية للزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات وضرب تركيا وسوريا في السادس من فبراير 41 ألف قتيل، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.

ووفق تقرير لوكالة فرانس برس منذ زلزال وقع في تركيا في 1999، جمعت السلطات حوالي 38 مليار دولار من دافعي الضرائب من خلال "ضريبة الزلازل" لجعل المدن التركية أكثر مقاومة للزلازل، ولكنها لم تستخدم بشكل صحيح وإنما لتغطية نفقات حكومية أخرى.

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".