أسر طالب في المدرسة الثانوية، يبلغ من العمر 17 عاما، قلوب الأتراك بعد أن صور رسالة وداع لأحبائه بينما كان محاصرا تحت أنقاض منزله خلال زلزال الأسبوع الماضي.
وكان، طه إرديم، وعائلته نائمين عندما ضرب زلزال بلغت قوته 7.8 درجة مسقط رأسهم في أديامان في الساعات الأولى من يوم 6 فبراير.
واستيقظ طه فجأة على هزات عنيفة هزت المبنى السكني المكون من أربعة طوابق في مدينة الأناضول الوسطى.
وفي غضون 10 ثوان، كان طه ووالدته ووالده وشقيقه الأصغر وأخته يغرقون تحت المبنى.
وجد نفسه وحيدا محاصرا تحت أطنان من الأنقاض، مع موجات من الهزات الارتدادية القوية التي تنقل الحطام، وتضغط على مساحته وسط فوضى الخرسانة والفولاذ.
وأخرج طه هاتفه المحمول وبدأ في تسجيل وداع أخير، على أمل أن يتم اكتشافه بعد وفاته.
17-year-old Taha Erdem recorded himself stuck under his collapsed house in Turkey after the earthquake.
— Visegrád 24 (@visegrad24) February 17, 2023
He and his family survived but 47 people from the same building were killed.
Terrifying footage via @Lyla_lilas
pic.twitter.com/zDgZyjWEfk
وقال من المساحة الضيقة، وهاتفه يهتز في يده "أعتقد أن هذا هو آخر فيديو سأصوره على الإطلاق"
ويظهر الفيديو مرونة وشجاعة ملحوظة لمراهق يعتقد أنه كان يقول كلماته الأخيرة، يصف إصاباته ويتحدث عن ندمه والأشياء التي يأمل في القيام بها إذا خرج على قيد الحياة.
وخلال الفيديو، يمكن سماع صرخات الأشخاص المحاصرين الآخرين.
ويقول طه "هناك العديد من الأشياء التي أندم عليها. الله يغفر لي كل خطاياي. إذا خرجت من هنا حيا اليوم، فهناك العديد من الأشياء التي أريد القيام بها. ما زلنا نرتجف، نعم. يدي لا ترتجف، إنه زلزال".
ويمضي المراهق قائلا أنه يعتقد أن عائلته قد ماتت، إلى جانب العديد من الآخرين في المدينة، وأنه سينضم إليهم قريبا.
لكن طه كان مقدرا له أن يكون من بين أوائل الذين تم إنقاذهم من المبنى المدمر. تم سحبه من تحت الأنقاض بعد ساعتين من قبل الجيران واقتادوه إلى منزل عمته.
وبعد 10 ساعات من وقوع الزلزال، أنقذ السكان المحليون والديه وإخوته أيضا وحفروا في حطام المبنى بأيديهم العارية وأي أدوات يمكنهم العثور عليها.
وعندما تحدثت وكالة أسوشيتد برس إلى العائلة، الخميس، كانوا يعيشون في خيمة منحتها لهم الحكومة، إلى جانب مئات الآلاف الآخرين الذين نجوا من الكارثة التي ضربت جنوب تركيا وشمال سوريا، ما أسفر عن مقتل أكثر من 43000.
وقالت زليحة، والدة طه، 37 عاما، وهي تشاهد الحفارات تنبش حياتها القديمة وتلقيها في شاحنات ثقيلة، "هذا منزلي".
وتصف اللحظة قائلة: "بوم-بوم-بوم، انهار المبنى طابقا طابقا فوقنا"، واصفة كيف استمرت في الصراخ باسم ابنها بينما كانت محاصرة تحت الأنقاض على أمل أن يموت الخمسة معا كعائلة.
وكان أطفال عائلة إرديم الأصغر سنا، الابنة سيمانور (13 عاما) والابن يغيت سينار البالغ من العمر 9 سنوات، نائمين في غرفة والديهم عندما وقع الزلزال.
لكن طه لم يستطع سماع نداءات والدته من خلال كتلة الخرسانة. كما أنها لم تستطع سماع صرخات ابنها في الظلام، واعتقد كلاهما أن الآخر كان يرقد ميتا في المبنى المدمر.
وعندما تم نقل زليحة وزوجها علي (47 عاما)، وهو عامل نظافة إلى المستشفى، وأبنائهم الآخرين إلى منزل شقيقتها، أدركوا أن طه قد نجا.
وقالت زليحة: "في تلك اللحظة كان العالم وكأنه ملكي".
وقصة عائلة إرديم هي واحدة من العديد من الحكايات العاطفية عن الثبات البشري الذي ظهر من منطقة الكارثة، إذ يروي الكثيرون بوضوح أهوال محاصرتهم تحت منازلهم.
وقال إبراهيم زكريا، وهو سوري يبلغ من العمر 23 عاما تم إنقاذه في بلدة جبلة السورية الساحلية في 10 فبراير، لوكالة أسوشيتد برس إنه نجا من خلال لعق الماء المتساقط على الجدار المجاور له، وكان يفقد الوعي لفترة قبل أن يستقيظ.
ويقول من سريره في المستشفى "كدت أستسلم لأنني اعتقدت أنني سأموت".
وفي مدينة غازي عنتاب التركية، حوصر عدنان محمد كوركوت البالغ من العمر 17 عاما لمدة أربعة أيام قبل أن يتم إنقاذه. وقال لوكالة أنباء "IHA" الخاصة إنه شعر بالعطش لدرجة أنه شرب بوله.
وتم إنقاذ محمد إينيس ينير، 17 عاما، وشقيقه البالغ من العمر 21 عاما بعد 198 ساعة في كهرمان ماراس القريبة.
وقال إنهم بكوا في اليومين الأولين، وتساءلوا في الغالب عن والدتهم وما إذا كانت قد نجت، ثم بدأوا في وقت لاحق في مواساة بعضهم البعض.
وفي كهرمان مراس أيضا، تم انتشال ألينا أولميز، 17 عاما، بعد 248 ساعة تحت الأنقاض.
وغالبا ما تظهر قصص النجاة الرائعة أثناء الكوارث، خاصة بعد الزلازل، عندما تسجل وسائل الإعلام العالمية تلاشي الأمل في استعادة الناجين مع مرور كل ساعة.
وفي أعقاب زلزال هايتي عام 2010 ، تم إنقاذ فتاة تبلغ من العمر 16 عاما في "بورت أو برنس" بعد 15 يوما من زلزال دمر المدينة. وبعد ثلاث سنوات، تم إنقاذ امرأة محاصرة تحت مبنى منهار في دكا، بنغلاديش، بعد 17 يوما.