الطفلة سلمت لعمتها في سوريا
الطفلة سلمت لعمتها في سوريا

جرى لم شمل طفلة رضيعة، ولدت في شمال سوريا خلال الزلزال المدمر الذي وقع هذا الشهر، مع عمتها  بعد وفاة والديها وإخوتها في هذه الكارثة.

وأظهرت لقطات انتشرت على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الزلزال رجل إنقاذ وهو يندفع أسفل تل من الأنقاض ثم يحمل مولودا يغطيه الغبار.

وذكر لاحقا أن المولود طفلة وأنها ابنة عبد الله وعفراء مليحان اللذين لقيا حتفهما في الزلزال مع باقي أطفالهما في مدينة جندريس الواقعة تحت سيطرة المعارضة في محافظة حلب السورية.

وظلت الطفلة تتلقى علاجا في مستشفى جيهان الواقع في غرب منطقة عفرين، الخاضعة أيضا لسيطرة المعارضة، حتى تمكن المسعفون من التحقق من هويات أقاربها.

والسبت، تسلمتها أخيرا عمتها حلا وزوجها خليل السوادي وسمياها عفراء، على اسم والدتها المتوفاة.

وقال السوادي لرويترز إن هذه الطفلة تعني الكثير له ولأسرته بعد أن فقدت أسرتها بالكامل، مضيفا أنها ستبقى ذكرى له ولزوجته ولجميع الأقارب في قرية أمها وأبيها.

وكان يحمل على إحدى ذراعيه عفراء ملفوفة في غطاء وردي، بينما كان يضع في الأخرى طفلته المولودة حديثا عطاء في غطاء باللون الأزرق.

ولدت عطاء بعد الزلزال بثلاثة أيام، وقال السوادي إنه سيربيهما معا.

وأضاف لرويترز أنه تم اتخاذ إجراءات قانونية للتأكد من أن زوجته هي عمة الطفلة، فضلا عن فحص الحمض النووي.

ولقي أكثر من 5800 شخص حتفهم في جميع أنحاء سوريا نتيجة زلزال السادس من فبراير، معظمهم في شمال البلاد الذي تسيطر عليه المعارضة والذي عانى بالفعل من القصف على مدى سنوات منذ اندلاع الصراع في سوريا في عام 2011.

كما خلف الزلزال أكثر من 39 ألف قتيل في تركيا.

وجندريس، حيث يعيش السوادي، واحدة من أكثر المدن تضررا في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال.

وصار أطفال آخرون هناك أيتاما بسبب الزلزال، بعد أن نجوا من القصف على مدى سنوات خلال الحرب المستمرة في سوريا منذ ما يقرب من 12 عاما.

كما لحقت أضرار جسيمة بمدن تسيطر عليها الحكومة. وأنجبت امرأة طفلا في مدينة حلب في أثناء الزلزال وقالت إنه أعادها إلى الحياة.

عفراء تبتسم حتى للغرباء
قصة عفراء جذبت أنظار العالم وسط المآسي التي خلفها الزلزال المدمر

 الطفلة التي ولدت تحت أنقاض منزل أسرتها الذي دمره الزلزال المميت في تركيا وسوريا قبل ستة أشهر تتمتع الآن بصحة جيدة وتحب أسرتها بالتبني والابتسام حتى للغرباء.

قضت الطفلة عفراء، ذات الشعر الداكن، عشر ساعات تحت الأنقاض بعد أن ضرب الزلزال سوريا وتركيا، في 6 فبراير الماضي، وتسبب في وفاة والديها وأربعة من أشقائها في بلدة جنديرس شمالي سوريا. وعندما تم العثور عليها، كان حبلها السري لا يزال متصلا بوالدتها.

جذبت قصتها أنظار العالم في ذلك الوقت، وعرض كثيرون من جميع أنحاء العالم تبنيها.

وبعد أن أمضت أياما في أحد المستشفيات شمالي سوريا، أُخرجت عفراء وتم تسليمها إلى عمتها وزوجها اللذين يقومان بتربيتها مع بناتهما الخمس وابنيهما.

وقال والدها المتكفل برعايتها، خليل السوادي، إن عفراء تم تسليمها لأسرة عمتها بعد أيام من إجراء اختبار الحمض النووي للتأكد من أن الفتاة وعمتها مرتبطتان بيولوجيا.

بدت عفراء، يوم السبت، مستمتعة بينما كانت تتأرجح على أرجوحة حمراء تتدلى من السقف ويدفعها السوادي إلى الأمام والخلف.

وقال السوادي، وهو يجلس القرفصاء وعفراء في حجره: "هذه الطفلة ابنتي... هي بالضبط مثل أطفالي".

وأضاف السوادي أنهم يقضون النهار في شقة استأجرها، لكن في الليل تذهب الأسرة إلى خيمة من الخيام لقضاء الليلة، حيث لا يزال أطفاله يعانون من صدمة الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في جنوبي تركيا وشمالي سوريا.

وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، سجل أكثر من 4500 وفاة و10400 إصابة في شمال غربي سوريا بسبب الزلازل. وقدر بأن 43 في المئة من المصابين نساء وفتيات، بينما كان 20 في المئة من المصابين أطفال، تتراوح أعمارهم بين 5 إلى 14 عاما.

وضرب الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجات على مقياس ريختر في الساعات الأولى من 6 فبراير وتلته عدة توابع. وكان شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة من بين المناطق الأكثر تضررا ، حيث يعيش أكثر من 4.5 مليون شخص، معظمهم من النازحين بسبب الصراع الذي قتل أكثر من نصف مليون شخص.

يقول السوادي، عندما تكبر عفراء، سيخبرها بقصة إنقاذها وكيف قُتل والداها وأشقاؤها في الزلزال المدمر. وأضاف أنه إن لم يخبرها، فستخبرها زوجته أو الأبناء.

وبعد يوم من وصول الطفلة إلى المستشفى، أسماها المسؤولون هناك "آية". لكن بعد تكفل أسرة عمتها برعايتها، أطلق عليها اسم "عفراء"، تيمنا بوالدتها الراحلة.

بعد أيام من ولادة عفراء، أنجبت عمتها طفلة أسمتها عطاء. ومنذ ذلك الوقت، كانت ترضِع الطفلتين، حسبما أوضح السوادي.

وتابع "عفراء تشرب الحليب وتنام معظم اليوم".

يشير السوادي إلى أنه تلقى عدة عروض بالعيش في الخارج، لكنه رفض لأنه يريد البقاء في سوريا، حيث عاش والدا عفراء وحيث ماتا.

كان والد عفراء البيولوجي، عبد الله تركي مليحان، في الأصل من قرية خشام في دير الزور شرقي سوريا، لكنه غادر، في عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على القرية، وفق ما قاله صالح البدران، عم والد عفراء.

وأوضح السوادي "نحن سعداء للغاية بها، لأنها تذكرنا بوالديها وأشقائها. إنها تشبه والدها وشقيقتها نوارة كثيرا".